مركز الميزان: قوات الاحتلال تتعمد المس بكرامة أفراد الطواقم الطبية وتعرضهم للخطر
نشر بتاريخ: 21/11/2007 ( آخر تحديث: 21/11/2007 الساعة: 17:01 )
غزة- معا-قال مركز الميزان ان قوات الاحتلال تواصل انتهاكاتها الجسيمة لقواعد القانون الدولي في التعامل مع المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولاسيما سكان قطاع غزة، حيث تواصل تشديد حصارها المفروض على القطاع والذي يحرم أكثر من ألف فلسطيني من حقهم في الوصول إلى المستشفيات وتلقي العلاج. فيما واصلت إعاقة عمل الطواقم الطبية وأمعنت في إذلال أفراد طواقمها وتعرضهم للخطر على نحو يشكل انتهاكاً جسيماً لالتزاماتها القانونية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة.
وحسب تحقيقات مركز الميزان الميدانية، فقد منعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف الفلسطينية من التقدم نحو جثتي فلسطينيين قتلا، عند حوالي الساعة 00:30 من فجر يوم الثلاثاء الموافق 20/11/2007، قرب حدود الفصل الشمالية، في المنطقة الواقعة غربي معبر بيت حانون إيرز، وهما: جيفارا محمد صالح، البالغ من العمر (20) عاماً، وهو من سكان مدينة غزة، وأحمد علي أبو ستة، البالغ من العمر (22) عاماً، وهو من سكان خان يونس.
وتوجهت سيارة إسعاف تابعة لمديرية الإسعاف والطوارئ، عند حوالي الساعة 11:00 من صباح يوم الثلاثاء نفسه, وكان بداخلها المسعف محمد نصار, وسائق الإسعاف خليل الصيداوي إلى مستوطنة (نيسانيت) المُخلاة بعد أن أبلغتهم قوات الاحتلال بالسماح بنقل جثتي القتلى, وبعد أن ضللتهم قوات الاحتلال حول المكان الحقيقي للجثث وتركتهم يسيرون في منطقة رملية على الأقدام، قبل أن تخبرهم أن المكان الذي يبحثون فيه ليس هو المقصود، وطلبت منهم التوجه إلى الغرب، باتجاه المنطقة الواقعة شمالي القرية البدوية حيث منطقة حمدوش, وأجبرتهم على إيقاف السيارة, وهناك بدأت عملية البحث قرب الجدار الفاصل, ثم طلب الضابط الإسرائيلي منهم السير تجاه الشمال, حتى وصلت وزميلي حدود الفصل، وهناك حوالي سبعة أشخاص بدا أنهم صحفيين, حيث كانوا يحملون كاميرات وكان بالقرب منهم سيارة تحمل لاقط استقبال فضائي (دش) قربهم. تقدم طاقم الإسعاف وفقاً لتعليمات الضابط الإسرائيلي حتى وصلا الشريط الحدودي، وهناك عثروا على جثتين على الأرض، وأمرهم ضابط الارتباط الإسرائيلي أن يضعوا الأسلحة والقنابل الموجودة قرب الجثتين في حاوية قمامة سوداء كانت بالقرب من الشريط الحدودي، ثم أمرهم بحمل الحاوية المذكورة ووضعها قرب بوابة صغيرة في الحدود نفسها.
ثم أمر الطاقم بأن يحضر السلالم الخشبية المتواجدة قرب الجثتين. وبعد أن سمح الضابط الإسرائيلي لطاقم الإسعاف الطبي بنقل الجثتين إلى سيارة الإسعاف، والتي تبعد عن المكان حوالي كيلو مترين. وعندما شرع المسعفان في نقل الجثتين تقدم نحوهما سيارتان عسكريتان. وتوقفتا فسأل أحد الضباط المسعفين عن سبب وجودهما في المكان فأخبراه، فأمرهما بنزع الملابس عن الجثتين وإحضارها له، قبل أن يسمح لهما بالتحرك.
وضاف المركز :"وتواصل قوات الاحتلال تشديد حصارها المحكم، الذي حرم ولم يزل - مئات المرضى من حقهم في الوصول إلى المستشفيات، أو تلقي العلاج المناسب، لدرجة أن ساءت معها حالات عشرات المرضى في قطاع غزة، ولاسيما مرضى السرطان الذين تحرمهم قوات الاحتلال من الوصول إلى المستشفيات، وعندما تسمح لأحدهم بالسفر فبعد أشهر من المماطلة، ما يجعل حالته تزداد سوءاً لدرجة لا ينفع معها العلاج كما حدث في عشرات الحالات ومن بينها حالة فاتن ناصر المدهون، التي توفيت بعد أن أعاقت قوات الاحتلال وصولها إلى المستشفيات لمدة شهرين وعندما سمحت لها وجد الأطباء أن حالتها متأخرة، وبالفعل أعادوها إلى غزة لتتوفى بعد يومين من عودتها، كما توفي نائل عبد الرحمن خميس الكردي بتاريخ 17/11/2007 والذي باءت كل محاولات وصوله إلى المستشفيات الإسرائيلية بالفشل. ويواصل الموت حصد أرواح المرضى جراء حرمانهم من الوصول للمستشفيات وعدم توفر العلاج اللازم والذين كان آخرهم الطفل أمير شاهر عبد الله اليازجي، (8 سنوات) الذي توفي صباح الاثنين الموافق 19/11/2007، بعد أن أفشلت قوات الاحتلال محاولاته للوصول إلى المستشفيات الإسرائيلية بالتذرع بمنع مرافقيه من الدخول أكثر من مرة".
واستنكر الميزان لحقوق الإنسان ي استمرار الحصار الخانق، الذي يمس بأوجه حياة المدنيين كافة، ويفضي إلى تدهور غير مسبوق للأوضاع الإنسانية، الذي شددته قوات الاحتلال مطلع حزيران 2007، على قطاع غزة. ويؤكد على أن الحصار الإسرائيلي يمثل انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي الإنساني ولاسيما اتفاقية جنيف الرابعة، يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
كما استنكر المركز ممارسات قوات الاحتلال بحق الطواقم الطبية الفلسطينية، وإعاقة تنفيذها مهمات إخلاء الجرحى والمرضى والقتلى، بل والمساس بكراماتهم وإجبارهم على أعمال لا تتناسب ومهامهم وتعرض حياتهم للخطر، ويؤكد على أن هذه الممارسات تمثل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي التي تشدد على واجب تسهيل عمل الطواقم الطبية، بل والمساعدة على حسن تشغيل المنشآت والمرافق الطبية واحترام طواقمها.
وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفاعل لرفع الحصار عن قطاع غزة، الذي يفضي إلى انتهاكات جسيمة ومنتظمة لحقوق الإنسان بالنسبة للمدنيين، ويشدد على ضرورة الكف عن تسييس معاناة السكان المدنيين والتوقف عن التضحية بقيم ومبادئ حقوق الإنسان لصالح مصالح سياسية. كما يرى المركز في سلوك قوات الاحتلال تجاه الطواقم الطبية تصعيداً، أسهم صمت المجتمع الدولي على الانتهاكات الإسرائيلية في حدوثه. ويرى المركز أن استمرار صمت المجتمع الدولي على الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة سيشجعها على ارتكاب المزيد منها.