نشر بتاريخ: 10/07/2016 ( آخر تحديث: 15/07/2016 الساعة: 09:15 )
عمان- معا- تلقت وكالة معا نص الورقة التأسيسية لمؤتمر الفعاليات الشعبية الاردنية الفلسطينية الاول هذا نصها:
لم تكن القضية الفلسطينية إلا السؤال والمعرفة، والفكرة والمعنى، وقوة الحق الوجودي والأخلاقي للإنسان الفلسطيني على الأرض الفلسطينية. ولم تكن الحركة الوطنية الفلسطينية في أرضها مثلما في الشتات إلا تجسيدا لإرادة الشعب الفلسطيني في انتزاع حقه الطبيعي والتاريخي في وجوده وأرضه وكيانه واستمراره فيه، ولم تكن منظمة التحرير الفلسطينية سوى الجامع الأكبر لأبنائه، وممثلهم الشرعي والوحيد طيلة سنوات الكفاح الطويلة التي خاضها هذا الشعب بمساندة من أشقائه من الشعوب العربية.
لقد بلغ المسار السياسي للحركة الوطنية الفلسطينية منذ اختيار قيادة منظمة التحرير الفلسطينية مسار السلام الذي يحمل عنوان: "اتفاقيات أوسلو" حالة من التردي والجمود في المشروع الوطني الفلسطيني أبعد – هذا المسار - ما بين أبناء الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه وشرائحه الاجتماعية والاقتصادية وطبقاته ونخبه الثقافية والسياسية المستقلة وكذلك المؤسسات ذات الطابع المدني من جهة وبين منظمة التحرير الفلسطينية من جهة أخرى على نحو غير مسبوق. لقد أصابت مجمل السياسات التي اتبعتها قيادة المنظمة إلى إصابتها بالشلل وجعلت منها شعارا ولافتة وليس أساسا لمنطلقات ومسارات متزامنة وعديدة ومتقاطعة ومتوازية تصب جميعا في صالح المشروع الوطني الفلسطيني حتى غدا هذا المشروع بلا ملامح، تقريبا.
وبسبب سياسة التداخل التي كانت قائمة بين مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل العمل الوطني وسيطرتها المطلقة عليها وتطويع هيكليتها لخدمة هذا الغرض فقد أصاب الجفاء إلى حد بعيد أسس العلاقة الاجتماعية التي كانت تربط هذه الفصائل بالمجتمع الفلسطيني بعد اختيار ذلك المسار، حتى ظهر جيل من الشباب، من النساء والرجال يطرح أسئلته الجوهرية في صدد قضيته الفلسطينية بعيدا عن المؤسسات التي حملت نضالات شعبه إلى أربع أطراف الأرض، والتي لبقائها على قيد الحياة قدّم الشعب الفلسطيني منذ نشأة منظمة التحرير الفلسطينية حتى تغييبها مئات الآلاف من الشهداء على دروب ندرك أن استكمال المسيرة المضنية فيها لن تكون من نصيب جيل واحد من أبناء الشعب الفلسطيني بل ستتحمل أجيال قادمة عبء الاستمرار في الدفاع عن الحق الفلسطيني أينما وُجد الفلسطيني.
في الوقت نفسه، ندرك أن أعداءنا قد جاؤوا إلى أرضنا، حصرا، كي لا يذهبوا منها وكي يصبحوا نبتا طبيعيا نما في المنطقة العربية على نحو طبيعي، لذلك فإنهم لم يسرقوا الأرض والحكاية فحسب بل زوّروا التاريخ ويزورونه ويستمرون في تزويره. ومع أن الوجود التاريخي لليهود واليهودية ونصوصها المقدسة وغير المقدسة التي ظهرت في المنطقة العربية السامية (نسبة لما يعرف بأبناء سام) هي جزء من الواقع التاريخي والطبيعي لفلسطين التاريخية والطبيعية إلا أنه ليس تاريخا ينتسب، في أي حال، لأوروبا الاستعمارية ويهودها التي لا تعترف بهم أوروبيين يهودا إلا إذا كانوا خارج جغرافياها.
لقد ترك ذلك أثره على الأرض الفلسطينية التي أُشبعت تحريفا وتجريفا، خاصة القدس، بقصد تغيير طابعها وإعادة رسمها من جديد بهدف تهجير ما تبقى من أهلها فيها وإعادة تغييرها عما هي عليه في مخيلة أبنائها الذين هُجروا منها وفي حكاياتهم عنها.
يُضاف إلى ذلك كله حالة من الانقسام السياسي بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني، من الصحيح أنها قد حدثت من قبل، لكنها لم تترك أثرا أسوأ على المشروع الوطني الفلسطيني كما يحدث الآن وذلك منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية.
أمام هذا الواقع، الذي يسيء لصورة الشخص الفلسطيني عن نفسه أمام نفسه، ومع شيوع أكثر من نوع من أنواع الفساد المعلن وغير المعلن، والفساد معلوم المصدر والآخر مجهوله في مختلف مؤسسات العمل الوطني، فقد ارتأت مجموعة من الفعاليات الشعبية الفلسطينية إقامة هذا الملتقى تحت مسمّى: ملتقى الفعاليات الشعبية الأردنية الفلسطينية الأول، ويُقام في عمّان بحيث تكون المشاركة فيه من داخل الأردن ومن أي مكان خارجه طوعية تماما إذ ليس بمقدور الملتقى أن يقدم أي مساهمة لأي باحث أو مشارك أو متابع باستثناء التمكن من المشاركة في أنشطة الملتقى وفعالياته في مكان يتم تحديده بالتعاون مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني دون رعاية منها أو من سواها من مؤسسات أو شخصيات ودون إملاء من قبلها أو أي إلزام بأي وجهة نظر مسبقة أو معدة سلفا.