نشر بتاريخ: 29/07/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
رام الله- معا- نظمت مؤسسة "فريدريش ناومان من أجل الحرية" وبالشراكة مع ملتقى الشباب الفلسطيني للحرية والديمقراطية ورشة عمل شبابية استمرت لمدة يومين بعنوان "الشباب الفلسطيني والمشاركة السياسية"، وذلك في قاعات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة رام الله، بمشاركة نخبة شبابية متميزة من محافظات الوطن.
افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية من أ. إياد اشتية مؤسس ملتقى الشباب الفلسطيني للحرية والديمقراطية الذي أكد على أهمية المشاركة السياسية لدى الشباب باعتبارها أداة من أدوات تفعيل الديمقراطية في المجتمع لإحداث التغيير، وأن الشباب هم العنصر الأساسي في عملية البناء وتحقيق الذات هي جوهر الديمقراطية في المجتمع.
وشدّد اشتية على أهمية تعزيز روح المبادرة في أوساط الشباب في المجتمع وأهمية تعزيز سيادة القانون واستقلال القضاء، بالإضافة إلى تعزيز المفاهيم الليبرالية المتمثلة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة وتعزيز مفاهيم الحريات العامة بما لا يتعارض مع القانون.
وفي مداخلته رحب الدكتور"Walter Klitz " مدير مؤسسة "فريدريش ناومان من أجل الحرية" بالحضور، وقدم شرحاً عن عمل المؤسسة وعن دورها على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية في دعم مفاهيم الحرية والديمقراطية من خلال تقديم برامج التعليم المدني، وتعزيز الحوار السياسي الدولي، وتقديم الاستشارات السياسية، من خلال شبكة مكاتبها المنتشرة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا وآسيا، حيث تسعى جاهدة لتحقيق مبدأ حرية الإنسان المقترنة بكرامته في كافة قطاعات المجتمع الذي تتواجد فيه بالتعاون مع شركائها.
وأشار "Klitz" إلى أن المؤسسة ومن ضمن ما تقوم به في العالم وفي فلسطين بشكل خاص المساهمة في بناء مجتمعات ديمقراطية، حديثة ومدنية، والعمل على تقوية المجتمع المدني، بالإضافة إلى التعريف بمفاهيم الحرية وحقوق الإنسان، المساواة والتعددية السياسية والفكرية.
وقدم د. سليمان أبو دية رئيس دائرة فلسطين في المؤسسة ورقة عمل تناولت مفهوم الليبرالية منذ نشأتها وحتى وقتنا الحاضر، بين فيها أن ما يميز الفكر الليبرالي عن غيره من الإيديولوجيات، أن الليبرالية ليست فلسفة دوغماتية جامدة ذات طابع وثوقي، إلا أنها تقدم حلولا وإجابات قاطعة للعديد من الإشكاليات المعقدة والشائكة.
وركز أبو دية على أهمية دور الشباب الذي يقع على عاتقها تحمل أعباء المرحلة المقبلة، معرباً عن أمله في إيجاد دور أكبر للشباب من خلال إتاحة الفرص لهم وإعطائهم دور بالمساهمة في صنع القرار مع تأكيده على أن التغيير يبدأ من الشباب أنفسهم.
ودعا إلى استمرارية العمل على قاعدة الشراكة الفاعلة بين الجميع مؤسسات وهيئات وأفراد لما فيه من مردود ايجابي على شبابنا الفلسطيني.
واستضاف القائمين على البرنامج الدكتورة ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة كنموذج شبابي فلسطيني متميز، التي قالت خلال لقائها بالمشاركين أن الشباب الفلسطيني هو حصناً منيعاً للقيادة الفلسطينية الشرعية في ظل مواصلة استهداف الإحتلال لمشروعنا الوطني ومساعي الرئيس أبو مازن لحشد دول العالم لصالح قضيتنا وثوابتنا الوطنية وصولاً لاستحقاقات شعبنا وطموحاته.
وأشارت غنام إلى أن الشباب بطاقاتهم وابداعاتهم يشكلون ركيزة أساسية في بناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مشددة على ضرورة التنبه من بعض الأجندات الخارجية التي تحاول بعض الجهات تمريرها لاختراق حالة التكامل بين كامل أركان الهرم الفلسطيني.
وأكدت غنام إيمانها العميق بوعي شبابنا وإدراكهم لخطورة وحساسية المرحلة الراهنة بكل ما يرافقها من تغييرات في المحيط العربي ما يحتم رص الصفوف والتوحد خلف قيادتنا الشرعية التي تخوض معركة تقرير المصير.
وفي نقاشاتهم ومداخلاتهم دعا المشاركون إلى الارتقاء بواقع الشباب الفلسطيني ومنحه الفرص والحرية التي تجعله عضواً فاعلاً في المجتمع وقادراً على التغيير للأفضل.
وثمن المشاركون دور مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية وملتقى الشباب الفلسطيني للحرية والديمقراطية في سعيهم إلى إنشاء برامج وعقد أنشطة، تهدف إلى تعميق الوعي، وتقوية الشعور بالمسؤولية الجماعية، وإلى إثراء ونشر المعرفة العلمية المتخصصة حول الليبرالية والحرية والديمقراطية والمشاركة المجتمعية وحقوق الإنسان، مما يساهم في إعداد جيل شبابي مثقف واعي بالقيم الإنسانية وقادر على حمل وإيصال رسالة الشباب الفلسطيني إلى العالم.
وأكدوا أن تعزيز المفاهيم الإنسانية والاجتماعية وتعزيز الحوار والديمقراطية كثقافة عند الشباب، وتكريس ثقافة المجتمع المدني وقيمه، وتشجيع الشباب على المشاركة المجتمعية، وترسيخ قيم الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان ونبذ العنف والتطرف بكافة أنواعه هي أولى الأولويات في عملية البناء والتنمية، وتمكين الشباب من المساهمة كشريك فاعل في المجتمع وفي الحياة السياسية والعامة.