نشر بتاريخ: 30/07/2016 ( آخر تحديث: 30/07/2016 الساعة: 22:08 )
غزة- معا -مصطفي صيام :على امتداد شوارع قطاع غزة تجد العديد من باعة السجائر منتشرين على جوانب الطرقات في مشهد اعتاد عليه الشارع الغزي خلال السنوات الأخيرة حيث يتجه العديد من الشبان لبيع السجائر لاكتساب الرزق في ظل ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب.
الشباب الرياضي ليسوا بأحسن حال منهم، فكثير من القصص التي تعكس حجم المعاناة التي يعيشها الرياضيين واللاعبين من قسوة الحال والأوضاع الصعبة التي تواجههم بفعل الحصار الإسرائيلي وانعدام أدنى مقومات حقوق الرياضيين.
" صالح المبحوح" ابن ألـ 24 ربيعاً ولاعب فريق خدمات دير البلح لكرة السلة، واحد من عشرات اللاعبين الذين يعيشون واقعاً مريراً يعكس الحالة المزرية التي وصل إليها هؤلاء، الأمر الذي يهدد مستقبلهم الرياضي، فلقمة العيش تفرض عليهم التضحية وإن كانت على حساب موهبتهم الرياضية.
موهبته السلوية التي تتراجع رويداً رويداً أصبحت رهينة الجلوس لساعات طويلة أمام بترينا السجائر ليكسب القليل.. القليل من المال ليتمكن من توفير احتياجاته الأساسية.
" 6 ساعات على الطريق"
يقول المبحوح " ساعات طويلة أقضيها أمام بترينا السجائر لتوفير لقمة العيش، ظروف الحياة تفرض علينا بيع السجائر لأكثر من 6 ساعات في ظل عدم توفر العمل"، " كرة السلة أصبحت بالنسبة لي هواية أمارسها فقط، فلا يتوفر لنا أدني مقومات اللاعبين نتيجة الأوضاع الصعبة التي تعيشها الأندية الغزية".
ويتابع المبحوح " أعيش أوقاتاً صعبة، فنظرة الناس لي تؤلمني كثيراً، فكم تمنيت أن أشعر بقيمتي كلاعب ورياضي يحظى باهتمام وتقدير الجميع، أشعر بالإحباط والتفكير ملياً بترك اللعبة التي عشقتها منذ سنوات طويلة من أجل لقمة العيش".
" دموع القهر"
ويضيف المبحوح بقهر " حلمي تبخر وفقدت الأمل بالاستمرار في اللعبة، أصبحنا أشبه بمتسولين لا حول لنا ولا قوة دون أدنى اهتمام، فلا أحد يشعر بنا ويتلمس همومنا وآمالنا، فبعد أن كان الحلم بالمشاركة مع المنتخب وتحقيق الإنجازات للنادي الذي ألعب معه، أصبحت لقمة العيش أقصى ما أتمناه وأسعى إلى تحقيقه".
ويتساءل المبحوح " هل قدرنا أن يصل بنا الحال لأن نصطف على قارعة الطريق لتوفير لقمة العيش؟؟، وأين حقوقنا كلاعبين ورياضيين؟؟، ومن المسؤول عن المعاناة التي وصلنا إليها؟؟.
"مواهب ولكن"
المبحوح الذي يعد أحد أبرز لاعبي كرة السلة في نادي خدمات دير البلح ويعتمد عليه المدير الفني في مباريات الدوري العام يقول " بدأت أفقد الكثير من موهبتي السلوية بعد أن أصبحت أقضي ساعات طويلة في الشارع لبيع الدخان، أصبحت مشتتاً داخل الملعب وقلت الفعالية والتأثير مع الفريق بسبب الإرهاق الذي أعاني منه".
قصة المبحوح ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فمعاناة الشباب الرياضي مستمرة مع استمرار الحصار وفقدان الأمل بالمستقبل.