بيتونيا - هل نتذكر الشهداء ام يذكروننا بما مضى ؟
نشر بتاريخ: 23/11/2007 ( آخر تحديث: 23/11/2007 الساعة: 18:38 )
رام الله - معا- احتفلت حركة الشبيبة الفتحاوية، يوم الخميس، بمناسبة مرور الذكرى الثالثة على مجزروة بيتونيا، تخليدا ووفاء لذكراهم وقالت الحركة في بيان لها وصل" معا" نسخة عنه: "ان انصار ومؤيدي الشبيبه الفتحاوية، قاموا بزيارة النصب التذكاري لشهداء بيتونيا الثلاثة، محمد غسان اللفتاوي، ورفاقه ناصر جوابرة، وسلام هيلانة، بعد أن عمدت قوات الاحتلال الاسرائيلي إلى قتلهم بدم بارد، لتغتالهم وحدة اسرائيلية خاصة.
واضافت الحركة، انه وفي ظل هذه الظروف، ولد الشهيد ناصر سعيد بكر جوابرة (30 عاما) ابن قرية عصيرة الشمالية بمحافظة نابلس، والذي خاض قصة طويلة من الكفاح توجت بعروسين في غضون عام واحد : الأولى مرام زهير الدويك وأنجب منها ابنهما الوحيد آدم ، والثانية عروس من جنة الرحمن بعدما ارتقى شهيدا حينما مزق رصاص الاحتلال الحاقد جسده الطاهر عندما استهدفته وحدات الموت الاسرائيلية
إنه 21 تشرين الثاني لعام 2004 ، الشمس تراءت خلف ذلك الجبل والعتمة بدأت تسدل ستارها، عاد سلام من عمله بعد يوم تعب ، سلم على أهل بيته ثم ذهب ليستحم ويحلق ذقنه ، استبدل ثياب العمل وارتدى أجمل ثيابه وأحدثها، وعطر فواح رشه على جسده وملابسه كان ينثر رائحة ساحرة في كافة أرجاء المنزل ، جاءته شقيقته روز تسأله إن أراد أن يناول طعام الغداء ، كان يتكلم عبر الهاتف النقال ، ما أن أنهى المكالمة حتى أخذت روز التي فوجئت بأناقة شقيقها المميزة" ما كل هذه الإناقة يا أخي؟ أتريد أن أحضر لك الطعام؟". لم ينبس ببنت شفة ، نظر إليها بابتسمامة طويلة المدى ، وهرول نحو الباب الرئيسي للمنزل ، ألقى نظرة أخرى على شقيته ثم غادر المنزل ليقود سيارته نحو مكان مجهول.
كانت روز آخر من يرى سلام من بين أفراد الأسرة مضيفة أنه كان أكثر أناقة من المعتاد ضحوكا بدا وكأنه في غمرة فرحه.
ربع ساعة أو أقل على مغادرة سلام للمنزل ، بدأت الاتصالات الهاتفية من قبل الأصدقاء تهل على الأب والأشقاء سائلة عن سلام ، اتصال هاتفي بأبو عيسى أخبره أن سلام قد جرح وهو في المستشفى، خرج الأشقاء مسرعين ليطمئنوا على صحة شقيهقم ثم سرعان ما عادوا ، سلام لم يكن بينهم ، دقائق معدودة وكلمات قليلة كانت كفيلة بتكريس حقيقة بطعم العلقم وتحويل الصمت القائم إلى بكاء وعويل .. سلام سافر إلى بعيد حيث لا يكون إلا الأحرار ، استشهد على أرض بيتونيا برفقة صديقيه ناصر جوابرة ومحمد اللفتاوي
اما الشهيد محمد غسان اللفتاوي وحسب مصادر اسرائيلية وقف وراء عمليات مسلحة اسفرت عن مقتل وجرح عدد كبير من الاسرائيليين وكان مسؤولا عن خلية كفر نعمة التي نفذت عملية اطلاق نار بتاريخ 11/1/2004 مما ادى الى مفتل مستوطن واصابة اخرين وعن خلية خربثا بني حارث وخطط لتنفيذ عملية استشهادية في القدس وكان مسؤولا عن اطلاق النار على فوات الاحتلال في بيرزيت بشهر 9/2004 كما خطط لتنفيذ عملية استشهادية ضد المحكمة العسكرية في بيت ايل في شهر 5/2003 واطلاق نار على جسر عطارة واستقبال استشهاديين من مخيم بلاطة وتوفير ملجأ لهم. وقالت اسرائيل انه كان يسعى لتوحيد كتائب الاقصى في الضفة والقطاع وقائدا لكتائب الاقصى في محا فظة رام اللة والبيرة، وكان مطلوبا وعلى قائمة الاغتيالات الاسرائيلية مع الرئيس القائد ياسر عرفات والشيخ احمد يا سين والرنتيسي ومحمد ضيف وغيرهم من القادة البارزين.