الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران عطالله حنا يزو المسجد الاقصى

نشر بتاريخ: 05/07/2016 ( آخر تحديث: 05/07/2016 الساعة: 13:13 )
القدس- معا- زار المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، صباح اليوم، يرافقه وفد من رجال الدين المسيحي المسجد الاقصى المبارك، بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد حيث يودع المسلمون اليوم شهر رمضان المبارك وغدا يستقبلون العيد.

وقد توجه الوفد الكنسي الى باحات المسجد الاقصى المبارك صباح اليوم حاملا رسالة تهنئة اخوية من كنائس القدس ومسيحييها، وقد التقى الوفد مع عدد من مسؤولي الاوقاف الاسلامية والائمة والشيوخ وحشد من المصلين الذين تواجدوا في المكان.

وقال المطران عطا الله حنا في كلمته: بأننا اتينا اليوم الى هذا المكان المقدس حاملين معنا رسالة سلام ومحبة واخوة من كنائس القدس ومسيحييها واننا نعايدكم بعيد الفطر السعيد ونتمنى لكم ولكل المحتفلين الصحة والعافية والتوفيق في خدمة هذه الارض المقدسة وقضية شعبنا العادلة، اتينا اليكم لكي نعايدكم ولكي نقول للعالم بأسره بأنه في مدينة القدس وفي فلسطين بشكل عام هنالك اسرة واحدة وشعب واحد وطائفة واحدة اسمها الشعب العربي الفلسطيني، اعيادنا هي مناسبات للتلاقي والتعبير عن محبتنا واخوتنا وتلاقينا وتعاوننا خدمة لقدسنا ومقدساتنا وانساننا الفلسطيني".

وتابع:"ان مسيحيي فلسطين كما هم مسيحيوا المشرق العربي هم اصيلون في انتماءهم لهذه الارض فنحن لسنا بضاعة مستوردة من الغرب كما يظن البعض ، ولسنا من مخلفات حملات الفرنجة فنحن لا نعرف الا هذه الارض المقدسة التي فيها ولدنا وفيها نعيش وفي تربتها المقدسة سندفن ، فنحن نعشق كل حبة تراب من ثرى هذه البقعة المقدسة من هذا العالم ".

واضاف:"نحب ارضنا وننتمي لمقدساتنا وندافع عن قضية شعبنا العادلة ومعا وسويا مسيحيين ومسلمين نكرس ثقافة العيش المشترك والاخاء الديني بعيدا عن مظاهر التطرف والتخلف التي تسيء الى تاريخنا وهويتنا وقضيتنا الوطنية، من احب الله وامن به احب اخاه الانسان ، ومن امن بالله دافع عن المظلومين والمقهورين والمتألمين والمشردين ، ولذلك فإن قيمنا الايمانية تدعونا الى نصرة كل انسان مظلوم في هذا العالم ، ولعل شعبنا الفلسطيني هو في طليعة الشعوب المظلومة والمقهورة في عالمنا انه الشعب الذي يناضل من اجل الحرية واستعادة الحقوق والدفاع عن كرامته وهويته وارضه ومقدساته."

وتابع:"ان مدينة القدس هي نموذج متميز في الوحدة الوطنية اذ يلتقي المسيحيون والمسلمون معا في ساحات النضال ، ويلتقون في مقدساتهم وفي رحاب مدينتهم لكي يؤكدوا معا وسويا مسيحيين ومسلمين على تشبثهم بهذه الارض وتعلقهم بكل حبة تراب من ثراها المقدس، وفي هذا العيد كما وفي كافة الاعياد والمناسبات نؤكد بأن القدس لنا وستبقى لنا مهما كثر المتآمرون ومهما كثرت المخططات الاحتلالية الهادفة لابتلاع هذه المدينة المقدسة وتشويه صورتها ومعالمها، ستبقى القدس لنا وهي امانة في اعناقنا ومن احب القدس وانتمى اليها دافع عن قيم التعايش والتآخي واللحمة بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد ، لأننا معا نستعيد القدس بوحدتنا واخوتنا وصمودنا وثباتنا ودفاعنا عنها وعن مقدساتها ".

وقال:"اننا نعبر عن رفضنا لكافة الممارسات الاستفزازية بحق المسجد الاقصى واولئك الذين يتطاولون على الاقصى يتطاولون علينا جميعا وعلى كل مقدساتنا .
ان كنائس القدس ستبقى اجراسها تقرع مبشرة بقيم المحبة والاخوة والسلام بين الناس جنبا الى جنب مع مآذن مساجدنا التي تمجد وتسبح الله تعالى .
في هذا العيد نؤكد اننا شركاء في هذا الوطن ففي فلسطين لا يوجد هنالك اقلية او اكثرية بل هنالك شعب واحد لا يقبل القسمة على اثنين يناضل من اجل حريته واستعادة حقوقه ".

وتابع:"ندعو من اجل شعبنا ومن اجل ثباته وصموده وبقاءه في هذه الارض ، ومن اجل حريته ، انه شعب يناضل من اجل الحرية وقد قدم في سبيل هذا التضحيات الجسام وهو يستحق هذه الحرية ، نصلي من اجل وطننا العربي وندين التفجيرات الارهابية التي تعصف بمنطقتنا تاركة دمارا وخرابا واستهدافا للابرياء، نصلي من اجل سوريا ومن اجل العراق واليمن وليبيا ومن اجل كل الذين يتألمون ويعانون ، فحيثما يكون الالم والحزن نكون هناك لاننا شعب يعيش الظلم والقهر والاستهداف وهو شعب يتضامن مع كل انسان متألم ومظلوم في هذا العالم."


اما مسؤولي الاوقاف الاسلامية وجميع الذين تواجدوا في الاقصى صبيحة هذا اليوم فقد شكروا المطران والوفد المرافق على زيارتهم وكلماتهم الصادقة، مؤكدين بأن الاقصى والقيامة في القدس هما توأمان لا ينفصلان، وسيبقى المسلمون والمسيحيون اخوة يعيشون في وطن واحد.

ا