الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحركة الإسلامية تدين تفجيرات المدينة المنورة من قبل "جماعات البغي"

نشر بتاريخ: 07/07/2016 ( آخر تحديث: 07/07/2016 الساعة: 08:46 )
المثلث - معا - ادانت الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني في بيان لها الجريمة الإرهابية التي ارتكبت في المدينة المنورة -حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم - مساء يوم الاثنين، حيث أدت الى مقتل وإصابة عدد من الآمنين قرب الحرم في المدينة المنورة. وقد جاء في بيان الحركة الاسلامية الذي عالج موقفها الشامل من الجماعات الباغية والخارجة على الأمة:

وجاء في بيان وصل معا: ارتكبت جماعة من المجرمين الضالين المضلين، جريمة ارهابية مزدوجة بحق حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحق الدماء البريئة المحرمة، حيث أقدمت الجماعة الضالة المُضِلِّة على الدفع بشقيٍّ هالك فجَّر نفسه في جماعة من الصائمين القائمين على أمن الناس، قرب بوابة الحرم النبوي الشريف.

ان هذه الجريمة المستنكرة شرعا وعرفا، يضاف اليها الجرائم الأخرى المدانة والمستنكرة والتي تكررت في الايام الاخيرة، من اسطنبول الى بنغلادش الى العراق الى كافة انحاء سوريا وغيرها، لتؤكد مرة اخرى براءة الاسلام من هذه الجماعات الباغية الخارجة عن شرع الله تعالى، وعن الفطرة الانسانية والإسلامية السوية.

لقد انكشفت حقيقة جماعات البغي والعدوان والضلال من اول يوم خرجت فيه على الأمة، واليوم تَأكَّد من جديد أنها ما خرجت الا لتشويه الاسلام الحنيف، والاعتداء على أهله ومقدساته، وافشال فرصة شعوبنا في التحرر والكرامة والحكم الرشيد، فحيثما وجدت هذه الجماعات الضالة، أفسدت في الأرض وأهلكت الحرث والنسل، في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر ونيجيريا وغيرها.

لقد آن الاوان ان ندرك جميعا، ان مواجهة هذه الجماعات بفكرها الضال المضل، وسلوكها الاجرامي المفسد، هو أولوية إسلامية وواجب شرعي ومطلب انساني ووطني، خصوصا ان هذه الجماعات نجحت في التغرير ببعض العشرات من أبنائنا في الداخل الفلسطيني، فخرجوا من ارض الرباط في بيت المقدس واكناف بيت المقدس، الى ارض الفتن والبلاء، يقاتلون تحت راية عُمِّيّة، لا رجاء فيها، بل غالب الظن انها تخدم أعداء الامة والمتآمرين عليها.

ان هذه الجماعات الضالة الباغية، وبسبب فهمها المنحرف وتفسيرها الزائف لكتاب الله وسنة رسول الله، تجرأت على تكفير عموم المسلمين واتهامهم بالردة واباحة دمائهم وأموالهم، فضلا عن الاعتداء واستباحة حرمة من جاورهم من ابناء شعوبنا العربية والإسلامية من غير المسلمين ممن هم في ذمة الله وذمة رسوله.

لقد صُنعت هذه الجماعات على عين اجهزة المخابرات العالمية والإقليمية، كلٌّ يوظفها لتحقيق مصالحة، وتنفيذ مآربه الخبيثة، ونشر الفساد والرعب بين الآمنين، وتفتيت وحدة الامة وضرب نسيجها الاجتماعي والوطني، يضاف الى ان هذه الجماعات بأجندتها العبثية، تُستخدم لاستدراج الشباب المتحمس والغيور، المغرر به، ليتم بعدها البطش به تقتيلا وأسرا في معسكرات الاعتقال السرية، وذلك بعد ان تنتهي صلاحية هذه الجماعات في تحقيق الأهداف التي صنعت من اجلها.

ان فشل حكومات العالم العربي والإسلامي في تنمية شعوبها تنمية شاملة، تراعي فيها حقوقهم الاساسية بالحرية والكرامة والعيش الكريم والحكم الرشيد، وإمعانها في اذلال الشعوب العربية والإسلامية وإفقارها ماديا وثقافيا، وممارساتها القمعية والإرهابية ضد شباب الأمة، ومحاربتها التيار الاسلامي الوسطي المعتدل، وإقصائها تنظيماته السلمية والمدنية، واختزالها الخطاب الديني الاسلامي الرسمي خدمة للحكام ودوام سلطانهم، كل هذه العوامل وغيرها أوجدت الأرضية ووفرت الظروف لولادة هذه الجماعات الضالة المنحرفة.

يضاف الى هذه العوامل ايضا، التوجهات الاستعمارية والحملات العدوانية لبعض دول الاستكبار الغربي لبسط سلطتها ونفوذها وتحقيق مصالحها على حساب الشعوب المستضعفة في العالم، خصوصا في عالمنا العربي والإسلامي، وكان أهمها بعد مرحلة الاستعمار المباشر احتلال فلسطين وافغانستان والعراق والتآمر على ثورات الربيع العربي خلال الأعوام الاخيرة.

لقد تلكأت حركات الوسطية الاسلامية وعلماء الشريعة الاسلامية في مواجهة هذه الجماعات الباغية الخارجة على الأمة، ولم تدرك خطورتها على الاسلام ودعوته وانتهاكها لحرمة الانفس والاموال والديار، ولن تنتبه مبكرا ان الشعارات التي حملتها هذه الجماعات لا تعبر عن حقيقة شرعية البتة، ولا تمثل اجتهادا فقهيا ، ولا وجهة نظر إسلامية، وانما هي استخدام رخيص لمسميات إسلامية شرعية غلفت بمضامين وسلوكيات اجرامية عدوانية ، لقد عطلت آيات الرحمة والعدل في القرآن الكريم، وحرفت معاني آيات الجهاد الشرعي لرد عدوان المعتدين ونصرة المستضعفين المعذبين، فأصبح "الجهاد" عنوانا للإرهاب والاجرام الخسيس ضد الأبرياء والمدنيين والمسالمين والمستأمنين من كل الملل، وأولهم المسلمين انفسهم، واخوانهم شركاء اوطانهم من المسيحيين وأصحاب الديانات الاخرى الذين لهم ذمة الله ورسوله.

نحن على ثقة ان الله تعالى الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وحفظ كتابه وسنة نبيه، سيبعث لهذه الامة من يجدد لها أمر دينها، من الدعاة والعلماء والعاملين المخلصين، الذين يحملون رسالة الاسلام الحنيف، فينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
نحن مدعوون جميعا الى تبليغ الاسلام الحنيف والعمل الدؤوب على التصدي لجهالات الضالين ومواجهة بغيهم وتكفيرهم وعدوانهم.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون