نشر بتاريخ: 29/07/2016 ( آخر تحديث: 29/07/2016 الساعة: 13:24 )
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، اليوم الجمعة، وفدا من اساتذة جامعة بيرزيت ضم عددا من عمداء الكليات والاساتذة والذين وصلوا الى مدينة القدس صباح اليوم لزيارة معالمها الدينية والتاريخية وللقاء عدد من شخصياتها.
واستقبلهم المطران في كنيسة القيامة حيث كانت هنالك جولة داخل الكنيسة، واستمعوا الى بعض الشروحات والتوضيحات.
والتقى الوفد مع المطران في الكاتدرائية، وكان فيها محاضرة تحدث خلالها عن مكانة مدينة القدس الدينية والتاريخية والتراثية ووضع الوفد في صورة ما يحدث في المدينة المقدسة من استهداف للشعب الفلسطيني في كافة مفاصل حياته.
وقال إن مدينة القدس هي مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث وهي حاضنة تراثنا وتاريخنا وهويتنا وانتماءنا الوطني، وان مدينة القدس تبتلع في كل يوم وفي كل ساعة ويسعى الاحتلال بوسائله المعهودة والغير المعهودة لتشويه صورتها وطمس معالمها والتطاول على مقدساتها وعلى طابعها العربي الفلسطيني.
وأضاف أن ما تتعرض له مدينة القدس لا يمكن وصفه بالكلمات في ظل وضع فلسطيني تسوده اجواء الانقسام والتوتر والعصبية الحزبية والفصائلية وفي ظل وضع عربي مترد، مشيراً إلى نتائج مؤتمر القمة العربي الاخير الذي لم يقدم شيئا للقضية الفلسطينية ولا لقضايا الامة العربية.
وتابع: كانت نتيجة هذا اللقاء كالعادة صورة جماعية وبيان ختامي في حين ان القدس لكي نحافظ عليها ونستعيدها ونحمي مقدساتها نحن لسنا بحاجة الى صور تذكارية وبيانات انشائية، نحن بحاجة الى خطوات عملية وقرارات فاعلة وبرامج استراتيجية وهذا ما لم يحدث حتى الان ومن الواضح انه لن يحدث في المنظور القريب.
وقال المطران: امام هذا الوضع العربي المتردي لم يبقى امامنا كفلسطينيين الا ان نكون صامدين ثابتين محافظين على وجودنا مدافعين عن مقدساتنا وعن قدسنا ومتمسكين بثوابتنا الوطنية.
واعتبر أنه ليس مطلوبا من الفلسطينيين في ظل الاوضاع الراهنة التنازل عن الثوابت الوطنية فإذا ما كان الفلسطينييون غير قادرين على استعادة حقوقهم وتحقيق امنياتهم وتطلعاتهم الوطنية بسبب اوضاعهم الداخلية وبسبب الحالة العربية المؤلمة فهذا لا يعني ان يكون هنالك تراجع او تنازل عن اي من الثوابت.
ولفت إلى أن القضية الفلسطينية هي قضية شعب حي بالدرجة الاولى وهذا الشعب، لم ولن يتنازل عن حقوقه ولم يخول احدا لكي يتنازل عن حقوقه وبالتالي وجب ان نحافظ على قضيتنا الوطنية وعلى ثوابتنا ومبادئنا ولنتركها للاجيال الصاعدة.
ونوّه المطران: إذا ما كان الفلسطينيون اليوم غير قادرين على تحقيق شيء ليس مطلوبا منهم التنازل عن شيء فليتركوا هذه القضية امانة للاجيال الصاعدة والاجيال الصاعدة هي قادرة على ان تحقق ما نصبوا اليه جميعا.
وأفاد: لقد كان الزعماء الاسرائيليون يقولون بأن الكبار يموتون والصغار ينسون، وهذه مقولة فاشلة بإمتياز لان الصغار ليسوا اقل حماسة من آبائهم واجدادهم في دفاعهم عن القدس وعن قضيتهم الوطنية.
وحذر المطران من اليأس والقنوط فأعدائنا يريدون لنا ان نعيش في حالة تخبط وضياع وتشرذم ويأس وقنوط، يجب ان تكون معنوياتنا عالية لأن قضيتنا هي قضية حق وهي قضية منتصرة في النهاية مهما طال الزمان.
وقال: في دفاعنا عن قضيتنا وتمسكنا بثوابتنا يجب ان نتحلى بالاستقامة وبالصدق وبالامانة وان تكون بوصلتنا وطنية والا نسمح لاي طرف مهما كان بأن يغدق علينا بأمواله مقابل اجندات او مواقف سياسية ، فالمال السياسي هو مصدر وبال وخراب ولا يجوز القبول به لان هدفه هو شراء الذمم وتصفية القضية وبيعها.
وأضاف المطران: انني اقدر واثمن الدور الاكاديمي والعلمي والوطني الكبير الذي تقوم به جامعة بيرزيت التي ابتدأت كمدرسة بسيطة وتحولت اليوم الى جامعة تعتبر من اهم الجامعات العربية، وهي صرحا وطنيا فلسطينيا شامخا قدم ويقدم لمجتمعنا الفلسطيني المناضلين والمقاومين والشخصيات الوطنية والكوادر التعليمية والاكاديمية التي تساهم في تحرر ورقي وطننا العزيز.
وتابع: ان الثقافة والمعرفة بالنسبة الينا كفلسطينيين هي سلاحنا من اجل الثبات والصمود في هذه الارض، فنحن لا نملك النفط ولا نملك ثروات طبيعية ولكننا نملك الثروة البشرية العلمية الفكرية التي هي اهم بكثير من الثروات الطبيعية.
وأفاد المطران: غيرنا يفتخر بالنفط الذي اصبح مصدر دمار وخراب في منطقتنا، ونحن نفتخر بالمعرفة والثقافة التي من خلالها نبني ونساهم في تقدم ورقي الشعب.
وأوضح ان نسبة الامية في فلسطين هي 0% وهذا ان دل على شيء يدل على اننا شعب يحب الحرية ويستحق ان يعيش بكرامة في وطنه، فنحن شعب يعشق فلسطين وينتمي الى هذه الارض المقدسة والقدس عاصمتنا الروحية والوطنية.
وأشار إلى ان للمؤسسات الاكاديمية والجامعية دور ريادي في تكريس ثقافة الوعي في ظل ما تشهده منطقتنا من محاولات هادفة للتجهيل وتدمير المجتمعات وتفكيكها واثارة الفتن والنعرات الطائفية والترويج للافكار الظلامية.
وأكد المطران: تبقى جامعاتنا الفلسطينية معاقل للوحدة الوطنية تجسد العيش المشترك والوعي والحكمة والمسؤولية والرصانة الوطنية.
ودعا إلى المحافظة على الثقافة الفلسطينية المستهدفة ولنحافظ على وحدتنا ولحمتنا الوطنية ولنحافظ على انساننا الفلسطيني الذي يراد تجهيله ، ولنكن متحلين بالوعي والحكمة والمسؤولية في مواجهة التحديات التي تعصف بنا من هنا ومن هناك.
واكد المطران للوفد بأن ابناء القدس مسيحيين ومسلمين هم مصممون في سعيهم من اجل الدفاع عن مدينتهم مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات.
وقال: اما المسيحيون الفلسطينيون فلن تكون بوصلتهم الا فلسطين ولن تكون قضيتهم الا فلسطين وهم يفتخرون بانتماءهم للمسيحية المشرقية الاصيلة التي بزغ نورها من هذه الارض المقدسة، وهم يفتخرون ايضا بانتماءهم للشعب الفلسطيني الذي قضيته هي قضيتنا جميعا مسيحيين ومسلمين كما انها قضية كافة احرار العالم.
واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات وقدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية.
اما اعضاء الوفد الاكاديمي الاتي من جامعة بيرزيت، فقد شكروا المطران على استقباله وعلى كلماته ومواقفه فهو علم من اعلام فلسطين والامة العربية ونفتخر جميعا بمواقفه ودوره الرائد في توحيد الصفوف والحوار بين الاديان.