انجازات من رحم التضحيات
نشر بتاريخ: 10/08/2016 ( آخر تحديث: 10/08/2016 الساعة: 19:13 )
بقلم : ثائر رشاد الصغير
وكما تعودنا عودناكم, هكذا الاهلي عودكم على الانجاز بل وتكراره فكانت منصات التتويج صورة مكررة خمس مرات بظرف اقل من عامٍ ونصف, من بطولة لبطولة ومن انجاز لانجاز مرورا بمشاركة اسيوية عبَّر فيها الاهلي عن شخصية الاندية الفلسطينية المنافِسة بأبهى صور الكرامة والتحدي.
هكذا عودكم الاهلي ولكن على ماذا تعوَّد, نعم تعوّد الاهلي على كلمة "نعم" والموافقة على كافة الاشياء التي من شأنها رفعة الكرة الفلسطينية واخراجها بأبهى الصور يدا بيد مع توجيهات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي عرف الاهلي شريكا منجزا ومتخذا لكافة انواع التحدي من اجل الوطن, حتى وان كان ذلك دائما على حساب الاهلي نفسه وكوادره وجماهيره, فكان تعب وكان سهر ليكون انجاز.
لم تأتِ الانجازات سهلة كما يرى البعض بل جاءت مُرَّةً بطعم العلقم, من تضحيات اعداد متواصل بوصل المواسم دونما راحة تذكر بين معسكرات اعدادية وتجهيزات, الى القبول بظروف قاسية فرضها علينا واقعنا الفلسطيني السياسي, وصولا الى اخذ المغامرة أكثر من مرة بقبول التحدي للعب مباريات تصفوية من اجل رفع لقب كأس الدولة بين غزة والضفة.
حتى وصلنا لأصعب الظروف بلعب مباراة الذهاب منقوصين من عناصر اساسية وبرغم النقص والاصابات اخذنا التحدي نصب اعيننا لنبرهن اننا قادرون على الانجاز واخراج مبارياتنا على ارض غزة هاشم رغم تحديات المحتل, كما لعبنا في الاياب منقوصين من مهاجمنا "وادي" لمنعه من دخول الضفة.
لم نلن وننكسر حتى عندما وجدنا انفسنا خارج البطولة الاسيوية بما جنته ايدي الغير, وبمظالم تحكيمية خسرنا خلالها نقاطا كانت كفيلة لتجعلنا متأهلين وصولا لرفض الاشقاء العرب دخول فلسطين وما تحملناه نحن ايضا فخسرنا وخرجنا بحكم المكاتب لا الملاعب.
برغم كل ما ذكر وبرغم الصعاب وجدنا تلك الايدي الممدودة من الله عز وجل لتساعدنا لتذليل ما ذكر من صعاب, فكانت مؤسسات المجتمع المحلي وشركاته خير شريك لنا حمل معنا هذا الحمل الصعب وتوجه بنا نحو منصات التتويج تحت مظلة اتحادنا الفلسطيني لكرة القدم.
رغم كل ما ذكر, كان الاهلي بمجلس ادارته وكوادره ولاعبيه على منصات التتويج لتولد الانجازات من رحم المعاناة, فالاهلي عمل والله احسن مكافأته ولنا عند الله خير الجزاء, والاهلي اهدى لفلسطين الهدية الجميلة بالمقعد الكامل الثاني في البطولة الاسيوية.
قادمون لاسيا بعون الله مرة اخرى متوشحين بتعب الايام ومكللين بتاج الانجاز وسنكرر بعون الله ما فعلناه لأن النية لم تتغير والعزم بحق الله لن يلين, فقلنا "نعم" واثرنا فلسطين على مصلحتنا, وتكللنا بعز فلسطين وليس لنا بالرفض كرامةً ان كان بها مصلحة تخالف مصلحة فلسطين.