نشر بتاريخ: 09/07/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
بيت لحم - معا - استهل الجندي الاسرائيلي "تامر مراد" يومه بصباح مهين ومذل بعد ان خرج من منزله تجاه محطة الباصات حاملا سلاحه العسكري.
"توجهت الى محطة الباصات في طريقي الى القاعدة العسكرية التي اخدم فيها حاملا سلاحي وحينها التقيت برجلين فتح احدهما شباك سيارته وبصق علي" نقل موقع القناة الثانية الالكتروني السبت عن الجندي البدوي المذكور قوله في مستهل تقرير حمل عنوان "المعركة على الجنود البدو".
رغم المشاعر القاسية التي انتابت الجندي "تامر مراد" الذي يخدم في الكتيبة البدوية "الدورية الصحراوية" لكنه لم يشعر بالمفاجاة كون ما تعرض له لا يعدو كونه جزءا من طريقة تعامل المجتمع البدوي مع الشبان الذين يختارون الخدمة في صفوف الجيش الاسرائيلي رغم انهم غير مجبرين على هذه الخدمة قانونيا.
وسجلت السنوات القليلة الماضية وفقا للإحصائيات الاسرائيلية اختيار اقل من 10% من الشبان البدو ممن هم في سن الثامنة عشرة الخدمة العسكرية فيما يبذل الجيش الاسرائيلي جهودا كبيرا لرفع هذه النسبة وزيادة عدد المجندين البدو.
وتواجه جهود الجيش الاسرائيلي صعوبات بالغة نتيجة موقف الشارع البدوي من هذه الفئة وما اسمته القناة الثانية بالتحريض القوي ضدهم من قبل مؤيدي تنظيم داعش او من قبل جهات وأشخاص اخرين يعتبرون الخدمة في الجيش الاسرائيلي نوعا من الخيانة مثل الاشخاص الذين بصقوا في صباح المجند "تامر مراد" الذي قال للقناة "رغم انهم بصقوا علي لم اخف منهم فأنا احب ما اقوم به هذا مستقبلي وهذه هي دولتي ولا يوجد لي وطن آخر".
انا مبسوط
يدرك الجندي البدوي "احمد ابو لطيف" الذي يخدم هو الاخر في الكتيبة البدوية حقيقة ما يتحدث عنه صديقه "تامر مراد" من واقع تجربته الخاصة التي تعرض لها " حين قلت انني اريد ان اخدم في الجيش شتموني لكن اقول هذه هي دولتي وانا مبسوط" قال الجندي البدوي "احمد".
يتجند للخدمة العسكرية الاسرائيلية 300 شاب بدوي سنويا 34% منهم يخدمون ضمن القوات النظامية، 27% في الخدمة الدائمة، 39% يخدمون ضمن قوات الاحتياط وفيما يتعلق بالرتب 82% من بين من يخدمون ضمن نظام الخدمة الدائمة هم برتب مساعد ضابط" قائد عسكري برتبة اقل من ضابط "مقابل 18% برتبة ضابط.
تبدأ عملية التجنيد اثناء مرحلة الدراسة الثانوية حيث يصل سنويا العديد من الطلاب البدو الى "الغدناع" وتستمر "الزيارة لمدة اسبوع يطلعون خلاله على المنظومة العسكرية فقا لما قاله " فؤاد غريفاعت " رئيس قسم الامن الاجتماعي في وزارة الجيش الاسرائيلي.
اللقاء الاول
" يصل الينا سنويا ما بين 70 الى 90 تلميذ يتم تجنيد غالبيتهم فيما يصل غالبية البدو المتطوعين في الجيش الى المكان الذي يريدونه والمكانة التي يبحثون عنها اذا كانوا ملائمين لذلك" قال الرائد "نايف نجيدات " قائد " اقليم البدو " في الشمال.
تعرف الفتى "غادي علي" ابن السابعة عشرة على الخدمة العسكرية في منزله ووصل قاعدة "الغدناع" لمدة اسبوع فقط لتلمس الخدمة العسكرية ويتعرف عليها عن قرب "خدم جميع افراد اسرتي في الجيش وانا اريد ذلك ايضا لكن يوجد لدي اصدقاء يخافون القيام بذلك" قال الفتى "غادي".
تعتبر "ليؤور" قائدة قاعدة "غدناع" في منطقة "جعره" اول من يلتقي بالتلاميذ البدو الذين يزورون القاعدة " انه اللقاء الاول الذي يجمعهم بالجيش لكنهم يعرفون انه سيتم تجنيدهم فقط اذا ارادوا ذلك فنقوم بمحادثتهم عن السبب الذي قد يدفعهم للتجنيد فيما نتحدث مع الشبان الاخرين الملزمين وفقا للقانون بالتجنيد عن كيفية تجنيدهم وليس سبب تجنيدهم" قالت "ليؤور".