نشر بتاريخ: 18/08/2016 ( آخر تحديث: 18/08/2016 الساعة: 17:02 )
غزة- معا- شدد الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس على أهمية التوافق على برنامج سياسي قائم على القواسم المشتركة، ولا يتضمن أي تنازل عن الحقوق الوطنية.
وأكد على أهمية إنهاء الإنقسام واستعادة الوحدة الوطنية عبر الإيمان بالشراكة وعدم الإقصاء، وتوفير مناخات إيجابية وإرادة حقيقية لتوفير هذه الشراكة قبل التوافق على البرنامج السياسي والأدوات، موضحاً أن وثيقة الوفاق الوطني "وثيقة الأسرى" التي وقعت عام 2006 تشكل أرضية لذلك.
وقال إن المخرج للحالة الفلسطينية الراهنة هو إعادة بناء المؤسسات الوطنية على أسس الشراكة، داعياً لإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير عبر إجراء الإنتخابات حيثما أمكن وبالتوافق حينما يتعذر إجراء الإنتخابات، لا سيما إجراء انتخابات المجلس الوطني، وإن تعذر إجراؤها فلا بد من التوافق على مجلس وطني انتقالي.
وأشار إلى أن حماس ماضية في الإنتخابات المحلية حتى النهاية، وأنهم مع تشكيل قوائم وطنية لأن إجراء الإنتخابات بعد 10 سنوات من الإنقسام ستكون انتخابات سياسية وليست خدمية، ولكن موقف الطرف الآخر رفض ذلك لقياس شعبيته، مؤكداً أن أجواء إجراء الإنتخابات تختلف في الضفة وغزة، إذ تعاني بلديات القطاع من حصار ومشاكل الكهرباء وإعادة الإعمار، بينما يتعرض أعضاء ومناصرو حركة حماس في الضفة إلى الإعتقال، سواء من الإحتلال أو من الأجهزة الأمنية، وهذا بدوره يؤثر على مجريات العملية الإنتخابية.
وأضاف: أن الإنتخابات المحلية بوابة لتحقيق شراكة حقيقية، إضافة إلى أن نتائج الإنتخابات ستجبر القوائم على التعامل مع بعضها البعض، فستعمل حماس جنباً إلى جنب مع فتح واليسار والمستقلين لخدمة أبناء البلد.
وجاء ذلك خلال حلقة النقاش التاسعة ضمن سلسلة الحلقات التي ينظمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية "مسارات" تحت عنوان "ما العمل؟"، بمقريه في البيرة وغزة، عبر "الفيديو كونفرنس"، بحضور عشرات من الشخصيات السياسية والأكاديمية والنشطاء.
وأدار الحوار في البيرة هاني المصري مدير عام مركز مسارات، فيما أداره في غزة صلاح عبد العاطي مدير المكتب هناك.
وأكد المصري على أن الحلقة المقبلة ستكون الأخيرة، إذ سيعقد بعدها جلسات بؤرية لمناقشة ما طرح في مجمل الحلقات، على أمل الخروج بتصور مشترك يحدد القواسم المشتركة، وينظم الخلافات والتعددية والتنوع والمنافسة في إطار الوحدة التي تفرضها مرحلة التحرر الوطني التي تمر بها القضية الفلسطينية.
وقدم الحية في بداية اللقاء تشخيصاً للحالة الفلسطينية، مبيناً أن الشعب الفلسطيني في مرحلة تحرر وطني تستوجب مقاومة الإحتلال بكافة الأشكال التي أتاحتها الإنسانية، وفي هذه المرحلة يعاني الشعب من اختلاف في البرامج والرؤى، لكن هناك قواسم مشتركة تجمع بينهم، فلا ضير من الأخذ بمسار تتعايش فيه البرامج، من خلال العودة إلى برنامج المقاومة مع بقاء برنامج المفاوضات بعد إعادة النظر فيه.
وأكد على ضرورة إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير لتضم مختلف ألوان الطيف السياسي، وخاصة الأطراف غير المنضمة إليها مثل حماس والجهاد الإسلامي، مبيناً أنه بعد الدخول إلى المنظمة وإجراء الإنتخابات يتم التوافق على البرنامج السياسي من خلال المشترك ما بين البرامج الموجودة.
وقال إن الأطراف الفلسطينية، بما فيها فتح وحماس بدلا من أن تبحث عن أدوات للشراكة تعيش حالة انتظارية للمتغيرات العربية والإقليمية، وانعكس الوضع بعد ما يعرف بـ"الربيع العربي" سلباً على القضية الفلسطينية فلم تعد القضية المركزية، إذ انشغلت الدول بترتيب أوضاعها الداخلية، بينما استمرت إسرائيل في مخططاتها الإستيطانية والعدوانية.
أما على المستوى الإقليمي والدولي، فأشار إلى" أننا لم نكن في محور ليقال أننا خرجنا منه، فقد تعلمنا من تجربة الدخول في المحاور من حركة فتح وخسارتها في الكويت وسوريا، ونحن لم نكن في أي محور ضد آخر في الإقليم، مؤكداً حرصهم على علاقة جيدة مع كل دول الإقليم، مصر والسعودية والأردن وتركيا وإيران وقطر، ومع الجميع، ونحن لا نخجل من فكرنا الإخواني وندفع ثمن هذا الفكر ولا يعيبنا"، مضيفا أن لديهم علاقات مع دول غير عربية، ولحركة حماس مكاتب كثيرة في دول مختلفة، كما زار قيادات حماس أوروبا حتى في سنوات الحصار.
وبما يخص قطاع غزة، أوضح أن الحكومة لم تتحمل مسؤولياتها تجاه قطاع غزة، وحماس لا ترغب بالتفرد، بل نحن مع مشاركة الجميع في إدارة غزة في كل قضاياها ومشاكلها، ومع أي مبادرة للشراكة وتحسين الواقع المجتمعي، داعياً إلى الضغط على الأطراف الفلسطينية دون تحيز أو تمييز من أجل خلق حالة وطنية ضاغظة تفضي إلى توافق وطني يرتضيه الجميع.
وشدد الحضور على ضرورة التوقف أمام الإتفاقات الموقعة وضرورة تطويرها وسد ثغراتها، لأن عدم تطبيقها يفرض مراجعتها، بينما قال آخرون إن الخلاف بين الفصائل هو ليس خلاف برامجي بل خلاف على المحاصصة والسلطة، بدليل الموافقة على برنامج الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وغيرها من النقاط، مؤكدين على ضرورة مراجعة حماس تجربتها واستخلاص الدروس والعبر، خصوصا في ظل ما آلت إليه الأمور في قطاع غزة.
وطالب البعض حماس بتوفير أجواء إيجابية لإنجاح الإنتخابات المحلية في قطاع غزة، بينما انتقد آخرون سياسة حماس التي تقوم على الحفاظ على سلطتها في غزة، وتقييد الحريات ومنع السفر.