القدس- معا - تحت غطاء "الترميم والدعم" وبطريقة الإغراء لمدارس القدس، تحاول سلطات الاحتلال فرض المنهاج الاسرائيلي على المدارس العربية عبر تقديم الأموال والحوافز لتلك المدارس التي تدخل المنهاج الى صفوفها.
وترفض شخصيات تربوية ومجتمعية فكرة تعليم المنهاج الاسرائيلي للطلبة المقدسيين باعتباره مقدمة لمسح الارتباط بالهوية العربية ومقدمة لسيطرة الاحتلال على ركن مهم من أركان المجتمع المقدسي.
وفي لقاء مع عدد من المختصين في هذا الشأن..يحذر المختصون من خطورة المنهاج الاسرائيلي على الجيل الحالي ويرفضون محاولة الاحتلال فرضه عليهم باستخدام الأموال والدعم المادي.
المحامية نسرين عليان: يجب توزيع الدعم حسب الحاجة وليس حسب المنهاج
نسرين عليان المحامية في جمعية حقوق المواطن قالت:" ان احدى أساليب الضغط على المدارس بالقدس لتعليم المنهاج الاسرائيلي هو التحكم بتوزيع الميزانيات على المدارس، فخلال توزيع الميزانيات للعام الدراسي القادم أقر "المكتب المختص بشؤون القدس" في الحكومة الإسرائيلية 20 مليون شيكل، لدعم ترميم المدارس في المدينة التي تدرس المنهاج الإسرائيلي."
وأوضحت عليان أن الجمعية بصدد تحضير توجه رسمي قانوني "للمكتب المختص بشؤون القدس" لمطالبته بإلغاء البنود والشروط المفروضة لتمويل ترميم المدارس، وأن يكون الدعم وفق الحاجة والمتطلبات والمعايير وليس حسب المنهاج الذي يدرس في المدارس، مضيفا أن الجمعية ستقوم بكافة الإجراءات القانونية المتاحة لتوزيع الدعم على المدارس حسب المعايير القانونية.
وقالت عليان:" ان السلطات الإسرائيلية توافق على تدريس المنهاج الفلسطيني في المدارس، ويجب أن توفر السلطات الإسرائيلية لكل طالب البيئة الدراسية الملائمة، والتعليم بالطرق الحديثة دون شرط أو قيد."
وأوضحت عليان أنه ومع بداية العام الدراسي الجديد سيكون هناك 19 مدرسة في القدس ( 10 تابعة للبلدية و9 مدارس خاصة) تدرس المنهاج الاسرائيلي في مدارسها، من أصل 180 مدرسة.
وقالت:" شرط توزيع ال20 مليون شيكل، هذا يعني أن 160 مدرسة لن تحصل على الدعم اللازم والضروري لانها لا تقوم بتدريس المنهاج الاسرائيلي، متسائلة:" هل هذا تصنيف عقلاني وقانوني، انما وسيلة ضغط واغراء للانتقال واعتماد المنهاج الاسرائيلي في مدارس القدس"؟.
وأكدت عليان أن البلدية أهملت خلال السنوات الماضية احتياجات المدارس التابعة لها في القدس، من حيث ترميم المدراس والاحتياجات الضرورية ووجود العديد من المدارس غير مطابقة للمعايير، واليوم وبصورة غير قانونية تشترط الترميمات بتدريس المنهاج الاسرائيلي.
احتياجات ملحة
وأضافت عليان أن هناك نقصا يقدر بـ 2000 غرفة صفية في القدس، ويوجد 700 غرفة صفية غير مطابقة لمعايير التعليم الخاص بالمدارس، أما نسبة التسرب في المدينة فهي الأعلى في المنطقة حيث بلغت 33%، وحسب دراسات البلدية فإن مدارس المدينة بحاجة الى 15 مليون شيكل سنويا لبرامج الحد من التسرب، الا ان البلدية تقدم فقط 3 مليون شيكل.
زياد الشمالي: لن نقبل بالمنهاج الاسرائيلي مهما بلغت الاغراءات الاسرائيلية
من جهته أكد زياد الشمالي رئيس لجنة أولياء الأمور في المدارس التابعة لبلدية القدس ووزارة المعارف، أن لجان أولياء أمور الطلبة ستبقى مدافعة عن المنهاج الفلسطيني في مدارس القدس، مهما بلغت الإغراءات الإسرائيلية أو التهديد لمحاولات فرض المنهاج الإسرائيلي.
وأوضح الشمالي انه وحسب القوانين الإسرائيلية فإن البلدية ووزارة التعليم لا تستطيع استبدال منهاج مكان الآخر الا بموافقة أولياء الأمور الطلبة، ثم موافقة مدير المدرسة، وعليه ستكون لجان أولياء الامور الحصن والحامي للمنهاج الفلسطيني في القدس.
وقال الشمالي:" للأسف هناك البعض في القدس يطالبون بتدريس المنهاج الاسرائيلي، وأن يكون "البجروت" بديلا عن التوجيهي، لاعتقادهم أنه يوفر لهم الفرص الأفضل بسوق العمل، والتعليم الجامعي خاصة لمن يريد الالتحاق بالجامعات الاسرائيلية، ناهيك عن وجود بعض الاشخاص المنتفعين الذين يحاولون الترويج للمنهاج الاسرائيلي لأسباب تجارية أو خاصة.
وأضاف الشمالي ان لجان اولياء الأمور سيقومون يتوزيع نشرات توعوية للطلبة المقدسيين عبر وسائل الاتصال الاجتماعي ووسائل الاعلام، عن التعليم
والالتحاق بالجامعات، وعلى سبيل المثال:" أي طالب يلتحق بالجامعات الإسرائيلية (سواء كان أجنبي أو يهودي أو فلسطيني) عليه تقديم امتحان بسيخومتري وحسب علامة الامتحان يتم توزيعهم.
وحذر الشمالي من استهداف المدارس الخاصة في القدس والتي تتقاضى من وزارة التربية الاسرائيلية مخصصات شهرية عن كل طالب ما بين 650-1200 شيكل، - حسب المراحل التعليمية-، بمحاولة فرض المنهاج الإسرائيلية بها.
عبد القادر: على السلطة مسؤولية... ونحن نثق بلجان أولياء الأمور
حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح ووزير القدس الأسبق قال :"ننظر بعين الخطورة الى ما تقوم به اسرائيل للعبث بالبنية التعليمية في القدس من خلال محاولة إغراء المدارس الفلسطينية بالأموال لمحاولة إلغاء المنهاج الفلسطيني واستبداله بالإسرائيلي، ويعتبر هذا جزءا من تهويد القدس."
وأضاف عبد القادر:" أن هذه الحرب جزء من تهويد مدينة القدس، والتعليم يشكل مناعة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي ومحاولة المس بالتعليم الفلسطيني في المدينة منعطف خطير وله تداعيات خطيرة على مستقبل المدينة وعروبتها."
وشدد عبد القادر على ضرورة تخصيص السلطة ميزانية واضحة وثابتة لمدينة القدس لدعم قطع التعليم بشكل خاص، وزيادة مخصصاتها والتزاماتها للمدارس في المدينة لعدم توجه الإدارات للبلدية الاسرائيلية للحصول على اموال وبالتالي الوقوع في شباك المنهاج الإسرائيلي".
وقال عبد القادر:" قطاعا التعليم والصحي هما أخر القلاع الفلسطينية الباقية في القدس، والمحاولات الاسرائيلية لهدمهما يعني تحقيق معظم أهدافه في تهويد المدينة وأسرلة مؤسساتها".
وأكد عبد القادر أن اتصالات مكثفة تجري مع السلطة الفلسطينية، للاطلاع بمسؤوليتها تجاه المدارس في المدينة.
أما بشأن المدارس التابعة لبلدية الاحتلال ووزارة المعارف في القدس، ناشد عبد القادر لجان أولياء أمور الطلبة والطلبة انفسهم من خطورة استبدال المنهاج الفلسطيني بالاسرائيلي سواء بالترغيب أو الترهيب، وقال:" نحن على ثقة بلجان أولياء أمور الطلبة في مدارس البلدية وحرصهم على الطلاب وتعليم المنهاج الفلسطيني في المدارس."
وزارة التربية والتعليم العالي ترفض
ورفضت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، التي تحاول سلطات الاحتلال بموجبها مقايضة السماح بترميم المدارس العربية وتأهيلها في القدس باستخدام المنهاج الإسرائيلي ووقف العمل في المنهاج الفلسطيني.
وأكدت الوزارة في بيانها أن هذا التوجه يشكل إعلان حرب على الهوية الفلسطينية العربية للمدارس المقدسية، ومحاولة مقصودة لتهويد تلك المدارس ومصادرة أبسط حقوق الإنسان والمواثيق الدولية التي تكفل حق المجتمعات المحتلة في الحفاظ على هويتها وحريتها في اختيار ثقافاتها ومناهجها.
تقرير ميسا ابو غزالة