نشر بتاريخ: 16/07/2016 ( آخر تحديث: 21/07/2016 الساعة: 10:36 )
الناصرة- معا- شاركت جمعية انماء للديمقراطية وتطوير القدرات ونادي سيدة الناصرة العائلي للروم الكاثوليك في مهرجان بيرزيت الثامن للتراث تحت رعاية جمعية الروزنا لتطوير التراث المعماري، والذي تشارك فيه جمعية انماء بشكل متواصل من كل عام، حيث انطلقت فعالياته بالعرس الفلسطيني في البلدة القديمة في بيرزيت.
وقال رئيس جمعية الروزنا رائد سعادة إن "اسبوع التراث جزء من رؤية تنموية تهدف تعزيز الهوية الوطنية الحضارية، مشيرا الى ان إحياء أسبوع التراث في بلدة بير زيت في دورته الثامنة يأتي استكمالاً للنجاح الذي حققته الدورات السابقة، حيث يهدف الأسبوع إلى الحفاظ على الرصيد الحضاري للمجتمع الفلسطيني والإسهام في دفع عجلة التنمية الريفية وتوفير مصادر وفرص منعشة للعمل لأهالي الريف الفلسطيني، كما ان تراثنا ركيزة أساسية من ركائز هويتنا الثقافية، وعنوان اعتزازنا بحضارتنا، بتاريخنا ومستقبلنا. ولهذا، كان لا بد أن يعود أسبوع التراث في بير زيت للعام الثامن ليحفر في ذاكرة أجيالنا القادمة حضارة أمتنا وهويتها وليقدم مرة أخرى نموذج تنموي حيوي- خاصة للريف الفلسطيني، حيث تتحول فيه أزقة وأحواش البلدة القديمة في بير زيت إلى منطقة تاريخية ريفية تنبض بالحياة إثباتا للوجود الفلسطيني على هذه الأرض.
وتحدث نائب رئيس بلدية بيرزيت محمد ذياب أبو عواد إن أسبوع التراث الثامن الذي تنظمه جمعية الروزنا يمثل مساحة لإحياء تراثنا الغني، ومتنفسا لأبناء شعبنا،وحلقة تواصل مع ماضيهم العريق.
وأضاف أن هذا الأسبوع يعبر عن الدور المتكامل بين البلدية ومؤسسات البلدة ومؤسسات الوطن، ودور المؤسسات الشريكة التي تدعم التنمية الريفية.
من جهته، قال ممثل الاتحاد الأوروبي، الشريك الرئيسي للمهرجان، رالف تراف إن الثقافة تمثل الأداة الأقوى التي تروي التاريخ الفلسطيني وحضارته، وتنقل إرثه الحضاري للعالم أجمع، ففلسطين تتمتع بتقاليد ثقافية غنية، وأضاف أن الثقافة لا تقتصر على مكان أو مجموعة من الأفراد، بل إنها تشمل المجتمع بأكمله، فكل فرد له فيها من الإسهامات والأعمال ما يرفع من قيمتها ويعزز الموروث الثقافي والحضاري.
ويتضمن أسبوع التراث الثامن في بيرزيت فعاليات ثقافية وتراثية واقتصادية واجتماعية وسياحية، ومعارض فنية ومعارض آثار ومعمار وتراث، ومعارض للحرف اليدوية والمنتجات الفلسطينية وفعاليات ترفيهية للأطفال، وامسيات فنية ، وكان البرنامج الرئيسي في المهرجان الاحتفال السنوي بتقليد " زهرة الريف " واختيار افضل زفة عروس فلسطينية التي تعتمد على عادات وتراث وثقافة القرية الفلسطينية التي تمثلها والتي تعززفي عرضها التراث الفلسطيني واحياء ثقافة وحضارة شعبنا وتاريخه ومخزونه الحضاري والتراثي التي مازال شعبنا يحافظ عليها من جيل الى جيل ، ولدور المرأة في الحفاظ على التراث والثقافة الفلسطينية ولدورها الهام في المجتمع الفلسطيني، وللحفاظ على الذاكرة والرواية الفلسطينية من النسيان والاندثار والتي مازالت تتعرض للتزوير والسرقة.
وكانت لجنة التحكيم المتخصصة في التراث والفلكلور الفلسطيني تستمع الى كل متسابقة من الصبايا اللواتي تحدثن عن تاريخ بلداتهن وعاداتهن وتقاليدهن وعن الروايات الشعبية المتداولة بين اهالي البلدة وعن ثوب بلداتهن والمغزى الاساسي من طريقة صنعه والتطريزات المزركشة عليه وارتباطه بالارض والعمل الذين كانوا يقمون به وذلك ضمن شروط المسابقة " زهرة الريف "، والتي مثلت عدة قرى فلسطينية في الضفة وعرب الداخل الفلسطيني في ال48 شملت كل مكونات الشعب الفلسطيني " بيرززيت – عصيرة الشمالية – دير الحطب - معلول – النبي صالح – الجلمة – عرابة – دير الحطب – سلفيت – عطارة "
عروب ابو ناجي عضو الهيئة الادارية لجمعية انماء ومركزة البرنامج والتي مثلت قرية معلول المهجرة قضاء الناصرة، والتي تقدمت بالثوب التقليدي الخاص لقرية معلول والخاص في منطقة الناصرة وقدمت شرحا هاما عن تاريخ قرية معلول وعاداتها وتقاليدها وعن الثوب والحلا التي ترتديه نساء قرية معلول وعن تاريخها وبعض العادات والتقاليد لاهالي معلول التي ما زالت متوارثة بين اهالي قرية معلول بعد الهجرة والترحيل القسري عن بيوتهم واراضيهم الى بلد الجوار في يافة الناصرة ، المحاذية لبلدتهم والتي تبتعد عنها بضع كيلو مترات فقط ، وقالت ان اهالي قرية معلول مازالوا يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم ومازالوا يحتفظون بالعديد من الروايات والقصص التي حافظت ومازالت على النسيج الاجتماعي والتكاتف والمحبة السائدة بين اهلها والتي تعتبر نموذجاً حياً وحكمة هامة يجب االتعاطي معها وتناقلها من جيل الى جيل.
وقالت ابو ناجي ان اهالي معلول ما زالوا يحتفظون بالعادات القديمة الاصيلة والمتوارثة فيما بينهم ، فايام البلاد سابقا عندما يكون هناك عرس في القرية لاحد ابنائها المسيحين يكون شبين العريس مسلم وبالعكس تماما ، وعندما كان احد ابناء القرية يتزوج من عروس في قرية اخرى كانت تحضر العروس قبل يومين الى القرية لصعوبة التنقل وعدم وجود مواصلات سريعة وتجلس في احد بيوتها لحين قدوم اهل العريس لاخذها، فاذا كانت مسلمة كانت تنزل في احد بيوت الاهالي المسيحين وبالعكس ايضا.
وقدمت ابو ناجي احد الروايات المعروفة والهامة في القرية ، وهي انه في احد الايام مرض مؤذن الجامع سعيد العودة ابو عرسان وما كان من صديقه سالم اليوسف ابو يوسف والذي ينتمي الى الديانة المسيحية سوى ان قام بمهة الاذان والتي استمرت عدة ايام ، وهذا ان دل وانما يدل على مدى المحبة والتاخي التي كانت تسود شعبنا الفلسطيني على مدى التاريخ ،والتي اتسمت مدننا وقرنا في تقاسم الفرح والكره والخير والرزق والعمل بين بعضهم البعض دون أي نزاعات طائفية او قبلية . كما وتقدمت بالشرح التام عن الثوب الخاص في منطقة الناصرة وفي قرية معلول والذي يرتبط ارتباط وثيق في الطبيعة والارض والعمل والذي ينعكس كليا على طريقة اللباس وطريقة الثوب الذي ترتديه النساء، وان الثوب الخاص في الناصرة وفي معلول كان يتشكل من عدة اجزاء وهذه الاجزاء لها دور هام في عمل النساء في فلاحة الارض وفي حركتهم وفي جميع مناحي حياتهم.
واشارت ابو ناجي الى ان الثوب الفلسطيني في شمال فلسطيني كان يختلف كليا عن الثوب الفلسطيني في منطقة الضفة الغربية وقطاع غزة ، وان الثوب الخاص في الناصرة والمثلث والجليل هو ثوب بدون تطريزات وزركشات كما هو في الاثواب الفلسطينية الاخرى، وانما كان يتشكل فقط من قطع من القماش ومن المنديل على الراس وزنار على الخصر فقط ، ومن احد الاسباب لذلك عدم وجود الوقت الكافي للنساء في العمل على التطريز وانما كانت معظم اوقاتهن في فلاحة الارض وزراعتها ، علما ان معظم المدن والقرى الفلسطينية في فلسطين كانت تعرف من اي قرية او مدينة ينتمون اليها نسائها من تطريز اثوابهن المزركشة بالالوان الجميلة.
واكدت ابو ناجي في نهاية المسابقة واعلان فوز الزميلة المتالقة اسراء بشناق من جمعية البيادر للتراث والفنون ومجموعة عطاء وامل من عرابة البطوف، في المرتبة الاولى كزهرة الريف هذا العام ان هذا النجاح والفوز لزميلتنا اسراء ولزملائنا في عرابة البطوف ، انما هو فوز ونجاح لشعبنا الفلسطيني ولجميع مكوناته ووجوده الذي تجسد في هذه التظاهرة الثقافية والتراثية الفلسطينية الخالصة والرائعة ، وهو ان دل انما يدل على ان شعبنا حي وجذوره عميقة في الارض كاشجار الزيتون ،ومازال قابض على الجمر في الحفاظ على وجوده وتراثه وذاكرته وروايته الفلسطينية من جيل الى جيل.