الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسرائيل والركض خلف الدشداشة السعودية

نشر بتاريخ: 27/11/2007 ( آخر تحديث: 27/11/2007 الساعة: 15:01 )
بيت لحم - معا- كتب ناحوم برنيع في صحيفة يديعوت احرونوت العبرية : ان اكثر الدول اهمية في مؤتمر انابوليس هي ايران التي لم تشارك فيه لانها السبب الحقيقي ومحور المؤتمر .

استجابة عشرات الدول العربية والاسلامية للدعوة الامريكية مرتبطة اساسا بالتهديد النووي الايراني وخطر الجماعات الاسلامية على انظمة حكمها اكثر ارتباطها بالقضية الفلسطينية .

ان وزارء الخارجية المشاركين بالمؤتمر سيحضرون مأدبة العشاء التي ستقيمها رايس ومن ثم يؤمون قاعة المؤتمر بجلابيبهم الفاخرة والبعض منهم سيرتدي البدل وسيبدو بوش ورايس مرتاحان قليلا وسيكون لهما الكثير من الصور التي سيستعملها امام الرأي العام الامريكي لاثبات ان اغلبية العالم الاسلامي يقف الى جانب الولايات المتحدة رغم ما يحدث في العراق وفشل السياسة الخارجية في الشرق الاوسط .

انه امر جميل، لكنه قد لا يبدو جميلا بالنسبة لاسرائيل خاصة وان وزير خارجية السعودية سعود الفيصل قد ضمن اعلان مشاركته في المؤتمر التوامه بعدم مصافحة اي ممثل اسرائيلي يحضر المؤتمر مذكرا بقراره هذا بسلوك السعودية التي تعاملت مع اسرائيل خلال مؤتمر مدريد الذي اعقب حرب الخليج الاولى وكأنها دولة لا تستحق المصافحة .

ووافق السعوديون وعلى فترات متباعدة على عقد لقاءات سرية اشهرها الذي جرى بين الامير بندر بن سلطان ورئيس الوزراء اولمرت اللقاء الذي اثار الكثير من التوقعات الكبيرة في اسرائيل والتي ثبت عدم صحتها .

الذي تغير في هذه المرحلة هو تعاظم الخطر الايراني حيث فضلت السعودية ودول الخليج العربي فيما مضى شراء اعدائها بالاموال بدلا عن مواجهتهم مثل تمويل القاعدة وحركات الارهاب الاسلامي في العالم ومن ضمنها حماس لكن ايران لا يستطيعون شراؤها وحتى تستطيع كبح جماحها فهي بحاجة الى امريكا ولانهم لا يستطيعون رفض طلبا امريكيا كما لم يستطيعوا رفضه عام 1991 قرروا الجلوس مع الاسرائيليين تحت سقف واحد .

ان السعودية تعرف تماما متى تكون مرنه ورغم كرهها لليهود استقبلت على ارضها باحترام كبير هنري كيسينجر " اليهودي " ورغم قمعهم للنساء وتمييزهم ضد السود استقبلوا باحترام كبير كونداليسا رايس لقد حان الوقت للاعتراف العلني بوجود اسرائيل وموقعها في ميزان القوى الاقليمي ودورها امام الخطر الايراني واذا لم يعترفوا ستكون مشكلتهم ولن يكون فائدة او جدوى من ركض اسرائيل خلف الدشداش .