الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

قادة من حرم الجامعة الى الغرف السرية ومواجهة الشاباك

نشر بتاريخ: 13/08/2016 ( آخر تحديث: 15/08/2016 الساعة: 15:19 )
قادة من حرم الجامعة الى الغرف السرية ومواجهة الشاباك
بيت لحم- معا- انضم مطلع ثمانينيات القرن الماضي شاب فلسطيني من قرية رفات شمال الضفة الغربية يدعى "يحيى" لجموع طلاب جامعة بير زيت شمال رم الله لدراسة الهندسة الكهرباء.

وفور وصوله الجامعة وبداية الدراسة رصد رجال "الكتلة الاسلامية" التابعة لحماس "يحيى" الذي كان شابا متدينا ابنا لعائلة فقيرة تبحث عن قوت يومها وانضم سريعا الى صفوف "الكتلة" التي كانت تقدم المساعدات للطلبة المحتاجين حسب تعبير الصحفي "امير بحبوط" الذي تناول القصة في تقرير نشره اليوم السبت على موقع "ولاه" الناطق بالعبرية تحت عنوان "من الشقق السرية الى مرجه الانجيل في حرم الجامعة: مطاردة رجال الظل في حركة حماس".

كانت ايما فرضت فيها الكتل الطلابية المختلفة نمط ووقع الانتفاضة الاولى وهنا بحث الامن الاسرائيلي عن عدة طرق وأساليب وصفت بعضها باليائسة لمواجهة "العنف الفلسطيني" القاسي الذي انتشر كالنار في الهشيم.

اغلاق الجامعات في الضفة الغربية وعلى رأسها جامعة بيرزيت التي كانت تعتبر حصنا حركة فتح المنيع كان احد هذه الاساليب.

واستمرت الاتصالات والعلاقات التي نشأت مع الكتل الطلابية رغم وقف العملية التعليمية وإغلاق الجامعة بل تعززت هذه العلاقات واندمجت في مرحلة معينة مع "الإرهاب" الذي انتشرت في تلك الفترة حسب تعبير صاحب المقال الصحفي الاسرائيلي.

تم تجنيد "يحيى" الى كتائب عز الدين القسام التي شكلت نواة ما بات يعرف بالذراع العسكري لحركة حماس وبدأ بإعداد السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة لتجهيز "الانتحاريين" مستندا الى المعرفة والعلم الذي حصل عليه من دراسة لهندسة الكهرباء.

وأحد إثر آخر تسلل "الانتحاريون " والسيارات المفخخة وضربوا العمق الاسرائيلي وقتلوا عشرات الاسرائيليين وهن اعلن الشاباك " يحيى عياش" مطلوبا هو الاخطر من بين كل المطلوبين له ما اجبره على الهرب من شمال الضفة الغربية الى قطاع غزة بمساعدة اصدقائه من الكتلة الاسلامية ووافق احد هؤلاء الاصدقاء على تقديم منزله في مدينة بيت لاهيا شمال القطاع حتى يستخدمه "يحيى" كمخبأ سري بعيدا عن اعين الشاباك والجيش الاسرائيلي.

رن في الخامس من يناير هاتف عياش الخلوي لينفجر فور محاولته الرد على الاتصال المميت ليطوي الشاباك صفحة اخطر مطلوب فلسطيني عرف مع الوقت باسم "المهندس" ليتحول حتى يومانا هذا الى رمز "للإرهابيين" والوصف هنا على لسان الصحفي الاسرائيلي.

لعبت الكتل الطلابية في جامعات الضفة الغربية المختلفة دور الدفيئة والحاضنة التي انبتت قادة في حركتي فتح وحماس انضموا الى ما بعد للاذرع العسكرية والسياسية التابعة للحركتين ابرزهم على سبيل المثال مروان البرغوثي المحكوم بالسجن المؤبد 5 مرات لقيادته تنظيم فتح في الضفة الغربية وتنفيذ عمليات مميته في العمق الاسرائيلي وكان فيما مضى رئيسا لمجلس طلبة جامعة بير زيت ووصفه الشاباك والامن الاسرائيلية وصنفه كأحد ابرز قادة الانتفاضة الاولى ورمزا لجيل فتح الذهبي داخل اروقة الجامعات.

لكن الصورة الوردية اختلفت خلال السنوات الماضية حيث انقسم نشطاء فتح وتنازعوا فيما بينهم وساهمت الادعاءات بفساد القيادة العليا وغياب أي افق سياسي في تأجيج النزاع وتعميق الانقسام.

"من وجه نظر الطلاب لا يوجد قيادة حقيقية في السلطة الفلسطينية وقد وصل الوضع الى مستوى عال جدا من المقت والاشمئزاز للجيل القديم والفاسد فجيل الطلبة الجديد تتراوح اعمارهم ما بين 18-25 عاما هم مرتبطين بوسائل الاتصال الخلوية والانترنت ما جعل العالم بالنسبة لهم منبسطا امامهم وسهلا وفي متناول يدهم وهم يعرفون تقريبا كل شيء عبر الافلام والتسجيلات والصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت وهم يريدون التغيير ويشعرون انهم عالقون دون افق وحين يكون كل شيء بالبث المباشر وتكون لغة الخطابة والبلاغة شديدة التطرف من السهل لجدا اثارة الجمهور وإقناع الناس بتنفيذ العمليات " نقل معد التقرير عمن اسماته بالمصدر الامني الاسرائيلي الرفيع.

رصد حماس منذ 10 سنوات تقريبا الاتجاهات العميقة السائدة في الضفة الغربية خاصة في صفوف "المثقفين" الشباب الحداثيين والمقاتلين المحاربين الباحثين عن التغيير خلافا لابائهم الذين اعتاشوا من كدهم وعمل يدهم.

ونظرت حماس الى الامكانيات الكامنة داخل الحرم الجامعي كمحرك لنمو وتجنيد النشطاء وتقارب القلوب مع الجمهور لذلك قررت استثمار الاموال والموارد والتفكير في عمل ونشاط الكتلة الاسلامية في مختلف الجامعات من جنين وحتى الخليل هكذا فعلت حماس وهكذا تواصل العمل حتى يومنا هذا.