نشر بتاريخ: 21/07/2016 ( آخر تحديث: 25/07/2016 الساعة: 16:15 )
النقب- معا- اعتقلت الشرطة الاسرائيلية صباح اليوم الخميس، الشيخ صياح الطوري ونجله عزيز، في الوقت الذي تستمر جرافات "الككال" والشرطة الاسرائيلية التي تحرسها، لليوم الخامس على التوالي، في عدوانها على أهالي قرية العراقيب في النقب الصامدين على أرضهم، بعدما اعتدت خلال الأيام الماضية على الأطفال والنساء والناشطين، وواصلت تجريف وتحريش أراضي القرية.
وأكد أحد سكان العراقيب، الناشط سليم العراقيب، في حديث لمراسل "معا" أن "اعتقال الشيخ صياح وعزيز هو إجرام وكم للأفواه ومنافي للأعراف"، لافتا إلى أن الشرطة تهدد باعتقالات أخرى.
وتشن السلطات الإسرائيلية منذ خمسة أيام هجوما جديدا على قرية العراقيب، التي تم هدمها أكثر من مائة مرة خلال السنوات الست الأخيرة. وهاجمت الأهالي من النساء والأطفال والشيوخ والرجال، الصامدين على أراضيهم المهددة، واعتدت على الأطفال والنساء، إذ أصيب عدة أطفال بإغماء كامل، وتم نقل بعضهم إلى المستشفى للعلاج، واعتدت الشرطة الاسرائيلية بوحشية على عدد من المتواجدين، وأسفر الاعتداء عن كسر كتف أحد أبناء القرية، وجرى اعتقاله أيضا.
ويعم التوتر والغضب في العراقيب، في حين تواصل آليات ما يسمى (الكيرن كييمت) عملية فرض الأمر الواقع تلك تعتبر غير قانونية، حتى بمفهوم القانون الإسرائيلي الذي يشرّع المصادرة.
وكان ناشطون وأهالي قرية العراقيب، تصدوا صباح يوم الإثنين، لعمليات تحريش أراضيهم وفرض أمر واقع عبر زرعها بالأشجار بواسطة مؤسسة "الككال". وقد تمّ اعتقال قاصرَيْن في الـ13 من عمرهما، بعد مطاردتها بسيارات الشرطة حتى أعياهم التعب – وفق شهود عيان. وتم لاحقا إطلاق سراح الفتيين. وتشهد القرية غير المعترف بها حالة من التوتر والغليان.
وقال عزيز صياح أبو مديغم، أحد الناشطين، في حديث سابق لمراسل "معا"، إنّ المؤسسة الإسرائيلية تستمر في عنجهيتها، حيث فشلت في تهجير أهل الأرض من قريتهم عبر هدم البيوت مائة مرة، وعبر الدعاوى القضائية بملايين الشواقل، والآن انتقلت إلى سياسة التحريش.
وأكد الناشط أن "عملية فرض الأمر الواقع تلك تعتبر غير قانونية، حتى بمفهوم القانون الإسرائيلي الذي يشرّع المصادرة". ولفت إلى أن "مطاردة الشرطة بسياراتهم للفتية في القرية، هي عملية جنونية وهمجية لشرطة إسرائيل التي تعتبر الذراع التنفيذية لسياسة التهجير وسلبنا أراضينا".
وناشد أهالي القرية أصحاب الضمائر الحية والأهل بالتوافد إلى القرية في أعقاب "اقتحام آليات ما يسمى (الكيرن كييمت) بحماية الشرطة الإسرائيلية ووحدة يوآب الهدامة القرية".
من جانبه، زار النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة مساء الأحد قرية العراقيب، وذلك استجابة لنداء أهالي القرية، وأمضى الليلة معهم في القرية، وتابع عن كثب قضية جرف الأراضي من قبل آليات كيرن كييمت.
وفي الكنيست يوم الاثنين اُعطيت الفرصة للنواب أن يوجهوا أسئلة مباشرة لرئيس الحكومة، فوجّه النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة طرحًا حول العراقيب والقرى غير المعترف بها، فقال لرئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو: "منذ أن توليت رئاسة الحكومة قبل سبع سنوات هُدمت قرية العراقيب أكثر من مئة مرّة، وأهاليها أصروا على الصمود كل هذه السنوات، ألم تفكروا بأن تغيروا توجه القوة نحو توجه يحترم الحقوق؟".
وقال عودة إن الانتداب البريطاني بدأت بتنظيم الأراضي منذ العام ١٩٣٢ وتوقّف سنة ١٩٣٩ عند الحرب العالمية الثانية، وعندما قامت إسرائيل لم تكن أراضي النقب منظمة، ولهذا فلم يكن بحوزة أهالي القرية "طابو"، كانت اتفاقيات فيما بينهم ويجب احترامها.
وفي سياق متصل طالب النائب عودة مدير عام الشرطة الاسرائيلية روني الشيخ بإطلاق سراح فتييْن من العراقيب اعتقلتهما الشرطة، بشبهة عرقلة عملها أثناء تجريف الأراضي.
وكان رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية، محمد بركة، وعدد من الناشطين إلى جانب أعضاء لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، قاموا بزيارة للعراقيب، ووقفوا إلى جانب الأهل.