برنامج غزة للصحة النفسية يعقد ورشة عمل بعنوان حماية الأطفال من العنف في الأعلام
نشر بتاريخ: 21/11/2007 ( آخر تحديث: 21/11/2007 الساعة: 14:39 )
غزة- معا- حذر مختصون من الآثار السلبية النفسية والاجتماعية لازدياد السلوك العنيف والعدواني لدى الأطفال الفلسطينيين بسبب مشاهدتهم المستمرة للأخبار وما تعرضه من صور للقتل والمجازر وصور الشهداء إضافة إلى تأثير الأفلام الكرتونية العنيفة على سلوكياتهم.
جاء ذلك خلال ورشة عمل عقدها برنامج غزة للصحة النفسية بمناسبة اليوم العالمي لحماية الأطفال من الإيذاء تحت عنوان "حماية الأطفال من العنف في الإعلام" بمشاركة عدد كبير من الشخصيات والمختصين وممتلي مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الاعلامية، وذلك في قاعة فندق جراند بالاس بمدينة غزة.
وافتتح الورشة حسام النونو ، مدير العلاقات العامة بالبرنامج بالترحيب بالحضور مؤكداً على أهمية عقد مثل هذه الورشة في ظل الظروف الصعبة التي يحياها شعبنا والتأثيرات النفسية والاجتماعية والاقتصادية عليه وخاصة فئة الأطفال التي تعتبر الأكثر تضرراً.
وتحدثت د. جولتان حجازي أستاذة علم النفس المساعد بجامعة الأقصى عن التجربة الإعلامية الفلسيطينية وتقاطعاتها مع المبادئ التربوية وقوانين حماية الطفل والأهداف التربوية التي يجب أن تسعى البرامج الإعلامية للطفل إلى تحقيقها، مستعرضة المسيرة الإعلامية منذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية.
وتعرضت د. حجازي إلى تقييم التجربة الإعلامية الفلسطينية بكل ما فيها من سلبيات وإيجابيات وحددت أسباب تراجع دور الإعلام المحلي، مشددة على ضرورة مراعاة الاعلاميين لحقوق الطفل.
وأوضحت عزة محيسن رئيس التربية النفسية في وزارة التربية والتعليم العلاقة بين العنف الإعلامي ومستوى العنف لدى الطلاب في المدارس وذلك من خلال ما يرى الطفل من قتل وتدمير وصراعات داخلية وخارجية بين الفصائل والاحتلال ووقفت عند العديد من الأمثلة مثل مشهد الطفلة هدى غالية، مؤكدة على أهمية ابعاد الطفل عن التلفاز و مشاهدة أحداث تشكل خطراً عليه ووضع إشارة على التلفاز تعرف من خلالها الأسرة هذا الخطر فتقوم بإبعاد الطفل عن مشاهدتها.
وتطرق د. عبد العزيز ثابت "استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين" في برنامج غزة للصحة النفسية على كيفية تأثير مشاهدة التلفزيون لوقت طويل وتأثيره على انخفاض مستوى التحصيل الدراسي وتقليص العلاقة بين الطفل والأسرة وظهور السلوك العدواني بشكل كبير لديهم. وقدم بعض الإحصائيات حول دراسة أعدها حول الأطفال الفلسيطينين عام (2006) على عينة من 349 طفلا من قطاع غزة والضفة الغربية حيث اوضح أن أكثر الخبرات الصادمة شيوعا هي مشاهدة صور الشهداء والجرحى والمصابين على التلفزيون وبلغت (82.4%).
وفي دراسة ثانية للأطفال الفلسطينين عام (2007) على عينة من 415 طفل فلسطيني تبين أن أكثر الخبرات الصادمة شيوعا لدى الأطفال هي مشاهدة صور الشهداء والجرحى وجثث المشوهين على التلفزيون وبلغت نسبتها (98.5%).
وفي الجلسة الثانية للورشة وضعت استراتيجيات لحماية الأطفال من العنف في وسائل الإعلام وعرضت أمال خضير من جمعية الثقافة والفكر الحر كيفية التعامل مع ظاهرة العنف الإعلامي على الطفل من خلال التلفاز وألعاب الكمبيوتر وكان شعارها "بناء طفل خير من إصلاح إنسان.
وطرح أسامة فرينة وإيناس جودة الاخصائيين النفسيين من برنامج غزة للصحة النفسية بعض التساؤلات أهمها من يرسل الرسالة الإعلامية، وماهي الرسالة وإلى من ترسل ومتى ترسل وبأي طريقة ترسل وما هي تأثيرات الرسالة السلبية على الاطفال من ناحية نفسية.
واوضح كلاً من جودة وفرينة أن الخوف والعنف هم من العوامل الأساسية لقدرة الإنسان على البقاء وتكون ردود أفعالنا في حالة المواقف الشديدة إما بالخوف أو تكون بالمقاومة والمواجهة.
وفي نهاية الورشة قدم المشاركون بعض التوصيات الهامة للحد من ظاهرة العنف في الإعلام أهمها محاولة الضغط على الجهات المعنية بإنتاج برامج الأطفال بوضع لجان مراقبة قبل عرض هذه البرامج لإزالة المشاهد العنيفة منها بقدر الإمكان.