نشر بتاريخ: 09/07/2016 ( آخر تحديث: 11/07/2016 الساعة: 13:37 )
بيت لحم - معا - تعتبر وظيفة "موفد ضمن بعثة مشتريات وزارة الجيش الاسرائيلي" في نيويورك من افضل ما يمكن ان يسعى ويحصل عليه أي عسكري اسرائيلي لما تتمتع به هذه البعثة من ميزانيات ومخصصات مالية هائلة تجعل اعضائها في رغد من العيش لا يتوفر للغالبية المطلقة من الاسرائيليين لذلك لا يمكن لأحد تقريبا ان يحصل على هذه الوظيفة ما لم يكن قريبا او احد افراد اسرة مسؤول كبير في وزارة الجيش الاسرائيلي حسب لسان التقرير الخاص الذي بثته امس القناة العاشرة الاسرائيلية ونشره السبت موقعها الالكتروني.
يقيم في احد الابينة في منهاتن 130 عضو في "بعثة مشتريات الجيش الاسرائيلي في نيويورك" من بينهم 26 شخصا يتمتعون بصفة "مبعوث" يكلف "الدولة" مليون شيكل في العام ما يعني 26 مليون شيكل سنويا فقط لتمويل 26 موفدا ما يجعل هذه البعثة الاكثر تكلفة وتبذيرا في اسرائيل.
يدور الحديث عن "قنصل" بصفة "مبعوث" يأتي الى نيويورك مع عائلته ويستأجر شقة فاخرة بأجر شهري يزيد عن 5-6 الاف دولار ويحصل على تكاليف دراسة اطفاله في مدارس خاصة بقيمة 4 الاف دولار سنويا لكل طفل اضافة لتغطية بقية مصاريف العائلة بكافة تفاصيل وتمويل رحلة جوية الى اسرائيل مرة في العام ما يعني وفقا للتقرير الصحفي المذكور تكاليف مالية هائلة تتحملها الخزينة الاسرائيلية لتمويل مجموعة الـ" 26 " موفدا ضمن البعثة الاضخم والأكبر من بين البعثات الاسرائيلية للخارج.
ويصنف بقية اعضاء البعثة كعمال اسرائيليين محليين يعملون ضمن نظام "مقاولات القوى البشرية" يتم احضارهم من اسرائيل ما يرفع تكلفة بعثة مشتريات الجيش الاسرائيلي الى 61 مليون شيكل سنويا.
على ماذا تنفق البعثة الاسرائيلية ميزانياتهما؟ سؤال طرحته القناة العاشرة قائلة ان هناك وظائف لها مبررات امنية مثل وظيفة مرافق الشخص المسؤول عن ري الاشجار في حديقة مبنى البعثة حيث يصل شخص ما حملا معه الماء لري الاشجار ولأنه ممنوع من التجول والتحرك في المبنى بحرية حظى هذا العامل بمرافق امني.
"كان هناك شخص معين يعمل بوظيفة مرافقة عمال النظافة من اصول لاتينية فكان يرافقهم ويتجول معهم حاملا بيده صحيفة فكان العمال يقومون بالتنظيف فيما يجلس الحارس جانبا يقرأ الصحيفة وحين كانوا ينتقلون الى الجانب الاخر من المبنى كان يلحق بهم ويواصل قراءة الصحيفة " قال موظف المشتريات السابق في البعثة الذي عرفه التقرير باسم "ي".
وأضاف "هذه بالضبط مهمة هذا الرجل الذي وصل نيويورك من وزارة الجيش في تل ابيب لكنني لا اعرف بالضبط شروط العمل التي حصل عيها وهل نال درجة مبعوث وصفة عامل محلي لكن مهما كان الحال فلم تكن هناك حاجة له وجزء كبير من هؤلاء لمبعوثين لا يوجد لديهم ما يقومون به في نيويورك فيقومون ببساطة بتمضية الوقت بقراءة الصحف والكتب ليس اكثر".
"هناك شخص آخر وظيفته تتمثل بتقطيع الاوراق بدلا من شراء آلة خاصة بهذا الامر احضروا شخصا من تل ابيب ليقوم بهذه المهمة وهو ابن احد المسؤولين في وزارة الجيش وكان يعمل في هذه الوظيفة حتى قبل عامين ليستقيل وتتولى هذه الهمة "تقطيع الورق" زوجة احد المبعوثين "قال "ي".
الوظائف للمقربين والأقرباء فقط
ان معادلة ابن احد موظفي وزارة الجيش يعمل في اهم بعثة اسرائيلية في الخارج ليست بالأمر غير المألوف او الشاذ حيث تعمل زوجة رئيس البعثة " اهرون مرموش" في قسم التأهيل التابع للبعثة الى جانب زوجات اثنين اخرين من نوابه.
وعمل ايضا ابني من كان سابقا رئيسا للواء المشتريات التابع لسلاح الجو ضمن البعثة في وظائف مختلفة وكذلك ابناء رئيس لواء القوى البشرية وأبناء رئيس لواء الاستخبارات وأبناء رئيس لواء مشتريات القوات البرية وعملوا جميعهم ضمن البعثة الاكثر تكلفة وثراء.
رسميا تجري عملية التوظيف ضمن نظام المسابقات وعمليا يتم "تعليم" طلبات الاقرباء وتحرص المسؤولة عن فرز هذه الطلبات على اظهر وتبيان صلة القرابة العائلية على نموذج الطلب قبل ان تحوله للجهات المختصة وبهذا لا يتم قبول أي شخص ترقيا من خارج دائرة المسؤولين وأبنائهم وهذا ما يفسر ايضا تدني جودة العمل حسب ما جاء في التقرير الصحفي.
" كان ف اوج مفاوضات تتعلق بمنظومة اتصالات ومنظومة ضوئية وبكل بساطة لم يكن موفدنا يعرف شيئا عما يجري الحديث عنه وحاول ان يظهر نفسه وكأنه يفهم ما يجري ما جعله اضحوكة وفي النهاية لم ننجح بتخفيض الثمن ولو بشيكل واحد رغم وجود فرصة لذلك "قال موظف المشتريات السابق في البعثة الذي عرفته القناة العاشرة بـ "ج".
وقال موظفين سابقين اخرين " تجري غالبية الصفقات عبر الحاسوب ولا تتم وجها لوجه وجزء من المناقصات عبارة عن مناقصات الالكترونية لا تحتاج حتى الى ارسال رسالة الالكتروني " ايميل " فقط على الشخص المعني ان يجلس امام الحاسوب وان يعبئ لطلب ويكتب التفاصيل المطلوبة ".
رد وزارة الجيش الاسرائيلي
" ان بعثة وزارة الدفاع مسؤولة عن جميع مشتريات الجيش والمؤسسة الامنية البالغ حجمها 10 مليار شيكل سنويا وعن ادارة طلبات المساعدات العسكرية الامريكية ويجري موظفي البعثة مئات المفاوضات سنويا مع اكثر من 3000 شركة امريكية وهم مسئولين ايضا عن صفقة طائرات F35 وناقلات الجند من طراز " النمر " والعديد من انظمة السلاح السرية ومسؤوليتهم هذه تشمل الاوقات العادية وكذلك حالات الطوارئ ".