بقلم: عمر الجعفري
المحرر الرياضي
كان يوما اسودا فالحزن لف المخيم منذ الصباح، لم اتمالك نفسي عندما وصلني الخبر "صلاح ابو شيخة توفي" بهذه الكلمات التي كان وقعها كوقع الصاعقة انتشر الخبر، واصبح مقر الشهداء في مخيم الدهيشة محجا للرجال ومكانا للبكاء، بكت الرجال فكان "حسين شاهين" صديق صلاح الوفي يبكي بحرقة حتى ان خشيت عليه من شدة الحزن.
"خالد الصيفي" قال: الجميع مكلوم أبو عصام كان صديقا وفيا للجميع، ولم اتمالك نفسي ومن تواجد في المكان عندما دخل شباب الجبهة الشعبية ليعلقوا صور "صلاح " فهو رمز من رموز المخيم بل ورمز من الرموز اللاجئة، فقلت: ياه هذا بوستر صلاح الذي كان يمزح معنا قبل اسبوع.
نجيب فراج الصحفي في جريدة القدس قال: صلاح صاحب موقف حتى عندما تختلف معه لا ينصب لك العداء، كان ذلك فيما جاء الصحفي حسن عبد الجواد وعانقني بحرارة قائلا "مات صلاح يا عمر".
قالوا لي ان الاعلامي المخضرم "ابراهيم ملحم" لم يصدق الخبر وانفجر باكيا على الهاتف، فكان صلاح قد التقى أبا بهاء "ابراهيم ملحم" قبل اسبوع حيث تقدم الجاهة في خطبتة الشاب المهذب ضرغام ابن المرحوم صلاح، وقال حينها صلاح لابراهيم " أًبٍني يا ابراهيم عندما أموت " وكانه كان يعرف انه سيموت بعد اسبوع ، اجتمع المخيم والجميع يذكر ابنه الذي فقده والحزن باد على الجميع.
توطدت علاقتي مع صلاح عبد ربه في سبعينيات القرن الماضي وبعد ان انهى محكوميته بتهمة الانتماء الى حركة القوميين العرب، جاء الى مركز شباب الدهيشة حيث عملنا معا كان قائدا بكل ما تعينه الكلمة من معنى تعلمنا من صلاح الاصرار وحب الوطن والانضباط والقيادة تعلمنا من صلاح حب الارض والعمل التطوعي حتى انه اثر في شخصية جميع من كانوا قريبين منه وانا واحدا منهم.
ترأس فقيدنا الهيئة الادارية لمركز شباب الدهيشة اكثر من مرة، وعمل في العديد من لجان المركز ،قاد العديد من الانشطة ،وحتى ان اغلاق المركز من قبل قوات الاحتلال لم يمنعه من الاستمرار من النشاط.
يعتبر " صلاح " العقل المفكر وصاحب فكرة تأسيس اتحاد عد الرياضي الذي صال وجال في ملاعب كرة القدم الفلسطينية وقد تأسس هذا الاتحاد الرياضي بين مخيمي عايدة والدهيشة ، كما عمل رئيسا لمؤسسة ابداع ، وهو صاحب فكرة تشكيل اتحاد مراكز الشباب.
غاب صلاح لكن فكره لم ولن يغيب وداعا يا صاحبي والله اننا لمحزونون على فراقك .