نشر بتاريخ: 18/08/2016 ( آخر تحديث: 18/08/2016 الساعة: 12:21 )
القدس- معا- حذر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين من الخطوات التهويدية المتزايدة التي تقوم بها سلطات الاحتلال في القدس، حيث تسعى تلك السلطات إلى فرض منهاج يحمل الفكر "الصهيوني" في بعض مدارس القدس المحتلة، ويتحدث أطراف عديدون عن نية هدم المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، وهي تلاحق موظفي الأوقاف وحراس المسجد ورواده بالاعتقال والتحقيق والإبعاد القسري عن المسجد، وتفرض الكتابة العبرية على يافطات المحلات التجارية، وتعمل على توسيع المستوطنات القائمة، وبناء جديدة على الأرض الفلسطينية.
وذكّر المجلس بقرب حلول الذكرى السابعة والأربعين لإحراق المسجد الأقصى المبارك، الذي هو والقدس والأرض الفلسطينية بعامة يتعرض لحملة شرسة من قبل سلطات الاحتلال، في إطار مسلسل التطرف والعدوان الذي تنتهجه، ضاربة بذلك عرض الحائط بالشرائع والأعراف والقوانين الدولية، وتسير وفق خطة ممنهجة لطمس كل ما هو عربي في فلسطين واستبداله باليهودي المزيف.
وندد المجلس بالتمدد الاستيطاني في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبين أن سلطات الاحتلال اتخذت في الآونة الأخيرة قراراً ببناء 4200 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة مودعين المقامة على أراضي المواطنين في محافظة رام الله والبيرة، ومصادرة أراض فلسطينية بعشرات الدونمات جنوب بيت لحم بهدف التوسع الاستيطاني، وهي تتبنى مصادرة كثير من الأراضي بحجة أنها أملاك غائبين، وتعمل على تقطيع أوصال المدن الفلسطينية بما فيها مدينة القدس، ليتسنى عزلها عن امتدادها الفلسطيني، في محاولة لتهويدها بالكامل، ويأتي هذا التوسع في بناء المستوطنات في الوقت الذي يتم فيه هدم بيوت الأسرى، الذين يعانون من ويلات الاعتقال والتنكيل بأهليهم، وندد المجلس بالإجراءات القمعية لسلطات الاحتلال تجاه الأسرى، بما يتعارض مع الشرائع والقوانين الدولية.
ودعا المجلس إلى مساندة الأسرى المضربين عن الطعام، وعلى رأسهم بلال كايد والأخوين محمد ومحمود البلبول، وكل الأسرى الذين انضموا إليهم في إضرابهم عن الطعام، مبيناً أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة هؤلاء الأبطال، الذين يدافعون عن حقهم في الحرية، ويطالبون بوقف الاعتقالات الإدارية، ونعى المجلس الأسير المحرر نعيم الشوامرة، الذي استشهد بعد صراع مع مرض ضمور العضلات، الذي انتابه خلال تواجده في سجون الاحتلال. وعلى صعيد آخر؛ استنكر المجلس الهجمة الشرسة على مخيم الفوار جنوب الخليل، ناعياً الشاب محمد أبو هشهش الذي ارتقى شهيداً في المخيم، سائلاً الله العلي القدير أن يرحم شهداءنا، ويمن على أهليهم بالصبر والسلوان.
وعلى صعيد آخر؛ بيّن المجلس أنه لا يحق لسلطات الاحتلال أن تعبث في المنهاج التعليمي للطلاب الفلسطينيين، داعياً إلى منعها من تغيير منهاج التعليم الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، ليبقى وفق المنهاج الذي يدرس في الأراضي الفلسطينية كافة.
جاء ذلك خلال جلسة المجلس الثالثة والأربعين بعد المائة، برئاسة سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وحضور أعضاء المجلس، وتخللها مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها.