نشر بتاريخ: 11/08/2016 ( آخر تحديث: 11/08/2016 الساعة: 15:10 )
القدس- معا- قال عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، أن المسيحيين الفلسطينيين هم متجذرون في انتمائهم لهذه الأرض المقدسة وإن كانوا قلة في عددهم بسبب ما ألم بهم من نكبات ونكسات، الا انهم متمسكون بهويتهم الوطنية وانتمائهم لهذه البقعة المقدسة من العالم التي اختارها الله لكي تكون مكانا لتجسد محبته للبشرية.
وأضاف في مقابلة أجراها عبر الإذاعة الكنسية اليونانية الرسمية، أن المسيحيين الفلسطينيين هم ليسوا أقلية في وطنهم والعدد القليل لا يعني انهم أقلية فهم جزء أساسي من مكونات هذا الشعب ونسيجه الوطني والإنساني والحضاري والروحي.
وطرحت الإذاعة على المطران عدة أسئلة تمحورت حول الأوضاع الفلسطينية وخاصة أحوال مدينة القدس، ومسائل الحضور المسيحي في فلسطين والعلاقات بين الكنائس المتعددة، ومسائل الحوار بين الأديان وظاهرة الإرهاب التي تعصف بالمشرق العربي وفي العالم.
وأشار إلى أن المسيحيين الفلسطينيين يفتخرون بانتمائهم للكنيسة الأم التي انطلقت رسالتها من هذه البقعة المقدسة من العالم، ففلسطين هي أرض التجسد والفداء وأرض الآلام والقيامة، إنها الأرض المقدسة التي منها انطلقت الرسالة المسيحية الى كافة ارجاء العالم.
وأكد المطران على أن القدس تبقى المركز المسيحي الأساسي والأهم والأعرق، وأن اعتبار الكرسي البطريركي "الأورشليمي" في المرتبة الرابعة أتى في ظل ظروف سياسية معينة وفي ظل أوضاع كانت تمر بها القدس، ولكن من الناحية التاريخية والروحية كنيسة القدس هي الكنيسة الأولى وهي الكنيسة الأم وعلى الشعب الحفاظ على هذا التراث الروحي وأن تبقى مدينة القدس حاضرة في الوجدان وفي الضمير المسيحي العالمي.
وقال المطران أن المسيحيين في كافة أرجاء العالم يتمنون أن يؤهلهم الله لزيارة فلسطين ومدينة القدس فهذه الزيارة في العرف المسيحي هي الحج والعودة الى الجذور والتأكيد على تشبثهم وانتمائهم الروحي لهذه المدينة المقدسة.
وناشد الكنائس الأرثوذكسية وكافة كنائس العالم بأن تلتفت دوما الى معاناة وآلام الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الكنيسة هي كنيسة الإنسان في آلامه ومعاناته وأحزانه،وتتضامن مع الإنسان المتألم والمجروح وتطالب بنصرته وحريته واستعادة كرامته.
وتمنى من الكنائس المسيحية ان تبقى صوتا صارخا بإسم المظلومين والمعذبين والمنكوبين، وأن لا يتوقعوا من السياسيين ان ينحازوا للشعوب المظلومة فمعاييرهم ليست أخلاقية بل سياسية واقتصادية على حد قوله، وأن تتحقق العدالة في البلاد وخاصة فلسطين لكي يعود المشردون والنازحون والمنكوبون الى أوطانهم.
وتحدث المطران عن وثيقة الكايروس الفلسطينية التي قام بكتابتها رجال دين مسيحيون فلسطينيون من كل الكنائس، انه نداء مسيحي من قلب فلسطين الجريحة حيث طالب العالم المسيحي والعالم بأسره بأن يلتفت الى الشعب الفلسطيني فقضية هذا الشعب هي مفتاح السلام في المنطقة والعالم، وعن ضرورة التقارب والتعاون بين الكنائس المتعددة في العالم لان التحديات مشتركة كما وجه التحية للكنيسة اليونانية ولكافة الكنائس العالمية على ما تقدمه من مساعدة للاجئين الذين لجئوا الى هذه البلدان بسبب الحروب.
وقال:" انساننا لم يخلق لكي يكون اداة موت ورعب بل خلق لكي يكون اداة بناء ورقي ومحبة وسلام".
واختتم المطران اللقاء الإذاعي بصلاة من أجل فلسطين وشعبها وقدسها ومن أجل السلام في سوريا وفي المشرق العربي.