الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بوتين: أهداف روسيا وتركيا في سوريا متطابقة

نشر بتاريخ: 09/08/2016 ( آخر تحديث: 11/08/2016 الساعة: 09:41 )
بوتين: أهداف روسيا وتركيا في سوريا متطابقة
بيت لحم- معا- أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان خلال لقاء القمة في بطرسبورغ يوم الثلاثاء 9 أغسطس/آب، عزمهما التوصل إلى تفاهم مشترك للتسوية في سوريا.

وفي مؤتمر صحفي بعد المحادثات الواسعة النطاق، ذكر الرئيسان أنهما لم يتناولا المسألة السورية خلال المحادثات بمشاركة أعضاء الوفود، بل يخططان لعقد لقاء منفصل بمشاركة وزيري الخارجية وممثلي الاستخبارات لبحث سبل التسوية السورية بشكل مفصل.

وأكد بوتين أن تركيا تشاطر روسيا تفاهما بشأن ضرورة مكافحة الإرهاب.

وذكر الرئيس الروسي بأن مقاربات بلاده من سبل التسوية في سوريا لم تكن تتطابق دائما مع المقاربات التركية في السابق، لكنه شدد على أن لـ موسكو وأنقرة هدفا مشتركا في هذا السياق، هو تسوية الأزمة السورية. وشدد قائلا: "سنبحث عن حل مشترك".

واستطرد قائلا: "إننا ننطلق من استحالة التوصل إلى تحولات ديمقراطية إلا بالوسائل الديمقراطية. هذا هو موقفنا المبدئي".

وأعلن الرئيس الروسي عن وضع آلية لاستئناف التعاون الروسي التركي الاقتصادي خلال لقاء القمة الذي جمعه بنظيره التركي في بطرسبورغ الثلاثاء 9 أغسطس/آب.

وأوضح بوتين أن الطرفين يوليان الأولية لاستعادة المستوى السابق للعلاقات الثنائية، وتجاوز الأزمة التي تسبب بها إسقاط قاذفة "سو-24" الروسية في أجواء سوريا يوم الـ24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

بدوره شكر أردوغان الرئيس الروسي على الدعوة لزيارة روسيا وعلى حفاوة الاستقبال، ولفت أردوغان إلى أن زيارته لروسيا هي الأولى له خارجيا بعد الانقلاب الفاشل ليلة الـ 15 والـ16 من يوليو/تموز

ووصف أردوغان المحادثات الروسية التركية في بطرسبورغ بأنها كانت مفصلة وجوهرية، معيدا إلى الأذهان أنها أول محادثات بهذه الصيغة بعد "الحادث المعروف"، في إشارة إلى إسقاط القاذفة الروسية.

وأكد الرئيس التركي عزم البلدين على إيصال علاقاتهما إلى مستوى ما قبل الأزمة بل وإلى مستوى أعلى، مؤكدا وجود الإرادة السياسية اللازمة.

وقال ابوتين إن زيارة نظيره التركي إلى روسيا، رغم الفترة العاصفة التي تعيشها تركيا، تدل على الرغبة المشتركة في استئناف التعاون.

وقال بوتين في مستهل اللقاء الثنائي في مدينة سان بطرسبورغ يوم الثلاثاء 9 أغسطس/آب: "تدل زيارتكم الحالية، رغم الوضع السياسي الداخلي الصعب للغاية في تركيا، على رغبتنا المشتركة في استئناف الحوار واستئناف العلاقات التي تصب في مصلحة الشعبين التركي والروسي".

وذكّر بوتين بأنه كان من الأوائل الذين اتصلوا هاتفيا بالرئيس التركي بعد الانقلاب الفاشل، ليعبر عن دعمه في جهود تجاوز الأزمة السياسية الداخلية الناجمة عن محاولة الانقلاب ليلة 16 يوليو/تموز.

وأكد في هذا السياق الموقف الروسي المبدئي الرافض لأي أفعال منافية للدستور.

كما أعرب الرئيس الروسي عن أمله في أن ينجح الشعب التركي بقيادة أردوغان في تجاوز هذه الأزمة، وفي استعادة النظام العام والشرعية الدستورية في البلاد.

وأضاف قائلا: "ستتاح لنا اليوم إمكانية لنتحدث بمشاركة أعضاء الوفدين وبدونهم، بما في ذلك حول استئناف العلاقات التجارية والاقتصادية بيننا وحول التعاون في مجال محاربة الإرهاب". وأكد أن إتاحة مثل هذه الإمكانية تسره للغاية.

بدوره شكر أردوغان نظيره الروسي على إتاحة الإمكانية لعقد اللقاء الثنائي في الفترة التي وصفها بأنها "حساسة"، وأعرب عن ثقته بأن العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا، عادت إلى مسارها الإيجابي.

وذكّر الرئيس التركي بأنه سبق له أن اتفق مع بوتين على عقد لقاء ثنائي على هامش قمة العشرين المرتقبة في الصين في سبتمبر/أيلول. وتابع: "لكن كما تعرفون، إننا اضطررنا لتعديل خططنا قليلا بسبب ما حدث".

وكرر قائلا: "إنني أشكركم مرة أخرى على إتاحة الإمكانية لعقد الاجتماع، لأن العلاقات الروسية التركية دخلت في مسار إيجابي فعلا".

وتابع الرئيس التركي أن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من بوتين إثر محاولة الانقلاب الفاشلة، أسره وأسر السياسيين الأتراك والشعب التركي بالكامل. وأشار إلى المظاهرات الحاشدة التي خرجت في تركيا يوم الأحد الماضي، معتبرا أن هذه المظاهرات تظهر مدى رفض الشعب التركي لأي محاولات انقلابية، وتؤكد رغبته في الديمقراطية.

هذا وأعرب أردوغان عن ثقته بأن يساهم التعاون الروسي-التركي في حل العديد من قضايا منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف: "يتضمن جدول أعمال اجتماعنا مواضيع كثيرة تتعلق بالعلاقات الثنائية وتطويرها، لكن المنطقة أيضا تنتظر منا اتخاذ قرارات سياسية كثيرة". واستطرد: "إنني أؤمن بأن تعاوننا سيسهم بقسط كبير في حل العديد من القضايا بالمنطقة".

وتجري المحادثات في قصر قسطنطين بعزبة "ستريلنا" في سان بطرسبورغ بحضور وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف ومولود جاويش أوغلو، وهو أول لقاء بين الرئيسين منذ تدهور العلاقات الثنائية بسبب حادثة إسقاط قاذفة "سو-24" الروسية في سماء سوريا في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وبدأت عملية التطبيع بين موسكو وأنقرة في يونيو/حزيران الماضي إثر تقديم الرئيس التركي اعتذارا على إسقاط الطائرة الحربية التي كانت تشارك في عملية مكافحة الإرهاب في سوريا.