نشر بتاريخ: 15/08/2016 ( آخر تحديث: 15/08/2016 الساعة: 22:53 )
الخليل- معا- نظمت مؤسسة لجان العمل الصحي حقلاً خاصاً في حلحول بمحافظة الخليل لمناسبة إنتهاء العمل بمشروع الترميم والموائمة في منطقة الجنوب والذي يستهدف ذوي وذوات الإعاقة والذي نفذ بالشراكة مع حركة من أجل السلام الإسبانية وبدعم من الإتحاد الأوربي.
وبدأت المؤسسة إحتفالها بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء وإجلالاً للسلام الوطني الفلسطيني.
وفي كلمة المؤسسة أكدت المديرة العامة للجان العمل الصحي شذى عودة أن مؤسسة لجان العمل الصحي في رؤيتها ورسالتها تؤمن بحقوق شعبنا الفلسطيني وكافة فئاته المجتمعية بغض النظر عن جنسهم أو وضعهم الاجتماعي أو الاقتصادي. فعملت على تلبية حقوق فئات المجتمع تحديداً الفئات الأكثر تهميشاً وفقراً وعلى رأسها النساء والأطفال والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة. وأضافت أن ما نقوم به تجاه شعبنا يهدف للوصول إلى العدالة الاجتماعية والإنصاف والإعتراف بالاحتياجات وفقاً لمحددات مختلفة، لذا يقع على عاتقنا كمؤسسات أهلية ورسمية وهيئات محلية وغيرها العمل على تلبية هذه الاحتياجات على أساس الحق.
وقالت تؤمن المؤسسة بمبدأ الشراكة المجتمعية لكونها مؤسسة جماهيرية إنطلقت من رحم الجماهير وتعمل معها ولأجلها، ومبدا الشراكة هو تعزيز للتضامن الاجتماعي وإحترام لآراء وتوجهات المجتمع وفئاته وإعترافاً بقدراتهم وإمكانياتهم في تشخيص الواقع وإيجاد الموارد ووضع الحلول المناسبة للتنفيذ وتقديم التغذية الراجعة بما يساهم في تعظيم نتائج العمل وديمومتها.
وقالت: نلتقي اليوم للاحتفال بالإنتهاء من إتمام مشروع الترميم والموائمة والمخصص للأشخاص ذوي وذوات الإعاقة في منطقة جنوب الضفة الغربية والتي تعد واحدة من المناطق الأكثر إستهدافاً من قبل الاحتلال الإسرائيلي وتهميشاً في الخدمات والاحتياجات والتي كانت إلتفتت لها مؤسسة لجان العمل الصحي مبكراً فخصتها بالبرامج والعيادات والمراكز الصحية والتنموية، وهذا المشروع الذي تم إنجازه بدء العمل بتنفيذه في شهر نيسان من العام الماضي وجرى خلاله إستهداف عدة مؤسسات ومرافق عامة لموائمتها للأشخاص ذوي وذوات الإعاقة. بالشراكة مع حركة من أجل السلام الإسبانية وبدعم من الإتحاد الأوروبي.
لقد تم تنفيذ المشروع بجهود مهندسين أوروبيين وآخرين فلسطينيين من أقسام الهندسة في بلديات الياسرية وبيت أمر وسعير فقاموا بموائمة مرافق عامة كالعيادات و المدارس ومؤسسات وبلديات لتتناسب مع الأشخاص ذوي وذوات الإعاقة بما يسهل وصولهم إلى هذه المؤسسات لتلقي الخدمات وممارسة أنشطتهم، ومن الجدير التنويه له أنه سبق ذلك تقدير الاحتياجات لعملية الموائمة وبمشاركة الفئات المستفيدة. وإننا في مؤسسة لجان العمل الصحي نأمل بالبدء بمرحلة جديدة تستهدف مناطق أخرى تتم فيها أعمال موائمة للأشخاص ذوي وذوات الإعاقة في مناطق أخرى لإدراكنا أن مثل هذه الأعمال والمشاريع ستساهم في تذليل العقبات التي تمنع الاشخاص ذوي الإعاقة من الدمج المجتمعي والخروج للحياة العامة.
وقالت عودة كذلك: لقد خصصت مؤسسة لجان العمل الصحي برنامجاً خاصاً بالتأهيل للعمل مع فئة ذوي الإعاقة منذ أوائل التسعينات عندما تبنت سبعة عشر مؤسسة وطنية فلسطينية نموذج منظمة الصحة العالمية في التأهيل المجتمعي، وتمت ملائمته للمجتمع الفلسطيني وإستخدامه للوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم في مجتمعاتهم والعمل على تدريبهم وزيادة الاستقلالية، والدمج وتعزيز الإنتاجية بهدف تحسين نوعية حياتهم. ومنذ ذلك الحين باشرت مؤسسة لجان العمل الصحي في العمل في قطاع التأهيل من خلال برنامج التأهيل المجتمعي في جنوب الضفة الغربية، وأخذت على عاتقها تطوير العمل في المؤسسة بهذا القطاع والتعامل مع إحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم في منطقة جنوب الضفة الغربية، والمساهمة في التوعية المجتمعية حول الإعاقة والضغط والمناصرة في سبيل حقوق الأشخاص ذوي وذوات الإعاقة، وأيضا تطوير الخدمات التي يتلقاها هؤلاء الأشخاص في منطقة جنوب الضفة الغربية. وفي هذا السياق قامت المؤسسة مع بداية عام 2006 بالإمتداد في برنامج التأهيل المجتمعي إلى ثمانية مواقع في الخليل وخمسة في بيت لحم. وفي ذات العام أنشأت المؤسسة وحدة التشخيص والتأهيل في مركز حلحول الصحي.
وأوضحت أن الغاية من برنامج التأهيل ووحدة التشخيص هو الكشف المبكر عن الإعاقة والتوعية الوقائية حول الأسباب والحد منها. وتمكين الاشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم عبر إسنادهم بالمعرفة والمعلومات والمهارات بالتعامل والتأقلم مع إعاقتهم وإكتشاف قدراتهم التي تعمل على تحديها. إضافةً إلى التعامل مع الاحتياجات النفسية الاجتماعية. ولم يكتفي البرنامج بالعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم وإنما إمتد العمل مع المجتمع المحلي وعلى الصعيد الوطني لقناعتنا إنه إذا لم تكن هناك بيئة ومجتمع حاضن ومؤمن بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ستبقى أوضاعهم تراوح مكانها، وإنجاز اليوم هو ترجمة لهذا المفهوم.
وشددت على أن التغيير الحقيقي الذي تعمل المؤسسة وبرنامج التاأيل ومع الشركاء والفاعلين والمؤسسات يتمثل بالضغط بإتجاه إنفاذ القانون المتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة ومراجعته وفق الاتفاقية الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة والتي تمت المصادقة عليها من قبل دولة فلسطين حديثاً، مما يوقع على عاتق الجميع المسائلة والضغط بإتجاه تحقيق حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والأهم ترجمه القانون والاتفاقية في أعمال القطاع الرسمي من وزارات مختلفة وتخصيص موازنات منصفة حساسة لاحتياجات وحقوق الأشخاص ذوي وذوات الإعاقة.
وفي ختام كلمتها قالت: إن هذا العمل لم يكن ليرى النور إلا بمشاركة ودعم الهيئات المحلية ودعم شركائنا الإسبان والإتحاد الأوروبي لذا نتقدم لهم جميعاً بالشكر والتقدير ونعتبر أن الذي تم هو بدايات تحتاج إلى التطوير والامتداد وبإسم لجان العمل الصحي نتقدم لكافة العاملين/ات والأطقم الفنية في مؤسسة لجان العمل الصحي وفي كل المؤسسات التي عملنا معها ضمن المجتمع المحلي أو الوطني أو الدولي والتي ساهمت في إنجاز العمل بالشكر والتقدير ونقول لهم شكراً لكم ولجهودكم ولولا سواعدكم لما برز هذا الإنجاز إلى حيز النور.
أما حركة من أجل السلام الإسبانية فشددت ممثلتها أدايا ماراديس ضرورة العمل لنصرة قضايا الأشخاص ذوي وذوات الإعاقة وقالت إن المشروع الذي نحتفل اليوم بإنتهائه وفر الآليات المناسبة والموائمة لاحتياجات ذوي وذوات الإعاقة في مواقع التنفيذ التي أنجزت ما مهد لهم الحركة وبسهوله وبما يكفل إندماجهم في مجتمعاتهم ويعلي صوتهم، مشيرةً إلى مسيرة التعاون الطويلة مع مؤسسة لجان العمل الصحي حيث وصفت التجربة بالرائدة كونها أسهمت في العمل على إدماج ذوي الإعاقة في مجتمعاتهم وخاصةً في مواقع العمل المشتركة في محافظتي الخليل وبيت لحم حيث جرى تحديد إحتياجات هؤلاء والعمل على تلبيتها وهو ما وفر لحوالي 400 شخص من ذوي وذوات الإعاقة الخدمات الصحية والتأهيلية عدا عن تدريب 80 شخصاً على إستخدام آلات التصوير وأدوات التوثيق التي إستخدموها لاحقاً في الضغط والمناصرة لإحقاق حقوقهم.
وقدمت ماردايس شكرها أيضاً للإتحاد الأوروبي والشركاء في إسبانيا وإيطاليا الذين كان لهم دور في إنجاح المشروع، مؤكدةً أن النجاح في بيت أمر ودير سامت نقطة إنطلاقة هامة لما يمكن أن يبنى عليه في المستقبل بالإستفادة من حالة الإرتياح التي وفرها لأهالي المستفيدين منه.
وأعربت عن أملها في أن يكون المشروع قد وفر لهذه الفئة بعضاً مما تحتاج وتغيير نظرة المجتمع لهم.
الدكتور عزت أيوب من جهته وفي كلمة الإتحاد الأوروبي أعرب عن سعادته وسعادة الإتحاد في المشاركة بالحفل الخاص بإنتهاء المشروع شاكراً لجان العمل الصحي على تبنيها الفكرة وتنفيذها وكذلك حركة من أجل السلام الإسبانية وكل من أسهم فيه مشيراً إلى إهتمام الإتحاد الأوروبي بالبرامج الموجهة لذوي وذوات الإعاقة كأحد حقوق الإنسان.
وقال: نحن ندعم المجتمع الفلسطيني في حقول وميادين متعددة كالصحة والتعليم والبنى التحتية وأن مشاريع الإعاقة لها حساسية وإهتمام خاص نظراً لأن هذه الشريحة يجب مساندتها لترويج حالة وعي مجتمعي تجاهها وتجاه حقوقها داخل المجتمع المحلي والعمل على حل مشاكلها ودمجها وهذه أولوية في سياسات الإتحاد الأوروبي عبر الشراكات مع مؤسسات المجتمع المحلي والأهلي.
بدورهم أكد المستفيدون من المشروع عن سعادتهم وغبطتهم بالمشروع وقال خالد إخليل من بيت أمر: لقد عقدنا كذوي إعاقة لقاء مع الإتحاد الأوروبي ولجان العمل الصحي وإخترنا العيادة الصحية ومبنى البلدية لتنفيذ الموائمة فيها وتن إضافة مقاعد ومظلات وممرات خاصة بنا فيها، ونحن كفئة مهمشة أعطانا المشروع الثقة بالنفس والمشاركة كوننا عنصر مهم في البلدة وتم سماع صوتنا والإستجابة له.
أما محمد مسالمة من دير سامت فقال لقد أهلت لنا لجان العمل الصحي المجلس المحلي وجمعية الشروق في القرية ما سهل لنا الوصول للخدمات فيهما وعليه نشكر اللجان على عملها المتواصل والدؤوب معنا.
وكان تخلل الحفل معرض للصور عن مراحل العمل في المشروع وعرض فيلم قصير عن المشروع وأهميته وعدة وصلات فنية ودبكة قدمها أشخاص من ذوي الإعاقة لاقت إستحسان الحضور الذي ضم العديد من الأهالي والمؤسسات المحلية والأهلية وكادر إدارة مؤسسة لجان العمل الصحي وبحضور العقيد معاوية دراغمة من الدفاع المدني، وفي نهاية الحفل جرى تكريم بلديات بيت أمر والياسرية والمجموعات الضاغطة في جميع مناطق المشروع والمتطوعين وقسم الهندسة في جامعة بوليتكنك الخليل.