بيت لحم -معا - وثق تنظيم داعش في شريط فيديو، نشره السبت، عملية قتله خمسة ناشطين إعلاميين يتحدرون من مدينة دير الزور في شرق سورية، من دون أن يحدد مكان أو زمان إعدامهم، بعد خطفهم قبل ثمانية أشهر.
وفي إصدار تداولته مواقع وحسابات جهادية بينها إذاعة البيان التابعة للتنظيم، يظهر خمسة أشخاص يعرفون عن عملهم الصحفي والمؤسسات التي يعملون معها ويزودونها بأخبار التنظيم وظروف عيش السكان تحت سلطته في مدينة دير الزور.
ونشر التنظيم الفيديو الجديد بعنوان وحي الشيطان استخدم خلاله طرقًا جديدة لإعدام مخالفيه، أبرزها الصعق بالكهرباء . وعرض اعترافات لعدد من النشطاء الإعلاميين، وفي مقدمتهم سامر عبود، مدير مكتب شركة تفاعل التنموية للإعلام في دير الزور الذي قال: عملي مع الشبكة كان يختص بتغطية جميع نشاطات داعش في دير الزور، لا سيما الجوانب العسكرية ، وتطرق عبود إلى عمله في شبكة تفاعل في الجوانب الإحصائية والدراسات، كأعداد المقاتلين الأجانب في داعش ومدى تقبل عوام الناس لهم، وغيرها، وأعدم التنظيم سامر عبود بطعنة في العنق.
كذلك ظهر الإعلامي سامي رباح، وقال إنه وبعد دخول داعش إلى دير الزور، اتفق مع قادة التنظيم بالعمل إعلاميًا مستقلاً ينقل الحقيقة دون زيادة أو نقصان. وسبب إعدام رباح هو إعداده دراسات تفصيلية عن أحوال المدنيين في دير الزور، إضافة إلى تحديده 8 مواقع لـ داعش وإرسالها لشخص خارج سورية، مقابل مبلغ من المال. رباح، ورغم إعلانه التبرؤ من عمله السابق، وإرساله تحذيرًا للإعلاميين المعادين لـ داعش ، لم ينج من الإعدام، فقد قيد بأريكة داخل منزل، وفجرت ما أدى لتناثر أشلائه داخل المنزل.
محمود شعبان الحاج خضر، مسؤول إذاعة الآن في دير الزور، قال إنه كان يتقاضى راتبه بالليرة السورية من داخل منزل مهجور، إلا أن المكتب الأمني لـ داعش رصد تحركاته، وقبض عليه، وقد أعدم عبر تقييده بنافذة حديدة، تم وصلها بالكهرباء، وتصوير لحظة صعقه، التي تسببت بمقتله على الفور.
الناشط الإعلامي الرابع الذي أعدم هو محمد مروان العيسى الذي قال إنه كان يزود شقيقه ياسر العامل في موقع الجزيرة نت بأخبار اقتصادية، وأخرى تخص داعش من داخل دير الزور، وبعد إعدام العيسى نحرًا بسكين، عرض داعش الناشط الإعلامي الخامس والأخير، وهو مصطفى أبو صطيف ، الذي قال إنه عمل ناشطًا إعلاميًا في دير الزور منذ بدء الأحداث. وبعد دخول داعش إلى المدينة، تواصلت معه منظمة هيومن رايتس ووتش، وبدأ بتزويدهم بأخبار وصور، بعضها لتحركات مسلحي داعش ، وقيد عناصر داعش أبو صطيف بالشرفة الخارجية لمنزله، قبل أن يقوموا بقتله عبر متفجرات علقت في جسده، مما أدى إلى تفتت جسده.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن أحد القتلى كان من الناشطين الذين يعملون مع المرصد داخل المدينة، موضحًا أنه تم اعتقال الناشطين الخمسة في شهر أكتوبر الماضي في المدينة، وتم إعدامهم على مراحل في شهري نوفمبر وديسمبر.
وبحسب عبدالرحمن، فإن نشر الفيديو الآن هدفه توجيه رسائل بأن التنظيم لا يزال قويًا ولفت الأنظار إلى الخسائر الميدانية التي مني بها في سورية . وتبنى التنظيم في وقت سابق قتل عدد من الصحفيين والناشطين الإعلاميين داخل سورية وكذلك في تركيا المجاورة، بينهم عدد من الناشطين في حملة الرقة تذبح بصمت التي توثق انتهاكات التنظيم في مدينة الرقة، معقل الجهاديين الأبرز في سورية، بعدما باتت المدينة محظورة على الصحفيين إثر عمليات خطف وذبح طالت عددًا منهم.
وفي ديسمبر الماضي، اغتيل الصحفي والمخرج ناجي الجرف في مدينة غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا بمسدس كاتم للصوت. وتوجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش ، خصوصًا أن مقتله جاء إثر إنتاجه لعدد من الأفلام الوثائقية المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية.
وفي بداية نوفمبر، تبنى التنظيم مقتل الناشط إبراهيم عبدالقادر (20 عامًا) من مجموعة الرقة تذبح بصمت مع صديق له، بعد يومين من العثور على جثتيهما مقطوعتي الرأس في مدينة أورفا في جنوب تركيا. ومنذ بدء النزاع المتشعب الأطراف والجبهات في مارس 2011، تحول الصحفيون المحليون والأجانب وكذلك الناشطون الإعلاميون في سورية إلى أهداف رئيسية للأطراف المتقاتلة.
وأحصت منظمة مراسلون بلا حدود الأسبوع الماضي، مقتل 51 صحفيا محترفًا و144 صحفيًا غير محترف في سورية منذ بدء النزاع العام 2011. وأشارت إلى أن نحو خمسين صحفيًا ما زالوا معتقلين في السجون السورية وفي عداد المفقودين أو المخطوفين لدى تنظيم داعش أو مجموعات مسلحة متطرفة.
المصدر: بوابة الوسيط