نشر بتاريخ: 02/07/2016 ( آخر تحديث: 03/07/2016 الساعة: 12:37 )
النقب- معا- منذ بداية الفصل الدّراسي الأخير من هذا العام الدراسي، بدأت تعمل في مدينة رهط مجموعتان مكوّنتان من 50 طالبًا وطالبة يدرسون في الكليّة الأكاديميّة أحفا، والذين يعملون يدًا بيد من أجل إنشاء شبكة من المجتمعات الشبابيّة في المدينة. هذه المجتمعات الطلابيّة الجديدة ستعمل بالتعاون مع السلطات المحليّة في المدينة في مجموعة من المجالات المتنوّعة بغرض تغيير صورة الانطباع الحاليّ لمدينة رهط، وإقامة مجموعات من الشباب تتميّز بقوّتها ووحدتها وفاعليّتها، في مجال قيادة التغيير الاجتماعي، وقيادة رهط لتكون نموذجًا لباقي المدن والمجتمعات العربية الأخرى في البلاد.
هاتان المجموعتان الجديدتان المكوّنة كل منهما من 25 طالبًا وطالبة بدأتا طريقهما الجديدة هذه في مدينة رهط. أعضاء هاتان المجموعتان هم من طلاب المدينة الذين اختاروا إلى جانب دراستهم الأكاديميّة في الكليّة الأكاديميّة أحفا، أن يكونوا جزءً من المجموعة التي تجتمع ليلة واحدة في الأسبوع لتوحيد الجماعات ويوم آخر في الأسبوع لتقدم المشاريع الاجتماعية في المدينة. كل طالب في هذا المشروع سيحصل على مِنحة دراسية بقيمة 10،000 شيكل سنويًا، فضلا ًعن مصاريف معيشيّة إضافية بقيمة 3000 شيكل.
يُتوقّع خلال العامين المقبلين، توسيع نطاق البرنامج لدمج 100 من الطلاب والشّباب في أربع مجتمعات طلابيّة جديدة، والتي من المُفترض أن تنمو وتتكاثر في جميع أنحاء المدينة، لتصبح القيادة المستقبليّة التي من شأنها بناء وتطوير المدينة لتكون مدينة عصريّة. المجموعات الطلابيّة تهدف إلى تعزيز ثلاثة مجالات رئيسية وهي: تعزيز التعليم في المدينة وإقامة مجموعات تربويّة، تطوير قيادة محليّة، وتشجيع تطوير البنية التحتية المحلية والمدنيّة في جميع مجالات الحياة في مدينة رهط.
لقد كانت الانطلاقة الأولى لهذا المشروع، يوم الثلاثاء الماضي 21.6.2016 على شرف مائدة إفطار رمضانيّة والتي أشرف عليها أعضاء المجتمعات الطلابيّة الجديدة، حيث شارك في هذا الإفطار أكثر من 150 ضيف على رأسهم رئيس بلدية رهط السيّد طلال القريناوي، ورئيس الكلية الأكاديميّة أحفا البروفسورعليّان القريناوي، والشّيخ حمّاد أبو دعابس رئيس الحركة الإسلامية، والمستشار الأكاديمي الدكتور سليم أبو جابر، وعميدة الطلبة الدكتورة ميخال رفيفو، والمديرة العامّة للكليّة الدكتورة إيتي غروبغلد، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسيّة وأعضاء من المجلس البلدي في المدينة. هذا بالإضافة إلى إدارة جمعيّة "إنتاج محلّي"، وممثلي اتحاد الطلاب القطريّ، ووفد من ممثلي 50 من المؤسسات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم، الذي جاء لزيارة مؤسسات أكاديميّة في البلاد، حيث تعرّف خلالها على برنامج "مجتمعات طلابيّة جديدة" في مدينة رهط.
افتتح هذا الاحتفال رئيس بلدية رهط السيّد طلال القريناوي، الذي رحّب بالطلاب الجُدد وقال: إنه سعيد جدًا بمثل هذه الشراكة التي تكونت بين الكلية الأكاديميّة أحفا وجمعيّة "أنتاج محلّي" ومدينة رهط. وأضاف: نتمّنى على المجتمعات الطلابية الجديدة أن تواصل زخم التقدم والتطور الذي تشهده المدينة، وأن يندمجوا في قيادة التغيير المطلوب في كل مجال في المدينة.
الرئيس التنفيذي لجمعيّة "إنتاج محلّي" السيّد يوفال بدولّح، قال في كلمته: إنّ انطلاق مشروع المجتمعات الطلابيّة في مدينة رهط يشير إلى وجود تغيير حقيقي ستشهده المدينة في المستقبل القريب، وأن هذا الحدث الذي يشارك فيه من كل أنحاء البلاد يمثل بداية انطلاقة مشروع مستقبلي من شأنه أن يُحدث نقلة نوعيّة في مدينة رهط والتي أصبحت رمزًا للصحوة ولقيادة شابّة، من شأنها أن تؤدي إلى تغيير في كل جانب من جوانب الحياة في المدينة.
وفي كلمة الكلية الأكاديميّة أحفا، قال رئيسها البروفسور عليّان القريناوي في كلمته الترحيبيّة: إنّ هذه المجتمعات الطلابية والذين كلّهم من كليّة أحفا، إنّما يمثّلون روح هذه المؤسسة التي يدرسون فيها وجاءوا منها. لقد اختيرت الكليّة لهذا المشروع الرّائد، الذي تصل تكلفته إلى 7 مليون شيكل، من بين عدد من المؤسسات الأكاديمية في البلاد، وهذا فخرٌ لنا إدارة ومحاضرين وطلبة. لقد سطع نجم الكلية في الأربع سنوات الأخيرة ومنذ أن ترأستها، حيث وصلت الكليّة إلى المكان الأكاديميّ والبحثيّ المرموق على المستوى المحلّي والعالميّ. لذلك لا غرابة في أن تفوز الكليّة الأكاديميّة أحفا بجائزة المجلس التّعليميّ العالي في مجال الشّراكة الاجتماعية والمجتمعات الطلابيّة. إنّ هذا كلّه، إن دلّ على شيء، إنّما يدلّ على مدى التّوجّه الحقيقي والمُخلص للكليّة في نشاطاتها المختلفة والشّراكة الحقيقية في دعم المجتمع العربيّ في البلاد والمجتمع الإسرائيلي عامّة، وإخراجه من دائرة العُنف والتّطرف الذي يعاني منه الجميع وخاصّة المجتمع العربيّ في هذه الأيام.
أمّا الشيخ حمّاد أبو دعابس، رئيس الحركة الإسلاميّة، فقد قال في كلمته قُبيل الإفطار: نبارك للقائمين والعاملين في هذا المشروع الإنسانيّ الرائد، ونتمنى لهم التوفيق في مشروعهم الذي ينمّ عن الحسّ الوطنيّ والاجتماعيّ الذي ننادي به جميعًا. إنّ مثل هذا العمل الاجتماعيّ الرّاقي، هو من سمات المواطنة الصالحة التي ينادي بها الدين الإسلامي والتي يدعو من خلالها لأن يكون الإنسان فعّال وإيجابي في بناء وتقدّم ورقيّ مجتمعه وبلده، خاصّة في هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، الذي يدعو إلى العمل المُخلص من أجل بناء المجتمع على الفضيلة والتّسامح والمحبّة. إنّ فريضة الصيام هي فريضة سماويّة، فرضها الله تعالى في كل الديانات، وهي ترمز إلى روح التسامح والشعور بالآخر وبما يحتاجه من طعام وشراب خلال العام كلّه. فهي فريضة تهذّب النّفس البشريّة لتجعلها تشعر بباقي أفراد المجتمع الذي ينتظر منّا جميعًا الالتفات إليه وتقديم ما يحتاجه من مأكل ومشرب ومسكن. وأضاف الشّيخ أبو دعابس: إنّ مثل هذا المشروع الذي تقومون عليه وتعلنون انطلاقته في مدينتنا رهط، لهو دليل على الانتماء لهذا المجتمع والرّغبة الصادقة في بناء قيادة شابّة لتقدّم أفضل ما يمكن لبناء مجتمع قائم على روح الانتماء والعطاء.