الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الرصاص الإسفنجي الأسود" ... سلاح جديد للاحتلال

نشر بتاريخ: 30/06/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
"الرصاص الإسفنجي الأسود" ... سلاح جديد للاحتلال
القدس - معا - يحمل الفتى الفلسطيني احمد أبو الحمص آثارا واضحة لقطب في رأسه خضع له بعد إصابته برصاصة إسفنجية اطلقها "حرس الحدود"الإسرائيلي في القدس الشرقية المحتلة، وهذا ليس إلا الأثر الظاهر للإصابة التي سترافقه تبعاتها طيلة حياته.

وأبو الحمص (13 عاما) واحد من عشرات الفلسطينيين الذين أصيبوا بأضرار بالغة غير قابلة للشفاء بسبب نوع من الرصاص الإسفنجي الأسود بدأت قوات الأمن الإسرائيلية استخدامه قبل عامين تقريبا في القدس الشرقية.

وفي السادس من كانون الثاني الماضي، وبينما كان احمد في طريقه لزيارة شقيقته في حي العيسوية، اندلعت اشتباكات بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية ما أدى الى إصابته بإحدى هذه الرصاصات. وبقي الفتى في غيبوبة لمدة 45 يوما قبل ان يستيقظ ليجد انه فقد جزءا من جمجمته بالإضافة الى عدد من قدراته الطبيعية. ولا يستطيع الفتى الخروج من المنزل او اللعب مع أصدقائه او حتى التحدث بشكل متواصل دون ان يتلعثم.

ويقول عمه مهدي لوكالة فرانس برس، ان ابن أخيه "كان طفلا ذكيا ونشيطا وكثير الحركة، ولكن حاليا الحمد الله هو قادر على المشي ولكن لا يمكنه المشي لمسافات طويلة".

وأضاف، "يعاني من صعوبة في النطق وذاكرته غير مكتملة"، مشيرا الى ان الفتى فقد قدرته على القراءة والكتابة أيضا. وتستخدم القوات الإسرائيلية منذ تموز نوعا جديدا من الرصاص الإسفنجي الأسود في القدس الشرقية المحتلة مصنوعا من البلاستيك، بحسب جمعية حقوق المواطن في إسرائيل.

وبحسب الجمعية، أصيب اكثر من 30 فلسطينيا في القدس الشرقية المحتلة بهذا النوع من الرصاص، بينما فقد 14 منهم عينا.

وفي السابع من أيلول 2014، توفي الفتى محمد سنقرط (16 عاما) بعد ان كان اصيب برصاصة من النوع ذاته اطلقتها الشرطة الاسرائيلية في 31 آب في القدس الشرقية.

وقالت المحامية نسرين عليان من جمعية حقوق المواطن، ان سنقرط توفي "لأنه اصيب برصاص في رأسه اطلقت من مسافة قريبة". واغلقت الشرطة في ايار الماضي ملف التحقيق مع الشرطي المتهم بقتل سنقرط "لعدم وجود ادلة كافية".

وتقول المنظمات الحقوقية، ان استخدام هذا النوع من الرصاص يهدف الى تقليل الخسائر البشرية، ولكن طريقة استخدامه تثير الشكوك. وتقول مديرة قسم اسرائيل وفلسطين في "هيومن رايتس سري بشي" لفرانس برس، "الرصاص الاسفنجي يصنف كسلاح غير قاتل. ولكن اي سلاح قد يكون قاتلا، اعتمادا على الطريقة التي يستخدم بها".

واضافت، "المشكلة انه يستخدم بطريقة غير مسؤولة. ما نراه في القدس الشرقية هو ان الشرطة تستخدم القوة المفرطة غير الضرورية ضد المتظاهرين، وانها فشلت في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المتظاهرين المدنيين، خصوصا الاطفال منهم". وتنص توجيهات استخدام هذا النوع من الرصاص الاسفنجي على ضرورة اطلاقه من مسافة عشرة امتار على الاقل على القسم السفلي من الجسم، ويسبب في العادة آلاما شديدة دون ان يترك اثرا طويل الامد، بحسب عليان.

ويتهم عم الطفل افراد القوى الامنية الاسرائيلية "بالاستمتاع لدى قيامهم بتصيّد اطفال مثل احمد. في كل مرة يصيبون فيها رأس طفل او رجله، تظهر عليهم علامات السعادة وكأنهم يلعبون لعبة صيد".

وردا على سؤال عن استخدام هذا النوع من الرصاص، قالت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا سمري، "من واجب الشرطة حماية ارواح وسلامة المواطنين" في مواجهة "مواقف تهدد الحياة".

وقالت، "وفقا للقانون ومبادئ الدفاع عن النفس، من حق الشرطة استخدام الاسلحة الفتاكة والمزودة بذخيرة غير قاتلة بما في ذلك الرصاص الاسفنجي وامور اخرى"، مشيرة الى انها "تقوم باستخدامها بشكل معقول وبالحد الادنى من الضرر". واضافت، "الشرطة تعمل وستواصل العمل بحزم لحماية ارواح وسلامة الجمهور".

في تموز العام الماضي، اصيب نافز الدميري (55 عاما)، وهو خياط اصم وابكم من مخيم شعفاط للاجئين، برصاصة مطاطية ادت الى فقدانه عينه اليمنى واصابته بكسور في وجهه. واصيب الدميري عند اقتحام قوات خاصة اسرائيلية المخيم، بعد ان لجأ الى محل بقالة قريب هربا من مواجهات اندلعت في المخيم. ولكونه ابكم واصم، لم يسمع الدميري اصوات الرصاص او المشادات، وخرج لتفقد المواجهات، فاصيب برصاصة في عينه، بحسب ما يظهر شريط مصور أخذ من كاميرا للمراقبة.

ويضع الدميري عينا زجاجية مكان عينه التي فقدها، ويجلس حبيس منزله خائفا من الشرطة الاسرائيلية. وتوقف الدميري عن العمل إثر الحادثة. كما توقّفت زوجته التي كانت تعمل كعاملة نظافة، عن الذهاب الى وظيفتها، لتعتني به.

وتقول زوجته غادة، "حالته النفسية تضررت للغاية. هو كان يخرج في كل يوم والآن يجلس في البيت. ويخاف للغاية من الخروج ورؤية الشرطة".

المصدر: صحيفة الايام الفلسطينية