الإثنين: 30/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤتمر يوم القدس يبحث الحفريات في القدس ويوصي بدعم المفاوض والتأكيد على عروبة وإسلامية القدس

نشر بتاريخ: 25/11/2007 ( آخر تحديث: 25/11/2007 الساعة: 19:18 )
القدس- معا- أوصى المشاركون في مؤتمر يوم القدس التاسع الذي عقدته جامعة النجاح الوطنية إلى ضرورة الاستمرار في عقد مؤتمر يوم القدس في كل عام، و إعطاء أهمية لهذا اليوم وتوجيه جميع المؤسسات الفلسطينية الأكاديمية وغيرها للاحتفال بيوم القدس وجعلها في وجدان أبناء الشعب الفلسطيني، كما أوصى المؤتمرون بتوجيه الدعم الكامل للمفاوض الفلسطيني في مفاوضاته العسيرة مع الطرف الآخر والتأكيد على عروبة القدس وإسلاميتها، والتركيز على وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية على أن القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية.

وقد دعا المشاركون إلى ضرورة إنشاء شبكة تعاون مع المؤسسات العربية والإسلامية الداعمة للقدس والمشاركة الفاعلة في جميع الأنشطة التي تقام حول المدينة، وإنشاء شبكة معلومات الكترونية للتعريف بالقدس يكون مصدرها البحث الدقيق والمعلومات التي تكشف زيف الادعاءات الصهيونية حول المدينة، وضرورة إيصال الصوت الفلسطيني والعربي إلى المحافل الدولية التي تعالج موضوع القدس، ويجب تشكيل جبهة إسلامية مسيحية للدفاع عن الأقصى وإحباط المخططات الصهيونية تجاهه وإنشاء المراكز المتخصصة في موضع القدس، وطباعة الأوراق المقدمة في كتاب يحمل اسم " الحفريات الإسرائيلية في القدس وعلاقتها بالهيكل المزعوم".

وكان المؤتمر قد عقد برعاية الأستاذ الدكتور رامي الحمد الله رئيس الجامعة، وبمشاركة مجموعة من الباحثين الفلسطينيين من مختلف الجامعات الفلسطينية وبحضور معالي وزير الأوقاف السيد جمال بواطنة، والسيد مهدي عبد الهادي رئيس الجمعية الفلسطينية الأكاديمية باسيا، وعدد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين وممثلين عن المؤسسات الرسمية والشعبية وممثلي المؤسسات الدينية في فلسطين، إضافة لأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية في الجامعة. وقد شارك في هذا المؤتمر الشاعر سميح قشوع حيث ألقى العديد من القصائد لمدينة القدس حيث نالت إعجاب المشاركين.

وفي بداية المؤتمر تحدث الأستاذ الدكتور خليل عودة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عن أهمية الموضوع الذي يتناوله المؤتمر حيث تعتبر قضية الحفريات الإسرائيلية في القدس من القضايا المعقدة خاصة وان الاحتلال يسعى من خلال هذه الحفريات إلى زعزعة أساسات المسجد الأقصى لا البحث عن الهيكل المزعوم الذي يدعون انه يقع تحت بناء السجد.

وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ألقى الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة كلمة رحب فيها بالحضور جميعا لمشاركة جامعة النجاح الوطنية بيوم القدس الذي توليه عمادة كلية الآداب في الجامعة كل الأهمية وتحرص على عقده في كل عام من أجل القدس، مدينة الإسراء والمعراج وحضن الأقصى والصخرة المشرفة.

وقال: " قرأنا تاريخ هذه المدينة المقدسة منذ أقدم العصور مروراً بأعمال عبد الملك بن مروان وابنه هشام بن عبد الملك، والناصر صلاح الدين، والتاريخ الحديث، وإصرار القائد الراحل الشهيد ياسر عرفات على ثبات عروبتها لتكون عاصمة دولة فلسطين، ورغم أن هذه المدينة تتعرض على مر السنين لحوادث الزمن بشرياً وطبيعياً، إلا أنها بقيت بحفظ الله ورعايته بؤرة اهتمام الديانات السماوية ومعتنقيها، ولكن في السنوات الأخيرة تتعرض لأعمال الحفر والتنقيب بحثاً عن الهيكل المزعوم، لتنال الحفريات من الأماكن المقدسة وعروبة المدينة الخالدة، وللأسف فإن كل وسائل الإعلام تنشر هذه الأحداث ولا يسمع سوى الاحتجاج والتعليق والتحليل الإخباري والسياسي والعمراني".

وأضاف إن جامعة النجاح الوطنية وهي كبرى جامعات فلسطين تقيم في كل عام يوم القدس من منطلق المسؤولية والواجب لتشخيص الواقع في مأساة القدس، والمأساة التي تفوق التصور والعقل فبالإضافة إلى أعمال الحفر والتنقيب فهي محاصرة بسور يطوقها، ليقتل فيها السلام وتحدد العبادة وبهذا فالفلسطيني والعربي لا يستطيع الوصول إليها، وكل شيء فيها يتغير على مرأى ومسمع كل العرب والمسلمين، حتى العولمة التي تجمع العالم في قرية صغيرة لا تهتم بها، فهي أسيرة لشعب أسير محاصر بين النهر والبحر والأسوار والبوابات، في ظل مفارقات العصر الذي نعيش فيه.

واعتبر الحمد الله أننا في هذا المؤتمر أمام صراع حضاري ومعرفي حول القدس، ومن يمتلك المعرفة، يمتلك وسائل الإقناع ومن هنا يأتي دوركم في زيادة الوعي والتنبيه إلى واقع القدس ماضياً وحاضراً، حتى نكون مسلحين بالمعرفة التي نواجه بها الآخر الذي يتحدث عن كل شيء إلا الاحتلال، وكأن الاحتلال قد مُحي من ذاكرة هذه المدينة وأهلها.

إننا في هذا المؤتمر الذي تناول موضوع الحفريات الإسرائيلية نؤسس لمنهج جديد في التعامل مع القضايا المصيرية مثل القدس زهرة المدائن وعاصمة الروح والقلب للفلسطينيين والعرب مسلمين ومسيحيين، وقد فرضت المدينة نفسها في ملتقى القدس الدولي في مدينة اسطنبول قبل أيام، وبعد أيام قليلة توضع على طاولة المفاوضات في مؤتمر السلام في أنابوليس، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يسدد خطى الفريق الفلسطيني المفاوض لتعود البشرى للمدينة المقدسة.

أما معالي الوزير الذي بدأ كلمته بتقديم الشكر لجامعة النجاح لما تقوم به من عقد الكثير من المؤتمرات وورش العمل واللقاءات والتي تسهم بشكل كبير في التأسيس لمرحلة جديدة من مراحل الشعب الفلسطيني والتي تقوم على تأسيس لدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأشار في كلمته أن التاريخ لم يسجل كما سجل لليهود من افتراء وكذب على التاريخ لان تاريخهم قائم على التزوير والفساد وأكثر ما تثير الحقد في نفوسهم رؤية المسجد الأقصى وقبة الصخرة لأنها تدلل على تاريخ مشرف وكذلك كنيسة القيامة التي تشير إلى تاريخ قديم قدمها، وفي كلمته التي اتهم فيها الإسرائيليين باستمرار الحفريات في محيط وتحت المسجد الأقصى اعتبر أن اليهود ومنذ اليوم الأول لاحتلالهم لفلسطين يقومون بالحفريات بحثا عن هيكلهم المزعوم الذي لن يحصلوا على اثر له لقناعاتهم انه لا يوجد ما يدلل على وجوده هناك ولكن هدفه الأساسي هو زعزعة الأساسات للمسجد.

وقد تطرق الوزير خلال كلمته إلى المؤتمر المرتقب عقده في مدينة انابوليس في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية حيث قال: ذاهبون إلى انابوليس متسلحين بثوابت شعبنا ولا احد على الإطلاق يخطر بباله التنازل عن شبر واحد من تراب هذه الأرض، ولم يسجل التاريخ أن احد من قادة هذا الشعب فرط بذرة من ترابها الطاهر. وأضاف أن الشعب الفلسطيني خذل غير مرة في السابق من مختلف الجهات من خلال إنشاء العديد من المؤسسات والهيئات التي أقيمت لتحرير القدس ولكنها سرعان ما تحولت إلى غثاء.

ونعى معالي الوزير سيادة الرئيس ياسر عرفات التي قال فيه لقد عاش ومات وهدفه في هذه الحياة واحد هو تحرير القدس ورؤيتها عاصمة أبدية لدولة فلسطين المستقلة، وأضاف أن الرئيس أبو مازن يضع نصب عينيه تحرير المدينة المقدسة والسجد الأقصى وإقامة دولتنا فوق كامل التراب الفلسطيني.

أما الدكتور مهدي عبد الهادي فقد تحدث في كلمته عن الإطار العام لقضية القدس على المستوى الإقليمي والبعد الإقليمي للقضية والنظام العربي لقائم وما يترتب عليه من فجوة عميقة في المواقف العربية. ولكنه أشار أن هناك صحوة إسلامية قديمة تسعى للحفاظ على المدينة المقدسة، وأشار في كلمته أن اليهود لا يريدون إلا صوتهم الذي يعلو ويحاولون طمس جميع الحقائق دون ذلك. وتناول في حديثة الواقع العربي من احتلال العراق إلى التجربة اللبنانية إلى الحرب الإسرائيلية اللبنانية المواقف العربية تجاه الحفاظ على القدس مدينة عربية إسلامية.

وقد تخللت الجلسة الأولى العديد من أوراق العمل وقد ترأسها د. علي السرطاوي عميد كلية القانون في الجامعة حيث قدم د. سعيد البيشاوي ورقة العمل: القدس في النصف الأول من القرن الثاني الميلادي، أما أ. سميح حموده: فتناول: الآثار والهوية الإسرائيلية، والأستاذ. محمد الهندي: تحدث عن: الجهات العاملة لبناء الهيكل، أما د. هيثم الرطروط فشرح هوية المسجد الأقصى الإسلامية من خلال نتائج الحفريات ود. محمد العلامي تنول قصة: الهيكل بين التوراة ومعطيات علم الآثار، وأ. محمد ذياب أبو صالح نوان شرح موضوع الحفريات الإسرائيلية وعلاقتها بالهيكل المزعوم.

أما الجلسة الثانية فقد أدارها د. سعيد البيشاوي وتحدث فيها د. فيصل طحيمر عن المسجد الأقصى بين المحافظة على التقديس ومواجهة التدنيس، وتناول د. علي السرطاوي موقف القانون الدولي من الحفريات الإسرائيلية في القدس، وتطرق د. محمد مهدي إلى الهيكل المزعوم

أما د. غسان بدران فقد تناول الهيكل في التوراة، وورقة عمل بعنوان مواجهة الرواية اليهودية في بناء الهيكل، أما أ.د. محمد شريدة فتحدث بورقة بعنوان أقصانا لا هيكلهم.