مزهر : المراهنة على نتائج ايجابية من أنابولس مراهنة على الوهم والخداع
نشر بتاريخ: 25/11/2007 ( آخر تحديث: 25/11/2007 الساعة: 13:40 )
غزة - معا - أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن من يراهن على تحقيق نتائج ايجابية من لقاء أنابوليس إنما يراهن على الوهم والخداع والتضليل الذي مارسته الإدارة الاميركية واسرائيل على مدار أكثر من خمسة عشر عاماً من المفاوضات العبثية.
وقال مزهر خلال ندوة جماهيرية عقدت في نادي خدمات النصيرات بالمخيم بعنوان "مؤتمر أنابوليس الى أين؟" أن "هذا اللقاء يعقد في ظل حصار خانق لقطاع غزة وعدوان مستمر على شعبنا يتخلله عمليات قتل وتدمير واغتيال وملاحقة واعتقال، فيما يرعى هذا اللقاء الادارة الاميركية المنحازة بل هي الحليف الاستراتيجي لاسرائيل وقد حددت الموعد في 27/11".
وحذر مزهر من أن "الوفد الفلسطيني يذهب لأنابوليس وقد تخلى عن كل شيء، فيذهب بدون أجندة أو وثيقة أو حتى اتفاق على بيان عام يصدر عن اللقاء، بمعنى خالي الوفاض، كذلك قرر العرب الذهاب لانابوليس وقد تخلوا عن اعتراف اسرائيل واميركا بالمبادرة العربية كأساس للتفاوض، والتي نتحفظ عليها ونرفضها لأنها لا تستجيب للحقوق الوطنية وتتحدث عن "حل عادل لقضية اللاجئين، وانهاء النزاع العربي الاسرائيلي واقامة علاقات تطبيع مع اسرائيل".
وقال "اذا ذهب كل طرف ليقدم رؤيته ومن ثم اطلاق عملية تفاوض جديدة، سنجد أنفسنا أمام محطة جديدة تضاف لمسار طويل من المفاوضات العبثية التي بدأت في أوسلو مرورا بواي بلانتيشن وواي ريفر وطابا، وتينيت وميتشل وكامب ديفيد (2)، التي تعرض فيها الرئيس الراحل أبو عمار للتهديد من قبل الرئيس السابق لاميركا كلينتون حيث قال له انك في منطقة لا تتغير فيها النظم السياسية والقيادات فقط بل الجغرافيا كذلك، ويجب أن تعرف أنه مع ذهابي من البيت الأبيض ستذهب معي مقترحاتي هذه، فما كان من الشهيد أبو عمار الا ان يجيبه انني ذاهب الى غزة وأدعوكم للسير في جنازتي وفعلا بعدها تم محاصرته حتى استشهاده، وبذلك دفع الرئيس الراحل ياسر عرفات حياته ثمنا لتمسكه بالثوابت التي لم يتخلى عنها وبشكل خاص القدس واللاجئين، وبعد ذلك خارطة الطريق بتحفظات شارون الاربعة عشر، وخطاب الضمانات من بوش لشارون في 14 نيسان 2004، الذي يتعهد فيه بشطب حق العودة وضم القدس والبؤر الاستيطانية الكبرى. والمرحلة الاولى منها القضاء على المقاومة، وأحد تجليات ذلك محاصرة وملاحقة كتائب الشهيد أبو علي مصطفى في مخيم العين بنابلس".
واشار الى أن "أمريكا واسرائيل لها أهداف من وراء عقد هذا اللقاء منها استثمار الانقسام الفلسطيني وتعميقه والامعان في تمزيق الصف الفلسطيني لاضعافه وفرض الاستسلام عليه ليقبل الحلول التي تنتقص من حقوقه، اضافة الى التغطية على فشل اميركا في العراق وافغانستان، وتحقيق مكاسب للحزب الجمهوري وللرئيس بوش في نهاية ولايته على حساب القضية الفلسطينية، علاوة على التغطية على هزيمة العدو الاسرائيلي في لبنان، ودعم أولمرت في مواجهة نتنياهو في الانتخابات القادمة، وكذلك لحرف أنظار المجتمع الاسرائيلي عن تقرير فينوغراد.
كما اعتبر أن أميركا واسرائيل تهدفان الى التحضير لمعارك اقليمية يتم التحضير خلالها لضرب ايران وربما سوريا وحزب الله وقوى المقاومة في المنطقة، وكذلك لتوسيع عملية التطبيع مع العرب.
وعبر عن استهجانه من "اشتراط اسرائيل اعتراف الفلسطينيين العرب باسرائيل كدولة يهودية، مما يعني شطب حق العودة، وشطب حق مليون وربع مليون فلسطيني في أراضي 48 الذين سيضلوا شوكة في خاصرة الكيان الاسرائيلي".
وانتقد مزهر "ياسر عبد ربه صاحب وثيقة جنيف "سيئة الصيت" الذي يذهب لاميركا للاعداد لمؤتمر أنا بوليس، وهو صاحب رؤية مهزومة تتمثل في ان يقبل اللاجئ أن يظل في الدولة التي هجر اليها وينال حقوق المواطن الأصلي، ومن يريد العودة فيعود الى اراض الضفة وغزة، أو يهاجر الى بلدان مثل السويد وكندا والنروج واستيعابهم هناك".
وأكد مزهر أن وجود امثال عبد ربه في فريق التفاوض "قد يهبط بالموقف الفلسطيني، خصوصا ان البعض لديه استعداد لتقديم تنازلات على حساب الثوابت الفلسطينية".
وشدد على أن الرد على أنابوليس يكون بالعمل الجاد من اجل انهاء حالة الانقسام واستعادة وحدة الارض، مجددا دعوة الجبهة الى الشروع في الحوار الوطني الشامل بعد أن تبدأ حركة "حماس" بالتراجع عن نتائج الحسم العسكري الذي نفذته، وبالتمسك بالثوابت والحقوق الفلسطينية في اقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، والتمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها عام 48، طبقا لقرار 194"، مؤكدا أن "حق العودة حق فردي وجماعي مقدس لا يحق لأي أحد التفريط أو التنازل عنه".
وطالب بـ"التمسك بالمؤتمر الدولي كامل الصلاحيات بديلا عن لقاء أنابوليس، والتمسك بالمقاومة كخيار رئيس في مواجهة الاحتلال وحمايتها وحماية سلاحها، وإنهاء كل المظاهر التي تعمل على انهاك المجتمع من ارهاب المواطنين وترويعهم وتجويعهم، وعدم دفع رواتب الموظفين في الوقت الذي نحن فيه في أمس الحاجة لتعزيز عوامل الصمود".
كذلك طالب بـ"رفع الحصار عن شعبنا وبشكل خاص قطاع غزة، مؤكدا على ضرورة "العمل الفوري لاعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وإجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني في الداخل وحيثما أمكن في الخارج".