مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في النجاح : هزّات أرضية تضرب فلسطين والدول المجاورة
نشر بتاريخ: 25/11/2007 ( آخر تحديث: 25/11/2007 الساعة: 12:38 )
بيت لحم - معا - اصدر مركز الزلازل، د. رضوان زيد الكيلاني أستاذ وباحث في علوم الأرض والزلازل، تقرير حول الهزات الارضية التي ضربت المنطقة في الفترة الاخيرة.
اوضح التقرير ان هزة ارضية بقوة 4.4 درجة على مقياس ريختر وقعت يوم ظهر 20/11/ 2007 في المنطقة الشمالية الشرقية للبحر الميت وكان ذلك في تمام الساعة الحادية عشرة وتسعة عشرة دقيقة (11:19).
وقد تم تحديد مركزها (بؤرة الزلزال) على تقاطع خط طول 35.56 وخط عرض 31.68 درجة في حفرة انهدام البحر الميت وعلى امتداد فالق وادي الأردن وهو احد الصدوع الرئيسية لحفرة الانهدام.
كما تم حساب العمق البؤري لهذه الهزة على عمق 11 كم في باطن الأرض كما سجلت أجهزة الرصد الزلزالي في تمام الساعة الحادية عشرة وعشرون دقيقة ليلاً (23:20) من نفس اليوم (20/11/2007) هزة ارتدادية بقوة 3.2 درجة على مقياس ريختر وكان عمقها البؤري على 5 كم في باطن الارض. وعند منتصف ليلة السبت 24/11/ 2007 وفي تمام الساعة 00:20 وقعت أيضًا هزة ارضية جديدة بقوة 4.1 درجة على مقياس ريختر وقد تم تحديد مركزها على تقاطع خط طول 34.96 وخط عرض 31.87 درجة على إمتداد فالق رام الله- نابلس, وكان العمق البؤري لهذه الهزة على عمق 12 كم .
وقد شعر مواطنون فلسطينيون بالهزات في مناطق مختلفة من أرجاء الوطن في حين لم يشعر بها عدد كبير من المواطنين, كما و لم يسجل أي اضرار من جراء هذه الهزات.
وتجدر الإشارة أن منطقة فلسطين والأردن تقع على امتداد صدع كبير يمتد من خليج العقبة جنوبا الى جبال طوروس شمالاً بطول حوالي 1100 كم (كأطول فالق قاري في العالم) وهو المسمى بحفرة الانهدام الأردني او انهدام البحر الميت. وهو مصنف عالمياً من الصدوع والاحزمة النشطة زلزالياً حيث تتحرك على جانبه الشرقي الصفيحة العربية باتجاه شمال شرق بمقدار من الإزاحة تصل تقريباّ الى 2.1 سم سنوياً مبتعدة عن صفيحة فلسطين ـ سيناء والتي تقع على الامتداد الغربي لهذا الصدع، حيث تشير الدراسات الجيوفيزيائية ان السبب لهذه الحركة هي الصعود المستمر للصهارة (المادة الصخرية السائلة) تحت القشرة الأرضية المكونة لمنطقة هذا الصدع مسببة بذلك ضغوط مستمرة على صخور القشرة الصلبة الواقـعة فوق هذه الصهارة حيث تؤدي الى تكسيرها تدريبجياً ويكون ذلك مصحوب بحركات أرضية أدّت الى حدوث هزات ارضية وزلازل مختلفة القوة عبر الاف السنوات الماضية واستمرارها حتى يومنا هذا.
ولكن ما يتردد عن توقعات محتملة لتعرض المنطقة الى زلزال قوي تصل قوته من 6 - 7 درجات على مقياس ريختر فانني اود التأكيد ان هذه المعلومة مبنيّة على دراسات تحليلية واحصائية لطبيعة وتوزيع الزلازل التاريخية ورصد النشاط الزلزالي الحالي وربطـها بالتراكيب الجيولوجية والصدوع الموجودة والمكونة لمنطقة انهدام البحر الميت، حيـث ان هذا النوع من الدراسات يندرج تحت علم التنبؤ بالزلازل والذي نحاول بواسطته تحديد مناطق الخطورة الزلزالية الا أن دقة التنبؤ بالزلازل لا زالت حتى يومنا هذا بعيدة عن درجة اليقين.
ودعا المسئول الفلسطيني وصانعي القرار لأخذ هذه التوقعات على محمل الجد والتعامل معها على انها حقيقة سوف تقع كإستراتيجية تخطيط سليم للتخفيف من أضرار أي زلزال محتمل وقوعـه فـي المستقبل لاسمح الله. فحقيقة الامر ان عظم حجم الدمار المتوقع في الارواح والممتلكات سوف يأتي من عدم جاهزية المباني والبنى التحتية في فلسطين لتوفير الحد الادنى لمقاومة الزلازل (وخصوصا اذاحصل زلزال قـوته 6-6.5 درجة حسب مقياس ريختر كما هو متوقع مستقبلا)، وكذلك عدم وجود مؤسسات كافية لاسناد الطوارئ بالإضافة الى عدم توفر الوعي الكافي لدى المواطنين بالسلوك الواجب اتباعه في حالات حدوث الزلازل.
لكنني في المقابل أدعو المواطنين الكرام الى عدم العيش مع هذه المعلومة بدرجة من الخوف والهلع في حياتهم اليومية ولكن بالتوكل على الله والأخذ بالأسباب في اتباع كل ما هو ممكن للتخفيف من خطورة أي زلزال محتمل فالوقاية خير من قطار علاج وصدق الله العظيم القائل في سورة لقمان " ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت (أية 34) .