نشر بتاريخ: 09/07/2016 ( آخر تحديث: 09/07/2016 الساعة: 19:41 )
غزة- معا- لم تكن السيدة أم عامر مجبرة على تقديم العيدية التي حصلت عليها لزوجها، ولكنها وجدت نفسها مضطرة أمام الظروف الاقتصادية التي حاصرتها منذ أربع سنوات.. فزوجها واحد من بين عشرات آلاف العاطلين عن العمل في غزة.
تقول أم عامر أنها حصلت على عيدية مجزية قدمها لها إخوتها وأبناء عمومتها الذين قدموا لزيارتها في العيد، لم تكن لتفرح بينما بناتها الثلاث المتزوجات لا يحظين بزيارة من والدهن.
"الفرحة التي رايتها في عيون بناتي أبهجتني أكثر من العيدية نفسها، فكيف لي أن افرح بالعيد بينما تخاف بناتي ان لا يدخل عليهن أباهن بسبب الظروف المادية الصعبة لاسرتنا".
وفقد أبو عامر الذي كان عاملا في إسرائيل مصدر رزقه منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 في حين فشلت محاولاته في الاستمرار بالعمل في مسمكة قريبة من منزله في منطقة الميناء.
وعلى النقيض من أم عامر فان عددا من النساء تجدن انفسهن مجبرات على تقديم العيدية لأزواجهن مسيّرات لا مخيّرات، لسداد ما أمكن من التزامات تكدست مع مرور الوقت بفعل أوضاع اقتصادية صعبة تعاني منها هذه الأسر.
العيدية لسداد الالتزامات
د. ماهر الطباع الخبير الاقتصادي أكد أن العيديات ستذهب الدرجة الأولى لسداد التزامات رمضان وما قبل العيد، مبينا أن الحركة الشرائية التي كانت في العشر الأواخر من رمضان كانت حركة شكلية لا أكثر.
وقال في هذا الصدد "جزء كبير من العيديات ستذهب لسداد التزامات ما قبل العيد وتكدس المواطنين في الأسواق في اليومين الأخيرين قبل العيد لم ينم عن حركة شرائية"، مبينا أن الحركة التي ستلي الحصول على العيدية لن تؤثر في الأسواق كثيرا ولن تغير الوضع الاقتصادي المتردي.
وأشار الطباع إلى أن رمضان الحالي والعيد بهما انخفاض كبير في الحركة الشرائية نتيجة التراكم في ضعف القوى الشرائية لدى المواطنين، في ظل البطالة والفقر المدقع وعدم تقاضي موظفي غزة لرواتبهم وجمود رواتب السلطة.
ويعاني قطاع غزة من معدلات بطالة وصلت إلى 41.5% في ظل وجود 200 ألف عاطل عن العمل بينما وصلت نسب البطالة بين الخرجين من فئة الشباب إلى 60% ومعدلات فقر تتجاوز 65% وحوالي 40الف موظف في غزة لا يتقاضون رواتب بشكل منتظم، بينما تعاني رواتب موظفي السلطة من حالة جمود منذ عشر سنوات حيث يؤكد الطباع أن هذه الرواتب لا تؤثر في حركة الأسواق والقدرة الشرائية لأنها تعاني من فجوة بينها وبين الغلاء المعيشي.
مواقع التواصل مشتعلةمواقع التواصل الاجتماعي ضجت بالطريقة التي يجب على السيدات أن يصرفن بها العيدية، فبينما اعتبر البعض انه يجب أن تهبها لعائلتها لتستفيد منها وجد البعض الآخر أن العيدية من حق السيدة لها الحق في أن تشتري بها ما تشاء.
نور السويركي صحفية وناشطة مجتمعية أكدت على ضرورة أن يتوقف المجتمع عن إملاء طريقة تصرف السيدة بأموالها حتى وان كانت عيدية، مبينة أن المجتمع لا يعترف بأهمية استقلال الذمة المالية للسيدات.
وشددت السويركي أن للسيدة أيضا سلطة التقدير في حال كان بيتها بحاجة لهذا المال، فهي لن تتردد لان السيدات بطبعهن يولين أهمية لاحتياجات عوائلهن عن احتياجاتهن.
وأضافت: "لا أجد هذا خطأ هي صفة ايجابية وحميدة في النساء وعاطفتهن، ولكني ارفض أسلوب الضغط والتوجيه للسيدات في كيفية إنفاق الأموال وكأنهن لا يفقهن شيئا عن أمور المال والحياة".
حركة شرائية ضعيفة
كثير من السيدات لا يتحصلن على نقود خاصة بهن لأنهن لا يعملن، فتكون العيدية بمثابة دخل محدود لهن و يصرفنه على احتياجاتهن.
التاجر عبد الله حبوش أكد أن الحركة الشرائية في سوق البسطات في الشجاعية ضعيفة جدا على عكس السنوات السابقة التي تشهد ازدحاما في الأيام التي تلي العيد مؤكدا أن الأسواق تكاد تكون خالية من النساء والأطفال أصحاب العيد.
وأشار حبوش إلى أن القوة الشرائية تكون قوية جدا على ملابس الأطفال والنساء ويضيف:"الحركة ضعيفة ليست ككل عام وأخشى أن ينجلي النهار قبل أن نبيع قطعة واحدة".
تقرير: هدية الغول