مدرسة الأمهات تعقد مؤتمرا تعليميأ بعنوان المناهج التعليمية والواقع الفلسطيني
نشر بتاريخ: 26/11/2007 ( آخر تحديث: 26/11/2007 الساعة: 17:15 )
رام الله- معا- دعا تربويون وباحثون إلى إجراء تقييم للمناهج الفلسطينية بعد انقضاء فترة كافية على المباشرة بتدريسها لإعادة تطويرها وتجاوز بعض الثغرات التي اتضح بعضها خلال الفترة التي أعقبت اعتمادها
وأشاروا إلى أن عملية التقييم تحتاج الى انقضاء وقت كاف رأوا انه قد يمتد حتى العام كي يصبح ناجعا وعلميا دقيقا ونوهوا خلال مؤتمر حول المناهج الفلسطينية نظمته جمعية مدرسة الأمهات في مدرجات الشهيد ظافر المصري في جامعة النجاح الوطنية الى غياب المنطلقات والفلسفة الموحدة وما ترتب عليه من نقل رسائل مزدوجة للطلبة ارتباطا بالعديد من القضايا كتلك المرتبطة بالمرأة وحقوق الإنسان وأكد المشاركون ضرورة التركيز على التفكير الإبداعي والنقاش والابتعاد عن التلقين وتحييد العملية التعليمية عن كافة التجاذبات السياسية وتكريس المهنية في التعاطي مع هذه القضية
وقد شارك في المؤتمر الأستاذ علي مناصرة مدير عام المناهج الإنسانية ممثلا عن وزارة التربية والتعليم العالي والدكتورمحمد حنون نائب رئيس جامعة النجاح الوطنية للشؤون الإدارية وسحر عكوب مديرة مديرية التربية والتعليم في محافظة نابلس و ماجدة المصري رئيسة جمعية مدرسة الأمهات ولواحظ عبد الهادي عضو الهيئة الإدارية للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في الضفة ودلال سلامة رئيسة الهيئة الإدارية للاتحاد في نابلس وحشد كبير من ممثلي وممثلات المؤسسات والمراكز والأطر النسوية والوطنية وحشد من المعلمين والهيئات التدريسية والتربوية وفي حفل الافتتاح رحبت عالية الجيعان عريفة الحفل بالحضور وعرضت أهداف المؤتمر و العناوين والموضوعات التي سيناقشها المؤتمر وكانت كالتالي انعكاسات الواقع السياسي على العملية التعليمية في فلسطين فلسفة المناهج الفلسطينية مقارنة بسابقتها صورة المرأة في كتب اللغة العربية والتربية المدنية للمرحلة الأساسية والتجربة الفلسطينية في إدماج حقوق الإنسان والمواطنة في المناهج التعليمية .
واعد هذه الأوراق وقدمها كل من الباحث زياد عثمان ،وعميد كلية العلوم التربوية في جامعة النجاح الوطنية صلاح ياسين والمحاضرة في كلية العلوم التربوية علياء العسالي ومدير عام المناهج الإنسانية في وزارة التربية والتعليم العالي علي مناصرة.وأدار جلسات المؤتمر المشرفة التربوية أمل صوفان والمحامية لينا عبد الهادي والمقررة مها عبد المنعم.
وأكد حنون اهتمام جامعة النجاح الوطنية بالمناهج الفلسطينية موضحاً أن الجامعات هي الأكثر إدراكا وتحسسا لكل ما يصيب المناهج التعليمية سواء أكان ذلك سلبياً أم إيجابياً،وأشار في كلمته في جلسة الافتتاح أهمية ومركزية الشراكة في التفكير والرأي والعمل كأساس لتحقيق أفضل النتائج فيما يتعلق بالعملية التعليمية، لافتاً إلى اهتمام جامعة النجاح الوطنية بكل ما يجري ارتباطاً بالمناهج وغيرها من القضايا التعليمية والتربوية في فلسطين.
وتحدثت ماجدة المصري عن برنامج مدرسة الأمهات باعتباره أحد أبرز البرامج الناجحة لأطر ومؤسسات الحركة النسائية في محافظة نابلس لملامسته احد أولويات احتياجات المرأة الفلسطينية ألا وهو التمكين في مجال التعليم لقطاع نسائي واسع هو ربات البيوت والأمهات الشابات ، ثم عرضت آلية عمل مدرسة الأمهات وبعضاً مما حققته وتسعى لتحقيقه، لافتة إلى إنها تمكنت حتى الآن من تخريج ( تأهيل ) ما مجموعه 928 سيدة في 11 موقعاً وتسعى للوصول إلى توسع رقعة نشاطها لمزيد من التجمعات السكانية.
هذا وتقوم فكرة مدرسة الأمهات، التي بادر اتحاد لجان العمل النسائي لإنشائها عام 1999م، على تأهيل الأمهات وربات البيوت ورفع قدراتهن التعليمية في اللغتين العربية والانجليزية والرياضيات كي يتمكن من مساعدة أبنائهن في الدارسة. وتم لتحقيق هذه الغاية إعداد مناهج خاصة لهذه المدرسة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم جرى اشتقاقها من مناهج الطلبة المعتمدة.
وأكد مناصرة دور التعليم كأداة في عملية التنمية وترسيخ الهوية الوطنية، لافتاً إلى التحديات والمعيقات التي واجهت وضع المناهج الفلسطينية التي شكلت واحداً من أبرز الاهتمامات الفلسطينية بعد قيام السلطة الوطنية.
ونوه إلى انه سيتم تقييم المرحلة الأولى من اعتماد المناهج لإجراء التطوير أينما تطلب الأمر ذلك.
واستعرض الأسس التي استند إليها المنهاج الفلسطيني والمحاور الحقوقية التي تضمنها منهاج التربية المدنية وما يرمي لتحقيقه على هذا الصعيد من احترام للحريات وتكريس للقانون والعدالة الاجتماعية.
وأشار عثمان إلى ما عانته العملية التعليمية في فلسطين من آثار عميقة ومتراكمة بسبب ما اتبعه الاحتلال الاسرائيلي وما سبقه من احتلالات إزاء هذه القضية.
وأشار إلى سياسة التجهيل التي اتبعها الاحتلال الإسرائيلي في التعاطي مع الشعب الفلسطيني من خلال المناهج وإخضاع المؤسسة التعليمية لسلطته واعتماده سياسة تقوم على العنصرية في التعاطي مع سكان القدس والمناطق التي احتلت عام 1948م في الموضوع التعليمي.
وأوضح أن سلطات الاحتلال أغلقت خلال الانتفاضة الأولى، ما مجموع 1174 مدرسة، كما عمدت لإغلاق كافة الجامعات ما ألحق أضراراً جسيمة بالعملية التعليمية .
وأضاف: " ذات الأمر تكرر بصورة مماثلة خلال انتفاضة الأقصى حيث استهدف الاحتلال مجدداً المؤسسات التعليمية والمدارس وأغلق وفقاً لإحصاءات وزارة التربية والتعليم ما مجموع 498 مدرسة وقصف 297 مدرسة وحول 3 مدارس لثكنات وقتل 676 طالباً ومعلماً وإدارياً وأصاب واعتقل أضعاف هذا الرقم " .
ونوه إلى الأوضاع التعليمية في مدينة القدس، لافتاً إلى دارسة كانت أعدتها مؤسسة عدالة العام 1999أظهرت أن نسبة التسرب من المدارس بلغت 22% من طلبة القدس، وقال: " أن أثر الاحتلال على العملية التعليمية في فلسطين لم يتوقف " .
وأشار إلى العنصر الذاتي والسعي الفلسطيني الذي أعقب قيام السلطة الوطنية لتحرير العملية التعليمية وتخليصها من الإلحاق الذي حاول الاحتلال فرضه مؤكداً أهمية ما أنجز على هذا الصعيد.
ونوه إلى أن هذه العملية ورغم إيجابياتها إلا أنها عانت من بعض الثغرات تمثل أبرزها بضعف المعايير المهنية، ما قاد لانعكاسات سلبية برزت بوضوح خلال فترة الحكومة العاشرة وعقب سيطرة حماس على غزة، حيث بات الأثر الحزبي السياسي واضحاً على المسيرة التعليمية.
واستعرض ياسين جملة من المعيقات التي واجهت وضع المناهج الفلسطينية لافتا إلى الدور الإسرائيلي والحرب الذي شنها بهذا الخصوص.
وأشار إلى أن بعض الدول المانحة أوقفت ما كانت أقرته من مساعدات لانجاز مناهج فلسطينية بسبب الحملة التي شنتها إسرائيل ضد السلطة الفلسطينية و المناهج الفلسطينية قبل أن يقر أو ينجز شيء منها ووصف وضع مناهج فلسطينية لمختلف المراحل بأنه أهم مشروع أنجزته السلطة الوطنية .
ورأت العسالي أن صورة تقليدية نمطية وغير عادلة للمرأة مقارنة بالرجل قد برزت في كتب التربية المدنية واللغة العربية الخاصة بطلبة الصفوف الأساسية التي أخضا عتها الباحثة لدارسة محتوى.
وعمدت الباحثة لدارسة محتوى هذه المناهج استناداً لعدد من المتغيرات والقضايا المتعلقة بصورة المرأة داخل الأسرة وتوزيع الأدوار بين الجنسين وتقلد الوظائف والمهن.
وأشارت إلى أن الصورة التي قدمتها المناهج ( سالفة الذكر ) للمرأة داخل الأسرة تعزز الصورة التقليدية النمطية، أما فيما يتعلق بتقلد الوظائف فإن نحو 75% من مجمل النصوص والصور تتحدث عن الرجل أما الباقي المرتبط بالمرأة فإنه جاء لتعزيز الصورة التقليدية حيث كان يتم تقديم المرأة كمعلمة أو طبيبة فقط .
وقالت: " فقط في ما يتعلق بالتربية والتعليم كانت هناك عدالة في توزيع الأدوار بين الجنسين، حيث نجد دوراً لكلا الجنسين في كافة النصوص والصور الواردة في المناهج ارتباطاً بذلك " .
وأضافت : " بالمجمل فإن صورة المرأة كانت ممثلة في هذه الكتب ولكنها لم تكن ممنهجة وعادلة " .
في نهاية المؤتمرعرضت نائبة رئيسة جمعية مدرسة الأمهات ريما نزال التوصيات التي خرج بها المؤتمر وأبرزها:
1.إجراء تقييم للمناهج الفلسطينية بمشاركة ذوي الاختصاص والمعنيين من المجتمع المدني في عملية التقييم
2.أبعاد العملية التعليمية عن التجاذبات السياسية
3.العمل على منهجة الصورة الايجابية لدور المرأة في كتب اللغة العربية والتربية المدنية في الصفوف الأساسية
4.أن تعمل الوزارة على برنامج تدريبي مهني للمعلمين لمادة التربية المدنية باعتبارها مقومة وأساسا لتكريس القانون والعدالة الاجتماعية واحترام الحريات.
5.تعميم برنامج مدرسة الأمهات في سائر المحافظات