نشر بتاريخ: 02/08/2016 ( آخر تحديث: 04/08/2016 الساعة: 14:26 )
شارك
بيت لحم- معا- أثار البرنامج الوثائقي الذي بثته قناة الميادين اللبنانية حول عملية اسر الجنود الاسرائيليين التي أدت ضمن الادعاء الاسرائيلي الى اندلاع ما بات يعرف بحرب لبنان الثانية أو عدوان تموز 2006 كما يطلق عليه حزب الله اللبناني، غضب وحنق اسرائيل ووسائل اعلامها خاصة لجهة العدد الكبير من الوزراء والضباط السابقين الذين تحدثوا وظهروا في الفيلم، ومن بينهم وزير الجيش اثناء الحرب المذكورة عمير يرتس ووزيرة الخارجية تسيفي ليفني وقادة عسكريون كانوا ضمن القوات التي خططت ونفذت الحرب.
وأفردت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية في عددها الصادر اليوم "الثلاثاء" كامل صفحتيها السادسة والسابعة عشر لنشر ما اسمته بالسبق الصحفي والكشف الاعلامي تحت عنوان "هكذا سرق حزب الله المقابلات مع الوزراء والجنرالات السابقين والجندي الوحيد الذي نجا من كمين الاسر".
وقالت الصحيفة ان صحفيا ايطاليا اسمته بـ"الصحفي الشوكة" المعروف بعلاقاته القوية مع حزب الله خدع هؤلاء الوزراء والجنرالات والجندي اليتيم، واجرى معهم مقابلات مطولة تناولوا فيها حرب لبنان الثانية ليتضح بعد بث فيلم الميادين ان هذا "الشوكة" عمل لصالح حزب الله الذي جير المقابلات والمواد الاعلامية لصالح قناة الميادين لبثها تحت شعارها واسمها.
عمير بيرتس والجنرال بن رؤفان في مقابلة مع "صحفي ايطالي" "توجه إلي في شباط الماضي الصحفي الايطالي "ميكلا موني" واخبرني انه يقوم بعملية جمع معلومات تساعده في اعداد تقرير موسع عن عملية الاختطاف، قال "تومر فينبرغ" الجندي الذي اصيب خلال عملية الاختطاف، ويعتبر الناجي الوحيد من بين افراد القوة الاسرائيلية التي تعرضت للهجوم في حديث ادلى به يوم امس لصحيفة يديعوت احرونوت.
وظهر "فينبرغ" في الجزء اول من السلسلة المكونة من ثلاثة اجراء بثتها السبت الماضي قناة الميادين اللبنانية، وهو يشرح بتوسع كبير مسار عملية الاختطاف ومجراها.
"من اللحظة الاولى ادركت انها نيران حزب الله ففتحت باب سيارة الهامر دون أن انظر الى أو على اصدقائي الذين كانوا في المقعد الخلفي وهربت" قال الجندي الناجي الوحيد.
وقال احد مقاتلي حزب الله ظهر هو الاخر في الفيلم المذكور "رأينا الجندي الجريح الذي هرب لكن تعليمات العملية لا تتضمن اسر مثل هذا الجندي، لذلك تركناه ولم نأخذه".
اعتقدوا أن الأمر يتعلق بمصور في التلفزيون الايطالي ظهر في الجزء الاول من فيلم "هذا ما جرى 2006" الجنرال احتياط "ايلي بن رؤفان " في مقابلة موسعة الى جانب رئيس الاستخبارات العسكرية "امان" السابق الجنرال "عاموس يدلين" ووزير الجيش السابق عمير بيرتس اضافة للجندي "فينبروغ".
وانتهى الجزء الاول بتقديم وتمهيد لجزئين آخرين سيتم بثهما ويتضمنان مقابلة مع وزير الخارجية السابق "تسيفي ليفني" وسيجري بث الجزء الثاني السبت القادم على ان يكون الثالث بعد اسبوعين، وتضمن الفيلم بكافة اجزائه كلمة شكر وجهها معدو الفيلم في بدايته ونهايته الى سم الاعلام التابع لحزب الله وذلك كما يبدو لازالة أي شكل حول دوره في اعداد الفيلم.
واكد رئيس الاستخبارات العسكرية السابق" عاموس يدلين" في تصريح ادلى به يوم امس لصحيفة "يديعوت احرونوت" انه لم يجر مطلقا أي مقابلة صحفية مع قناة الميادين التي استخدمت مقاطع من مقابلات سابقة اجراها مع التلفزيون الاسرائيلي.
لكن ما قاله الجندي "فينربغ" يوم امس تلقي ضوءا اخر على حقيقة ما جرى.
"توجه إلي في شباط الماضي صحفي ايطالي يدعى ميكلا موني وقدم نفسه كصحفي يعمل في وكالة الانباء الايطالية "انسا" القائمة في روما وطلب مقابلتي للحديث عن عملية الاختطاف فرفض طلبه عدة مرات لان اعادة سرد ما جرى سيزيد من سوء وضعي النفسي والجسدي، ايضا لكن الصحفي الايطالي لم يتراجع وفي نهاية الامر وافقت على المقابلة وحين وصل الى بيتي قال: انه يقيم في القدس وقد وصل الى هنا خصيصا- لان الشعب الايطالي معني جدا في التعرف وفهم ملابسات الاختطاف".
وقال الجندي "فينبرغ" ان المقابلة استمرت لاكثر من ساعة توسل له بعدها الصحفي للموافقة على اجراء جلسات تصوير اخرى، على خلفية فيلم سابق يوثق عملية الاختطاف بثه سابقا حزب الله وظهر الجندي فيه لكن "فينبرغ" رفض هذا الطلب بشدة.
"قال الصحفي الايطالي ان منتج الفيلم يصر على تصويري على خلفية الفيلم وعرض عليّ 2000 دولار مقابل موافقتي على ذلك، لكنني رفضت ذلك وقلت له لا يمكن ان افعل ذلك"، اضاف الجندي فينبرغ.
واعترف عمير بيرتس وتسيفي لفيني يوم امس بتعرضهم للخداع، حيث قيل لهم ان المقابلات معدة لشبكة "بي بي سي" البريطانية والتلفزيون الايطالي ولم يبلغهم في أي مرحلة من المراحل ان التصوير يجري لصالح حزب الله.
وبدوره قال الصحفي الايطالي انه تلقى يوم امس اتصالات هاتفية غاضبة من قبل الناطقين بلسان اثنين من الساسة الاسرائيليين، الذين ظهروا في الفيلم وقالوا لي موبخين "كيف فعلت ذلك بنا كيف لم تبلغنا ان المقابلات لصالح محطة تلفزيون تابعة لحزب الله؟".
"حتى انا لم اكن اعلم ان المقابلات التي ارسلت لاجرائها في اسرائيل مخصصة لحزب الله، حيث قال لي منتج الفيلم احمد البرغوثي انه يقوم باعداد المقابلات لصالح برنامج في شبكة "بي بي سي" وفضائية الجزيرة وانا سبق لي ان عملت كثيرا مع هذا المنتج، لذلك وافقت على اداء المهمة" اضاف الصحفي الايطالي وفقا لما نقلته صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية على لسانه.
واكدت وكالة الانباء الايطالية "انسا" ان الصحفي "ميكلا موني" يعمل لديها.
"ارسلنا موني لاجراء مقابلات تتعلق بعملية اختطاف جنود الجيش الاسرائيلي وهذه المقابلات لم نقم ببثها عبر وكالتنا.
واخيرا رفض المنتج الفلسطيني "احمد برغوثي" يوم امس ان يتحدث مع صحيفة "يديعوت احرونوت".