المركز الفلسطيني للإرشاد يحوز على جائزة مؤسسة التعاون للإنجاز للعام 2007
نشر بتاريخ: 21/11/2007 ( آخر تحديث: 21/11/2007 الساعة: 16:34 )
القدس- معا- في حفل أقامته مؤسسة التعاون، بحضور عدد كبير من الشخصيات الفلسطينية ورجال الأعمال، في عمان، تم تسليم السيدة رنا النشاشيبي المديرة العامة للمركز الفلسطيني للإرشاد جائزة مؤسسة التعاون للإنجاز للعام 2007 (جائزة المرحوم عبد العزيز الشخشير)، المخصصة لتكريم وتقدير المؤسسات الأهلية الفلسطينية التي حققت إنجازات مميزة في مجالات عملها وخدماتها المختلفة.
وقدم السيد رياض كمال- عضو مجلس أمناء مؤسسة التعاون كلمة ألقاها نيابة عن رئيس لجنة الجائزة- السيد نبيل القدومي مرحبا بالحضور ومتوجها بالشكر لأعضاء مجلس أمناء مؤسسة التعاون على عونهم ودعمهم للحلم الذي بفضلهم أصبح حقيقة. وشكر السيد أكرم الشخشير على تبرعه بالقيمة المالية لهذه الجائزة البالغة 50.000$، وللسيدات والسادة أعضاء لجنة التحكيم: السيدة سامية البطمة والسيد وليد نمور والدكتور سمير بيضون كما وشكر جميع أعضاء لجان التحكيم السابقة ولمدير عام مؤسسة التعاون وكافة فريق العاملين معه على ما بذلونه من جهد سنوي بهذا الصدد.
وبعبارات مؤثرة استعرض السيد كمال طبيعة عمل المركز الفلسطيني للإرشاد وقال " إن المؤسسة التي نحن بصدد تكريمها اليوم على ما حققته وتحققه من نجاحات، قد مرت بلا شك بعملية فرز وانتقاء غاية في الدقة. هنالك العشرات من المؤسسات الفلسطينية التي ترشحت لهذا اللقب، لكن مؤسسة واحدة من بينهم قد حققت ما تستحق عليه اللقب بجدارة لما تشكله من مثال وطني لأعلى معايير التميز في برامجها وخدماتها ومواردها البشرية وعلاقاتها الخارجية وإدارتها المالية. كما استطاعت هذه المؤسسة الوقوف على التحديات الكبيرة التي تواجهها وإيجاد الحلول الممكنة لها، وأثبتت تميزها فيما لديها من خطط، وبالمثل كان تميزها في تنفيذ تلك الخطط. لم تكن المؤسسة التي نكرمها اليوم لتكتفي بالوعود... بل دأبت بشكل جيد على تنفيذها بإبداع ومرونة. هذه الجائزة لجميع أعضاء فريق تلك المؤسسة، الذين نفخر بما يقدمونه من خدمات جليلة للوطن، فهم بالفعل ثروة لفلسطين."
من جهتها ألقت السيدة رنا النشاشيبي المديرة العامة للمركز الفلسطيني للإرشاد كلمة تقدمت بها بجزيل الشكر لمؤسسة التعاون والقائمين عليها على الجهود المبذولة في دعم العملية التنموية للمجتمع الفلسطيني، ودعم صموده في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، في فلسطين المحتلة عام 48، في المخيمات الفلسطينية في لبنان، إضافة إلى دعمها المركز الفلسطيني للإرشاد.
وأشارت إلى أن مؤسسة التعاون من أولى المؤسسات التي رعت المركز في خطواته الأولى، وأخذت بيده وهو يقوم بدوره في خدمة أبناء شعبنا الفلسطيني مشيدةًً بمساهمات الدكتور خليل نخلة والسيدة كلير بلمان من خلال زياراتهم المتكررة لفلسطين للسعي في سبيل النهوض بمؤسسات المجتمع الفلسطيني المدني، ودعم برامجها للصمود والتصدي.
وتطرقت للظروف التي يعيشها الشعب والقضية الفلسطينية وقالت "إن شعبنا الفلسطيني والقضية الفلسطينية تمر في مرحلة متغيرات صعبة وحساسة دلالاتها لا تبشر بحياة أفضل للفرد والمجتمع الفلسطيني، والظروف السائدة الصعبة ما زالت تتصاعد وتيرتها باضطراد، فأوصال الوطن المتقطعة أصبحت معدومة، فما زال الاحتلال يغير معادلات المكان والزمان، ليصبح السفر إلى مدينة أوروبية أقصر وأسهل من الانتقال أحيانا بين القدس وجنين أو نابلس، وبين طولكرم ورام الله. وزادت العنجهية الاحتلالية من خلال الحصار والعزل الكامل لقطاع غزة عن الضفة وعن العالم بأسره. وأضافت أن الإحباط والتحجيم الذي يمارس على الفرد الفلسطيني يجعل منه عرضة لوهن جهاز المناعة والتوازن النفسي، إذ يتبع الاحتلال الإسرائيلي سياسة تشبه طريقة تدخل المعالج النفسي السلوكي الذي يحاول أن يخلق أنماط نفسية وسلوكية معينة، تمحي ما يعرفه ويألفه الفرد لينمط بحسب التعلم الجديد المرغوب به". فالجدار والحواجز والطرق الالتفافية تشبه المتاهة التي يقوم الاحتلال بتشييدها كي يجعل سلوكنا مبرمج ويستطيع التنبؤ به، ومع توسع الهم الفلسطيني الذي بقى مرتبط بالاحتلال لسنوات طويلة، بتلبد الأفق السياسي الفلسطيني بغيوم الخلاف والفٌرقة، فما يجري اليوم على الصعيد الداخلي الفلسطيني يجعل الوضع أكثر خطورة من قبل، فبالإضافة لقمع الاحتلال الإسرائيلي وحالة الحصار فان حالة اللااستقرار واللاآمن التي نعيشها جراء حالة العبثية والفلتان الممارس من بعض الجهات يخلق حالة من الاضطراب وعدم الاتزان."
ولأول مرة وخلال الحفل تم الإعلان من قبل السيد عبد المحسن قطان الرئيس المشارك - مجلس أمناء مؤسسة التعاون عن تخصيص مبلغ وقدره مئة مليون دولار لتأسيس متحف الذاكرة الفلسطيني، للحفاظ على التراث الفكري والثقافي الفلسطيني.
يذكر ان المركز الفلسطيني للإرشاد هو مركز إرشادي، علاجي ، استشاري، مجتمعي، يختص في مجال الصحة النفسية الايجابية في فلسطين، من خلال تقديم خدمات وبناء نماذج عمل في الصحة النفسية، وإرجاعها إلى المجتمع، من خلال توفير التدريب والاستشارة للعاملين في مجال الصحة النفسية الايجابية، من اجل خدمات ذات كفاءة عالية. تأسس المركز في القدس عام 1983، على أيدي مجموعة من الأخصائيين النفسيين، الاجتماعيين والتربويين للعمل على تحسين وتطوير خدمات الصحة النفسية في فلسطين.