بعد الافطار

بقلم: عمر الجعفري
المحرر الرياضي

لم يكن الاربعاء 14/10/2015 يوما عاديا، فالهبة الشعبية مشتعلة ونار الغضب الفلسطيني تأكل الاخضر واليابس، كان لنا موعد في ملعب الخضر مع مباراة بكرة القدم بين العميد وسلوان ضمن بطولة كأس ابو عمار، وصلنا ووصل الجميع من لاعبين واداريين، تناولنا اطراف الحديث مع الخميني وعدد من اللاعبين، مدرجات الملعب شبه خالية، يوميا يسقط الشهداء، كانت الاجواء تشرينية.

كنا نتحدث عن الدوري وشباب الخليل وفرصه بالفوز بالبطولة، فجأة ....!! وصلنا خبر عاجل ..؟؟ يفيد بسقوط شهيد في القدس، تغيرت الوجوه، وتعكر المزاج ، وبقيت على تواصل مع غرفة الاخبار في وكالة "معا".

ثم جاء خبر اخر يفيد بسقوط شهيد من مدينة الخليل في القدس، اصبحنا اكثر توترا وانتاب الفريق الخليلي شعور بالقلق، بدأت المباراة واصطف الفريقين في المكان المخصص، قرأت الفاتحة على ارواح شهداء الوطن وسط قلق بالغ لمعرفة هوية الشهيد، مباراة بدون تركيز، العقول شاردة، والقلق ينتاب الجميع ، سيل من الاسئلة تعرضنا لها من قبل اللاعبين لمعرفة هوية الشهيد .

جاء خبر اخر وبدأت وكالات الانباء تردد اسم الشهيد انه الشهيد باسل سدر، عرفه الخميني وبقية اللاعبين الجالسين على مقاعد الاحتياط قالوا: انه شهيد من شباب الخليل وزينة الشباب، أمين عهدة نادي شباب الخليل ، وكبير مشجعيها.

انتقل الخبر الى اللاعبين في الميدان انتقال النار في الهشيم، وطلب من الجميع عدم الاحتفال في حالة احراز اهداف، كان الجميع في عجلة من امرهم يتمنون ان ينتهي الشوط الاول بسرعة لمعرفة المزيد من التفاصيل.

اسودت الوجوه، وتغيرت ملامح الجميع ، فيما كنا نحن نعيد شريط الذكريات لنتذكر مزيدا من مواقف الشاب الشهم " باسل " الذي كنا نراه دائما في الميدان مشجعا وحريصا على ادوات التدريب ومسؤولا عن عهدة العميد.

بقينا نتحدث عن مناقب الشهيد طيلة شوط المباراة الثاني ،وما ان انتهت المباراة حتى خرج الجميع مطأطأ رأسه احتراما وحزنا على الشهيد ، لتغادر حافلات العميد على عجل ارض الملعب، قاصدة مدينة خليل الرحمن وسط حزين كبير.

وبعد أيام قليلة علق رفاق دربه "طبلته" في ملعب الحسين وسط هتافات تمجد الشهيد والشهداء ، علقوها لتبقى شاهدة على ُجرمِ وَجرائم الاحتلال ، ووفاء للباسل " باسل " الذي لن ينساه أصداقاءه ومحبيه.

ملحوظة : هذه الصورة التقطت بعد تسجيل احد الاهداف في المباراة يوم 14/10/2015 والتي انتهت بفوز العميد 2/ صفر .