الحملة الوطنية لمقاطعة إسرائيل تعقد مؤتمرها الوطني الأول للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل (BDS)
نشر بتاريخ: 22/11/2007 ( آخر تحديث: 22/11/2007 الساعة: 21:04 )
رام الله- معا- عقدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية والحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل ومبادرة الدفاع عن فلسطين وهضبة الجولان المحتلتين والحملة الشعبية الفلسطينية لمقاومة جدار الفصل ، المؤتمر الوطني الأول للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد اسرائيل كاستراتيجية مقاومة مدنية، تمتد جذورها في عمق التجربة النضالية الفلسطينية خلال القرن الماضي، وذلك في قاعات سليم أفندي بمدينة البيرة، وسط حشد كبير من الشخصيات الاعتبارية وممثلي القوى والمثقفين، والمواطنين من شتى محافظات الضفة الغربية.
وتوزع المؤتمر الذي افتتحه الدكتور جابي برامكي من الحملة الفلسطينية للمقاطعة الاكاديمية و الثقافية لاسرائيل على ثلاث ورشات عمل متزامنه وجلستين ادارتهما كل من ساما عويضه من مركز الدراسات النسويه، ورنا النشاشيبي من مركز الارشاد الفلسطيني.
وافتتح المؤتمر بالنشيد الوطني ودقيقة صمت حداداً على ارواح شهداء فلسطين، واستهل الحديث فيه الدكتور برامكي عن ابرز الاهداف التي تميز هذا المؤتمر عن سابقاته من حيث الاهداف التي تتركز في رفع الوعي الفلسطيني حول المقاطعة بأشكالها كمقاومة مدنية فاعلة وضرورية، وتوسيع نطاق تبني المجتمع المدني الفلسطيني بقطاعاته المختلفة للمقاطعة كشعار نضالي رئيس، بدأً بتطبيق معايير المقاطعة المقره ومطالبة العالم باحترامها كذلك، وترسيخ المرجعية الفلسطينية لحملات المقاطعه في العالم .
واكد برامكي ان هذه الحملة لن تكن وصفة سحرية تأتي ثمارها بشكل آني، معتبراً تجربة جنوب افريقيا التي استمرت ثلاثين عاماً خير نموذج يحتذى به، مع اختلاف موازين القوى.
وشدد على اهمية مثل هذا المؤتمر في مثل هذا الوقت والظروف الاستثنائية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، والتي قد تحمله للقبول بأي حل يطرح دون ادراك لابعاده المستقبلية، حيث الشعور بالضعف يفقد الكرامه، كما و اكد على اهمية تجنيد أكبر دعم ومشاركة مدنية عالمية للتسريع في الحل.
بدوره بين الدكتور علام جرار في كلمته عن شبكة المنظمات الأهليه الفلسطينية انه من اهم اهداف هذا المؤتمر هو المساهمة في اطلاق نهج جديد في النضال الجماهيري الشعبي ضد الاحتلال الاسرائيلي، وهو وسيلة كفاحية جماهيرية وسلمية توحد كل ساحات التواجد الفلسطيني، وتساعد في تحررنا من الوهم وتفكك أيدينا من الأغلال، وتعيد الاعتبار للكفاح الوطني وتسهم في اعادة النسيج الجامع للشعب الفلسطيني، ووسيلة فعالة لحمل اسرائيل على تقديم تنازلات تعيد الكرامة و الحقوق المهدورة وتعطي الاجيال الشابة بارقة أمل للعمل المنظم الذي يحمل أهدافا ساميه، وتنهي مظاهر السلبية والعجز وتعيد الاعتبار للقضية.
وعرج جرار على اجتماع انابوليس الذي بات على الابواب بالقول ان الهدف المعلن منه توفير دعم دولي لطرفي التفاوض واطلاق عملية سلام، فكيف سيكون ذلك ونحن منقسمين على انفسنا ودون وجود دعم او تنسيق عربي كاف لفرض أجندة عربية، في الوقت الذي تمارس اسرائيل ممارساتها التعسفية، من جدار واستيطان وقهر وحصار وتقتيل واعتقال وتعتبر قطاع غزة كياناً معادياً، وتطرح مقولة الدولة اليهودية.
و اوضح جرار ان اسرائيل بذلك تريد من الفلسطينيين الغاء روايتهم التاريخية ومطالبهم العادلة، وتلزمهم بتطبيق المرحلة الاولى من خارطة الطريق من جانب واحد ودون توازن من خلال فرض الامن، ومن هنا تكمن اهمية اطلاق نهج جديد في النضال والمقاومة الشعبية من خلال المقاطعة التي حررت الهند وجنوب افريقيا، بالرغم من طول هذا النهج وحاجته للتضحيات لكنه مضمون وسيصل بالشعب للتحرر والاستقلال واحقاق الحقوق الفلسطينية.
وفي كلمة للناشطة في لجنة التضامن الفلسطيني من افريقيا فيرجينيا ستشيدي ، شددت على اهمية رفع الشعارات التي تمد بالقوة والامل، كما حصل في تجربة جنوب افريقيا والتي من شأنها شحذ الهمم، كالمناداة باسقاط حكومة الابارتهايد، والقوة للشعب والحرية لفلسطين.
ودعت ذوي الضمائر الحية من الاسرائيليين لدعم هذا النداء، مؤكدة ان تخلص بلادها من نظام الفصل العنصري كان بفضل التضامن الدولي، وان لا بد للمقاطعة من ان تكون على مستويات عده ليس اقتصادية فحسب وانما ثقافية واكاديمية ورياضية، الى جانب النضال المسلح، والصبر والعزيمة من اجل تحقيق كل ذلك وبشكل منسق، معربة عن استعداد بلادها مد يد العون للشعب الفلسطيني الذي اسمته بالشعب البطل، حتى يستطيع العودة الى دياره، واقامة دولته المستقلة دون حواجز واستيطان وسجون وعنصرية.
واوضح الدكتور حاييم بريشيت من اللجنة البريطانية من أجل جامعات فلسطين، ان اسرائيل لا يمكنها الكسب ببطشها وتدميرها، بل ظهرت كعصابات مافيا وكان ذلك جليا في عدوانها على لبنان العام الماضي.
واتهم المجتمع الدولي وبوش بالانحياز التام لاسرائيل، فمنذ ولايته قبل سبع سنوات لم يكن هناك حديث جدي عن عملية سلام حقيقية، بل كان هناك الحصار على قطاع غزة والاستيطان وجدار الفصل العنصري، و كل ذلك بدعم امريكي.
واستحضر تجربة نضال جنوب افريقيا التي استمرت لثلاثة عقود، وحظيت بدعم دولي ما جعل نلسون مانديلا أكبر شخصية في القرن العشرين، قائلا بريشيت لقد حانت لحظة جنوب افرقيا في فلسطين لتحقيق السلام العادل، واسرائل دولة بربرية وفلسطين نموذجاً في النضال والعمل المستدام يمكن له قلب موازين القوى.
وحول انابوليس بين أنه سيكون كامب ديفيد اخر الامر الذي يتطلب منا التحرك باتجاه كسب الرأي العام العالمي، واقناعه بعدالة القضية الفلسطينية، وتسخيره لخدمتها بسلسلة من عمليات المقاطعة وسحب الاستثمارات، لحمل اسرائيل على القبول بالمطالب الفلسطينية العادلة.
واتهم الولايات المتحده الامريكية بتصهينها اكثر من الصهونية، داعياً للنضال المستدام ووحدة القوى الديمقراطية الفلسطينية؛ لأن الانقسام لا يخدم سوى اسرائيل.
بدوره أشار عدنان عطية في كلمة مبادرة الدفاع عن فلسطين وهضبة الجولان المحتلتين أن النضال يقوم على اسس عده منها فهم الطبيعة الصهيونية الاسرائيلية، التي افرزت السلوك العدواني ضد الشعب الفلسطيني، والذي يقوم على التهجير القسري للفلسطينيين والغاء الاسس اللازمة لاقامة دولته المستقله.
أما الاساس الآخر فهو يقوم على فهم طبيعة العلاقات الدولية وارتباطها في الكيان الصهيوني، وكذلك التواصل مع المجتمع الدولي بلغة حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني، وهي اللغة التي يستطيع المجتمع الدولي فهمها.
وبين ان تحقيق ذلك مرهون بتحديد الهدف من حملة المقاطعة اولاً، على اعتبارها من أهم آليات صياغة المشروع الوطني الفلسطيني الذي يضمن مستقبلاً مشرقاً، وكذلك محاولة اعادة صياغة الرؤى والخطاب السياسي الفلسطيني.
وفي كلمة الدكتوره اصلاح جاد عن الحملة الفلسطينية للمقاطعة الاكاديمية والثقافية لاسرائيل استعرضت اليات الاختراق الفكري لقطاعات محدودة في المجتمع الفلسطيني مثل قطاع الشباب والنساء والمدرسين والمناهج الفلسطينية، اضافة لقطاعات أخرى مثل استهداف الاعلاميين والفنانين، والعاملين في مجال التنمية الزراعية والبيئية.
وفيما يتعلق بالنساء قالت جاد هناك خطاب يحاول الفصل بين القضايا الوطنية وقضايا النسوية وغيرها، اما فيما يتعلق بالشباب فهناك خطاب يصاغ يحثهم على المشاركة في لقاءات ومؤتمرات خارجيه مع شباب اسرائيليين بهدف اقناع الآخرن وعرض وجهة نظرنا للآخر، يعني كسر الحواجز النفسية معه تحت شعار " صناعة السلام "..
أما على مستوى المعلمين والمناهج بينت ان هناك استهداف لهذا القطاع عبر تشويهه واعادة كتابة تاريخ الصراع من وجهة نظر صهيونية لتأسيس " حق" اسرائيل في الارض " وحق اسرائيل" في " الدفاع عن نفسها".
من جانبه جمال جمعه منسق الحملة الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري عرج على بعض الاهداف التي يراها مهمة لحملة المقاطعة هذه، منها استنهاض الهمم بعد عزوف الجماهير عن العمل اليومي المقاوم، واحياء هذه الاساليب الفعالة، وتعزيز الصمود للقطاعات المستهدفة كالقطاع الزراعي الذي تكبد خسائر باهظة، وتشجيع المبادرات الوطنية الابداعية الانتاجية، وفرملة المشاريع التي تتستهدف الاقتصاد الوطني الفلسطيني.
واكد جمعه أنه تم اطلاق ندائين للمقاطعه الاول في الذكرى الاولى لصدور قرار لاهاي في العام 2005، والثاني نداءات الاتحادات العمالية في نهاية العام 2006، والعمل معها بشكل حثيث للخروج بموقف موحد لهذه الاتحادات .
وقيم الحملة حتى الان بالايجابية من حيث الانجاز، معتبراً اياها تعمل خلف خطوط العدو اي خارج يد وسيطرة الحركة الصهيونية، داعياً للنهوض بها واحباط كل محاولات القضاء عليها، ومحاربة التطبيع، وخلق مرجعية وطنية ولجان وهيئات تتابع المقاطعة على المستوى الدولي، واطلاق مرحلة المقاطعة المحلية، والبدء بالتواصل مع العالم العربي واحياء لجان المقاطعة العربية.
وقبل نهاية المؤتمر تم تقسم المشاركين في حلقات عمل ثلاث ، من أجل طرح أفكار عملية تسهم في تطبيق وتوسيع المشاركة بفاعلية محلياً وعربياً ودولياً، وأدار النقاش فيها كل من مناويل عبد العال من الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، ورانيا الياس من مؤسسة يبوس، وصلاح هنية من جمعية حماية المستهلك، ومحمد جردات من بديل" ائتلاف حق العوده"، وعصام العاروري من شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية.
وتم خلال المؤتمر توزيع بيان موقع من "171" منظمة مجتمع مدني، طالب بفرض مقاطعة واسعة لاسرائيل وتطبيق سحب الاستثمارات منها في خطوات مشابهة لتلك المطبقة ضد جنوب افريقيا خلال حقبة الابارتهايد.
ودعا البيان للاستمرار في تطبيق الاجراءات العقابية السلمية حتى تفي اسرائيل بالتزاماتها في الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وحتى تنصاع بالكامل للقانون الدولي عن طريق: انهاء احتلالها واستعمارها لكل الاراضي العربية وتفكيك الجدار، والاعتراف بالحق الاساسي بالمساواه الكاملة لمواطنيها العرب الفلسطينيين، واحترام وحماية ودعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم واستعادة ممتلكاتهم كما هو منصوص عليه في قرار الأمم المتحد رقم 194.
كما تم توزيع تعريف للتطبيع على المشاركين ومعايير واضحة لتطبيق المقاطعة، تساعد في اتخاذ القرار بالشاركة.
وخلص المؤتمر بتوصيات عده استعرضها رفعت قسيس من الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال، من هذه التوصيات تشكيل لجنة تنسيق عليا ولجان شعبية متخصصة بالمقاطعة تعمل بشكل يومي ومتواصل وتفعيل المشاركة الفلسطينية في مكتب المقاطعة العربي في جامعة الدول العربية، وتنشيط عمل هذا المكتب، ومطالبة شعبية بالغاء اتفاقية باريس الاقتصادية، وتعميم مقاطعة البضائع الاسرائيلية وتشجيع بدائلها الفلسطينية ان وجدت، وبالذات المنتجات الزراعية بما يدعم صمود المزارع الفلسطيني في أرضه.
واوصى المؤتمر وزارة التربية والتعليم العالي للنظر في المناهج الدراسية لتلافي تسرب الرواية الصهونية اليها، ولمنع بيع المنتوجات الاسرائيلية في مقاصف المدارس ونشر الحملات التوعوية بين الطلبة، حول ثقافة المقاطعه، وفيما يتعلق بالقطاع الخاص فتم حثه على رفع جودة المنتج المحلي ليصل مستوى منافس، الامر الذي يوفر الامن الغذائي الفلسطيني ويساعد على تقليص التبعية للاقتصاد الاسرائيلي.
اما عربياً العمل على نشر ثقافة مقاطعة المنتجات والمؤسسات العربية بين الشعوب العربية وفلسطينيي الشتات، والتأكيد على اهمية دور الاعلام الفلسطيني والعربي في تغطية انجازات حركة المقاطعة لاسرائيل.
وفيما يتعلق بالتوصيات الدولية فدعت الى رفع مستوى التنسيق بين حركات المقاطعة في البلدان المختلفة وصولاً لعقد مؤتمر دولي يجمعهم، ويحدد استراتيجية للمقاطعة الدولية لاسرائيل، مركزة على أهمية استغلال المناسبات والفعاليات المختلفة لنشر الوعي وتعزيز فكرة المقاطعة لاسرائيل في مجالات عده.