نشر بتاريخ: 09/07/2016 ( آخر تحديث: 09/07/2016 الساعة: 22:29 )
بيت لحم- معا- أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة بيت لحم الذكرى الـ 44 لاستشهاد الأديب والمفكر الكبير وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية غسان كنفاني، الذي صادف أمس الجمعة، وتضامنا مع الأسير الإداري بلال كايد.
ونظمت الشعبية مهرجانا جماهيريا حاشدا، تحت شعار "العهد والوفاء للشهداء" اقيم في مدخل مدينة الدوحة قبالة صرح الشهيد في مخيم الدهيشة، على الطريق الرئيس القدس- الخليل.
وحضر المهرجان الجماهيري الذي أدار عرافته الناشط محمد بريجية، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الوزير عيسى قراقع، وممثلو القوى والمؤسسات الوطنية في محافظة بيت لحم، والفنان الفلسطيني محمد نواهضة، وأهالي الشهداء والأسرى والجرحى ، ورؤساء وأعضاء الهيئات المحلية، وقيادات وكوادر وأعضاء وأنصار الجبهة في المحافظة، وما يزيد على الألف مواطن من أبناء المخيم و المحافظة.
وبدأ المهرجان بدخول عشرات الملثمين في مارش شبه عسكري، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية واعلام سوريا وتنس وفنزويلا ورايات الجبهة الحمراء، وصور الأمين العام للجبهة الاسير احمد سعدات، والمؤسس جورج حبش، والشهيد ابو علي مصطفى، ووديع حداد، والشهيد حمزة النايف، وازدانت منصة المهرجان بصور الحكيم وغسان كنفاني وجمال عبد الناصر وشكري بلعيد والبراهمي وجيفارا وتشافيز وجيفارا غزة وربحي حداد وسمير قنطار.
وأكد عريف المهرجان على أهمية إحياء ذكرى غسان كنفاني، وغزارة تراثه الأدبي والثقافي الإنساني الذي شكل بوصلة المقاومة نحو فلسطين، ومنهجا للثوار والمثقفين في العالم العربي والعالم.
وكان الشهيد الأديب كنفاني استشهد في العاصمة اللبنانية "بيروت" اثر انفجار عبوة ناسفة كانت المخابرات الإسرائيلية قد وضعتها في سيارته التي كانت تصطف تحت منزله، ما ادى الى استشهاده مع ابنة شقيقته لميس (16 عاما).
وألقى رئيس هيئة الأسرى والمحررين عيسى قراقع كلمة باسم القوى والمؤسسات الوطنية والشهداء والأسرى في سجون الاحتلال، هنأ فيها الشعب الفلسطيني، بمناسبة عيد الفطر.
وقال قراقع:" سأبدأ كلمتي بهذه المناسبة المقدسة، ذكرى استشهاد الأديب والقائد والمفكر والسياسي غسان كنفاني بما قاله الشاعر الكبير محمود درويش بان غسان نقل الحبر إلى مرتبة الشرف، أعطاه قيمة الدم، يقتحمنا دائما بقوة كلماته... فهو الذي أيقظ العالم على أدب المقاومة، وعلى شعب المقاومة، وهو الذي وضع المسالة الفلسطينية نصا وروحا على الخارطة السياسية وأول من صاغ الهوية الثقافية النضالية للشعب الفلسطيني اللاجئ المنسي عند أطراف الغياب، ومن ثبت الحقيقة الفلسطينية في الوعي الإنساني، حيث نجح غسان في إقناع العالم بان للموت حياة أخرى في فلسطين، وهو يقول ليس المهم أن يموت احد ما، المهم ان تستمروا وان تقرعوا دائما جدران الخزان، جدران الصمت، جدران السجن والاحتلال".
وأضاف قراقع:" لقد وجدت في غسان كنفاني المربي والمفكر والأديب والمؤرخ الشهيد، الدائم اليقظة في حياة الفلسطينيين جيلا بعد جيل، وجدت فيه من المساحات والأصوات واللغات والذكريات ، ومن تقاطع الطرق وحوادثها ، البطل والضحية، الشاهد على الرواية والشاهد على حمل البندقية، والشاهد على كل لمفارقات، والذي لم ينهزم رغم فجروه ومزقوا جسده، لتتحول اشلاؤه الى يقين دائم ووقود للشرفاء والثوار".
وتابع:" نحتفل وقد زحف المخيم ابعد من الرصيف، وتغيرت الخيمة التي حملها غسان من مكان إلى مكان ، فالإنسان لا يحتاج إلى مجرد ان يعيش على السردين والطحين والخبز وكرت الإعاشة ، الإنسان قضية ، يموت ليحيا الآخرون والباقون بكرامة".
وخاطب قراقع جمهور المشاركين في إحياء ذكرى استشهاد كنفاني بالقول" في هذه الذكرى كم نحن بحاجة إلى فكر غسان كنفاني لنواجه دولة الاحتلال الفاشية العنصرية، دولة الإعدامات والقتل العمد، دولة المستوطنات والمستوطنين والسجون، وكم نحن بحاجة الى إرادته التاريخية لإنقاذ ألاف الأسرى والأسيرات القابعين في سجون الاحتلال، إرادة الحرية المتمثلة الان في إضراب الأسير بلال كايد لليوم التاسع عشر على التوالي، وإضراب السيرين الشقيقين محمد ومحمود البلبول ضد الاعتقال الراداري الظالم... لا زال غسان كنفاني في السجن، لا زال يدق الجدران مع الاسرى، لا يريد حتى يزرع في الأرض جنته أو يموت بشرف وكبرياء".
وتحدث القيادي في الجبهة محمود فنون في كلمة له باسم الجبهة الشعبية عن غسان كنفاني القائد السياسي المقاتل والمفكر والأديب والشاعر والفنان، الذي استطاع خلال حياته القصيرة التي لم تتجاوز 36 عاما ان يملا المكتبة الوطنية والعربية بأدب المقاومة الثوري الإنساني، لافتا الى ان كنفاني كتب لفلسطين ووحدتها ومقاومتها وحريتها وأجيالها القادمة.
وألقى شقيق كنفاني الرفيق عدنان كنفاني كلمة عبر الهاتف من العاصمة السورية دمشق، شكر فيها الجبهة الشعبية ورفاق الحكيم على تنظيم هذا المهرجان إحياء لذكرى الشهيد غسان الذي كتب من اجل الحقيقة بالدم لفلسطين.
وأعرب عن أمله بان تحمل الأجيال القادمة الراية وتقرا لغسان الثوري والإنسان، وان وتتقدم الصفوف من اجل حرية فلسطين والخلاص من الاحتلال البغيض.
وخلال المهرجان، أزاح قراقع وأحد أقرباء الشهيد كنفاني من عكا وعدد من المشاركين الستارة عن نصب تذكاري من الحجر الصلب تخليدا لذكرى الأديب والمفكر غسان كنفاني حفرت عليه صورته و كتب عليها الإنسان قضية.
وفي ختام المهرجان قدم الفنان نواهضة عددا من الأغاني الوطنية المعروفة، والتي تتحدث عن الوحدة والمقاومة والثورة.
ومن مؤلفات غسان كنفاني القصصية والمسرحية: عائد الى حيفا، رجال في الشمس، موت سرير رقم 12، ارض البرتقال الحزين، ما تبقى لكم، ام سعد، مسرحية الباب، في الادب الصهيوني، ادب المقاومة في فلسطين المحتلة.