"كعك العيد": تراث أصيل يدخل البهجة على الغزيين

ورغم ذلك، تظل صناعة وإعداد الكعك في المنزل هي العادة المميزة والتقليد المتوارث عبر مئات السنين لإدخال البهجة والسرور في عيد الفطر، حيث تنهمك الستينية سعدية أبو العطا "أم أحمد" من سكان حي الشجاعية شرق غزة برفقة بناتها في خلط مكونات "الكعك" مع بعضها البعض استعدادا لتجهيزه للعيد .
وتقول "أم أحمد" البالغة من العمر 63عاما :"مع دخول العشر الأواخر من رمضان تفوح رائحة الكعك من شوارع غزة في عادة متوارثة عن الآباء والأجداد ".

وتضيف في حديث لمراسل "معا": "الكعك والمعمول من الطقوس المهمة التي تشعر الصغار والكبار بفرحة العيد".

وتتنافس العائلات الغزية في صناعة أجود وأطيب أنواع الكعك ، لكن تبقي المكونات موحدة من السميد والطحين والعجوة والسمسم وجوز الطيب والسكر والفانيلا والبكيمبودر والسمنة والزيت وكلفة الكعك والينسون والقرفة والخميرة.

وتقول فداء التي تجلس إلى جانب والدتها وتقوم بتدوير الكعك قبل عملية الخبيز:" إذا لم نصنع الكعك في المنزل ما بكون للعيد بهجة حيث نقوم بتقسيم العمل ، لأن صناعة الكعك تأخذ وقتا طويلا وشاقا لكن نشعر بالفرحة والسرور عندما نجتمع سويا لصناعته".
وتضيف" بعد الانتهاء من الكعك نقوم بتوزيع كميات على الأقارب والجيران".
وتتراوح أسعار الكعك في المخابر في قطاع غزة ما بين 15 إلى 18 شيقلا للكيلو.

في السياق ذاته ، قام "فريق سنابل الخير التطوعي" الذي يضم مجموعة من الفتيات بصناعة الكعك وتوزيعه على الأسر الفقيرة في حي الشجاعية.
وقالت إسراء فروانة مسؤولة الفريق المكون من 10 فتيات لمراسل "معا":" تمكنا من خلال مبادرة سنابل الخير الإنسانية صناعة 100 كيلو من الكعك والمعمول وتوزيعه على الأسر الفقيرة لإدخال فرحة العيد على عوائلهم".

وأضافت فروانة:"شيء جميل أن تقدم للعائلات الفقيرة شيئا ليس باستطاعتهم صناعته ، وان تدخل على صغارهم الفرحة في العيد"، مشيرة إلى أن صناعة الكعك كانت إحدى برامج الفريق التي قدمت للعائلات الفقيرة في رمضان.
تقرير: أيمن أبو شنب