الكرت الاحمر لجميع الحضور في 15/7 والابيض للمراهنين على الوطن
نشر بتاريخ: 15/07/2016 ( آخر تحديث: 15/07/2016 الساعة: 13:53 )
بقلم : الدكتورة سبأ جرار
عندما تمر الامم بتواريخ حاسمة يتحمل المؤثرين مسؤولية الوعي المدرك او الغير مدرك من قبل الراي العام المؤثر بحضوره ومشاركته وحتميته ، وعندما تمر فلسطين بتواريخ حاسمة ، يتحمل الهم الوطني اكثر من مسؤولية الوعي واعمق من حتمية اللاخطأ في القرار ، ولان فلسطين استمرت وصمدت بوعي اهلها للمحن المتلاحقة، وادراكهم في صباحات كل يوم تشرق فيه الشمس التي لا تغيب اصلا، انهم نوعيين في القدر والمصير وممارسة الحياة ، ولانهم فلسطينيون وفقط ، فلابد من المصارحة والمواجهة والتنصل من تفاصيل الشيطان الحاضر فقط في قلوب اعداء الوطن.
ان الرياضة الفلسطينية احدى هويات الوطن منذ ان تشكلت مؤمراته ونكساته ، واحدى بواباته منذ ان تشكلت مقاومته وانتصاراته ، لذا لابد ان نمنحها ما تستحق من الاهتمام والوعي والمسؤولية ، وحمايتها من السلبية ،والرفض بأن تمر قراراتها بظروف عابرة أوسطحية ، ولان تاريخ 15/7 كتب له ان يكون يوم استثنائي ، ومرحلة ذات ابعاد استراتيجية فلابد ان نعطيه حقه ، ونلتزم بتباعته التي نحن فقط القادرون على صياغتها من منطلق واحد وهو المعيار الوطني .
ان عقد جلسة غير عادية للهيئة العامة لاتحاد كرة القدم الفلسطيني ،هو يوم وطني سيرسم ابعاده على خريطة الوطن المتأكلة من مؤمرات عدونا الوحيد ، حيث يحمل هذا الاجتماع دعوة لتعديل القانون او ابقاءه على حاله ، وفي كلا الحالتين، الرياضة موجودة ولكن لكل حالة امتيازاتها ، ولعل من المهم ان ننظرلمؤشرات التعديل والتي ستودي الى تمثيل كل الفلسطينيين ، حيث يقتضي التعديل تمثيل الشتات والقدس والوطن " المقسم " ، مما يحدث وحدة تجمعها الكرة، ورفع العلم في المحافل الدولية، وحيث يرفع العلم تكون المخيمات والقدس حاضرة ، وهذا ما سعت الحركة الصهيونية منذ العشرينات الى تبديده ورفضه، فكان الاستيلاء على الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لترسيخ كذبة ادعاء ان اليهود هم من يمثلوا " ارض اسرائيل " من خلال كرة القدم ، ونحن اليوم نثبت حقيقة ان كل الفلسطينيين يمثلوا كل فلسطين من خلال كرة القدم .
وهذا التمثيل سَيُجَسَدْ بوجود احد ( الثلاثة ) من نواب الرئيس، من الشتات ،وآخرمن غزة المحاصرة، وتمثيل للمرأة الفلسطينية ضمن نسبة عادلة تشكل قوة مؤثرة في صياغة القرارات ، ان اللغط المرافق لحراك الحراك الرياضي والذي يدفع البعض احياننا للانحراف باتجاه الخلاف والانقسام ، يستدعي منا وقفة جريئة ومسؤولة والسعي لامتلاك الكرت الاحمر لكل رياضي هويته فلسطين ، مما يمنعه من الخروج عن الاجماع ، والتغاضي عن المصلحة الكبرى ، والولوج للضياع في التفاصيل والحسابات الضيقة التي لا تمتلك من القوة لاكثر من الاثارة والفتنة الكاذبة .
وان الاهمية في اجتماع يوم الجمعة تقتضي منح كرت ابيض للسلبيين والمتنصلين من استحقاق الوطن ، ليكون كرتهم رايتهم بيضاء تؤكد ضعفهم من المواجهة ،وتؤهلهم للانسحاب والبقاء في دائرة المصلحة الشخصية او اثبات ما بطل اثباته .
ولتتباهى فلسطين بنا يوم الجمعة ،لاننا كما عهدها بنا نتلون بالاخضروالاحمر وةالاسود والابيض ونتكلم بلغة واحدة ، ونرسم باقدام الفدائي حدود ارض لم تقسم وتنقسم ابدا في ضمائرنا ، ولنتحدث بلغة لا يجهلها الا عدونا ولا يتقنها الا نحن ، المصرون على صناعة الحاضر وكتابة التاريخ باحرف من صدق ، ليكن وعينا وتصويتنا للتعديل او الابقاء يخرج من صوت واحد هو صوت الوطن ، ولنفتخر اننا جميعا نملك كرت احمر يبقينا في الدائرة ويمنع خروجنا ، ولنرفعه في وجه كل من يشكك في قدرتنا على المشاركة وصياغة الرياضة بهويتها الوحيدة.