الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

كرة السلة الفلسطينية مــن كوكــب اخـــر

نشر بتاريخ: 09/08/2016 ( آخر تحديث: 09/08/2016 الساعة: 16:29 )
كرة السلة الفلسطينية مــن كوكــب اخـــر
بقلم : كريم شاهين

يبدو ان اتحاد كرة السلة والاندية واللجنة الاولمبية يعيشون في كوكب وزمان اخر، فقد كثرت وتكررت الاجتماعات بين اللجنة الاولمبية والاندية والاتحاد فتمخضت عنهم قرارات غير ملزمة وتوصيات هشة، فزادت الاعتراضات والانسحابات والاعتداءات والخسائر بالاخفاقات ..الخ.

وبحسب الاجتماع الاخير فقد تمخض وولد فأرا، واتضح انه كان عبارة عن دردشة وتسلية بين الاطراف المجتمعة، والتصريحات والقرارت كانت عبارة عن تناقضات وتوصيات هشة وقرارات غير ملزمة، والسبب يعود الى ضيق افق وقلة فهم في اللوائح والتعليمات للاتحاد الدولي، وهناك محاباة وضبابية مقصودة وتوجه الى انهاء الدوري بكل الطرق ضاربين عرض الحائط اي منطقية ونصوص قانونية في حل الاشكاليات التي عصفت بدوري الممتازة، وانهاء دوري الاولى بمخاض عسير تخلله انسحابات واعتداءات بدون عقوبات، حتى انه لم يتم صياغة ووضع نظام عقوبات مبسط ومؤقت "للجنة الادارية الحق في ذلك" كاجراء احترازي لعدم حدوث انسحابات واخفاقات واعتداءات مؤثرة في المستقبل.
ففي التصريحات والاقتراحات من امين عام اللجنة الاولمبية والاتحاد والتي تمخضت في الاجتماع الاخير، اظهرت ثغـرات واضحة فنية وقانونية وتناقضات وتوصيات غريبة‘ وبناء على هذا:

1) القانون الدولي بلوائحه وتعليماته يكفل ويؤكد على احترام القانون، فعدم احترام القانون هو الذي يؤدي الى مخالفته لعدم تطبيق اللوائح والتعليمات. والاندية والمعنيين يطالبون منذ سنوات بالعمل ضمن اللوائح والتعليمات بالاتحاد الدولي ولكن لا حياة لمن تنادي، فاحترام القانون لا يفرض الا بتطبيق العقوبات، والاتحاد له الحق بايقاع العقوبات المختلفة على كل المخالفين بحسب اللائحة الانضباطية والعقوبات التي يقرها مجلس الاتحاد. فكل ما يحصل من انسحابات واعتراضات واعتداءات وغيره هو محصلة طبيعية لغياب ذلك وهو من بديهيات عمل الاتحاد الاداري والفني. واجراءات الاعتراض واضحة في القانون الدولي ولا لبس فيها.

2) ما تحقق من انجاز في بطولة اسيا سببه واضح لا مجال للنقاش فيه ويعرفه القاصي والداني وهو وجود سني السكاكيني واللاعبين المغتربين جمال ابو شماله وغيره والمجنس عماد قحوش، وللاسف لم يتم الحفاظ على هذا الانجاز، والدوري لم يفرز لاعبين مميزين الا بعدد اصابع اليد، بالعكس الدوري اصلا لا يوجد به عدد كاف من اللاعبين في الاندية، اضافة الى ان من احترف بالخارج في المواسم السابق لاعب واحد فقط هو سني السكاكيني، بعكس فترة الثمانينات والتسعينيات والالفيه التي كانت فترة ازدهار وتطور كرة السلة الفلسطينية فقد احترف في الثمانينات عدد من اللاعبين كريم نفاع سمير حويله توفيق حنضل وغيرهم، اما بالالفية فقد احترف العديد من اللاعبين اذكر منهم موسى بشير زيد واسلام عباس قهار ابو ديه مراد البكري وعيسى كامل، هلاء اللاعبين كانوا نتيجة الازدهار في كرة السلة الفلسطينية من خلال التدريب والمباريات المتواصلة.

3) السلة الفلسطينية ليس بحاجة لجنة ادارية مكونة من الاولمبية والاندية والاتحاد ، بل هي بحاجة الى اتحاد قوي فعال مكون من اعضاء مؤهلين واصحاب خبرات"وهم كثر خارج اطار الاتحاد الحالي" لادارة الاتحاد القادم الذي سيعمل على اعداد اللوائح والتعليمات المناسبة ويشكل اللجان المعنية لانها من ابجديات عمل الاتحادات، والاهم هوعمل استراتيجية لتطوير كرة السلة خاصة بما يتعلق بمجال الميني باسكت والفئات العمرية والدوريات لهذه الفئات ومنتخباتها وغيرها.
اما تناقضات والتفاف رئيس الاتحاد: فقد اكد على الاستعداد للاتفاق مع جميع الأندية حول رؤية موحدة تستند في مضمونها إلى قوانين اللعبة، وان الاتحاد يحتفظ بحقه بإصدار العقوبات بحق كل من يخالف القانون.

بناء على هذا: فمن الاساس وقبل بداية اي موسم يجب ان يكون هناك اتفاق مع الجميع على رؤية تستند على اللوائح والتعليمات حسب الاتحاد الدولي وليس على السبهللة والفوضى، كما ان اللائحة الانضباطية والعقوبات كان يجب صياغتها قبل بداية الموسم وهي الاساس في اصدار العقوبات، وليس من حق الاتحاد الاحتفاظ وفرض عقوبات بدون اللائحة الانضباطية وعقوباتها فهذا مخالف للاتحاد الدولي.
اما امين عام الاتحاد: فقد افاد بترحيب الاتحاد بتشكيل أي لجنة لمناقشة كافة الأمور المتعلقة باللعبة، وعقد جلسة مع الهيئة العامة بعد ختام المنافسات لتقييم سير مجريات كافة الأحداث، ورفع الظلم عن كل من تعرض له.

بناء على هذا، فانه من غير المنصف ومن غير المنطقي ان يتم اتخاذا قرارات بالامور العالقة مثل نتائج المباريات و العقوبات وترحيلها لاخر الموسم الا اذا كان الاتحاد يريد ان ينتظر النتائج ومدى تأثيرها على الدوري والفرق لكي يكون هناك نوع من المد والجزر والعبث ومن ثم اتخاذ قرارات بها، فهذا يمكن يؤدي الى اشكاليات وخلافات كبيرة بين الاتحاد والاندية والحكام وغيرهم، فمن المحتمل حدوث سيناريوات في الدوري في المرحلة المقبلة كما يلي:

• ستكون نظرية المؤامرة واردة.
• تأثير عدم اتخاذ قرار بخصوص نتيجة مباراة بين فريقين على نفس الفريقين سواء بسلم الترتيب او بالهبوط.
• تأثير فوز او خسارة المتصدر "الذي ضمن الدوري" او الفرق مضمونة الترتيب على سلم الترتيب العام اوعلى الهابطين، فمن المرجح الاستهتار وعدم اشراك الفريق الاول في المباراة الهامشية له والمصيرية للفريق الاخر .
• الانسحاب متعمدا او عدم الحضور للمبارة لاحد الفرق لان نتيجته لا تؤثر عليه، لكن تؤثر على فرق اخرى سواء بالهبوط او بسلم الترتيب.
• خسارة المباراة بالاخفاق متعمدا لان نتيجة الفريق لا تؤثر عليه، ولكن تؤثر على الهابطين او على الترتيب.
• التعدي على الحكام او اللاعبين الاخرين وتأجيل عقوبتهم.

اتحاد من 5 اعضاء، اثنين منهم فقط يتصدران المشهد والقرارت، بدون نظام داخلي بدون لجنة ادارة البطولات باختصاصها وصلاحياتها الفنية والادارية والمالية، بدون لجنة انضباطية وعقوبات، بدون تعليمات صريحة مناسبة، بدون لجان عاملة وباهواء شخصية وبمحاباة وبقدرات فنية وادارية ضعيفة، مع لجنة الاولمبية غير قادرة على طرح حلول واقعية ومتينة لحل مثل هذه الاشكاليات بسبب عدم الاختصاص بكرة السلة، اضافة الى اندية همها الاول والاخير مصالحها باستثناءات قليل سيكون نتيجته ما يحصل من مهازل واستهتار.
كرة السلة الفلسطينية بحاجة وتستحق رجال قادرون على ادارة السلة بكفاءة بعيدا عن الجهل والمحسوبيات والالتفافات والعشائرية.