الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سفيرنا في السعودية جمال الشوبكي : امريكا تستطيع تحقيق السلام اذا تحررت من مراكز الضغط الصهيونية

نشر بتاريخ: 27/11/2007 ( آخر تحديث: 28/11/2007 الساعة: 00:36 )
جدة - معا - وفاء باداوود - اكد السفير الفلسطيني لدى المملكة جمال الشوبكي " ان موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة القوي والواضح والداعم للحق الفلسطيني المشروع غلب على مؤتمر السلام الدولي .
واضاف في حوار أجرته معه «عكاظ» : ان تصريحات خادم الحرمين الشريفين التي أدلى بها عشية جولته الاوروبية الأخيرة التي قال من خلالها نحن اصحاب حق نريد حقوقنا اثرت كثيرا في الموقف العالمي ومن توجهاته نحو مضمون وفعاليات المؤتمر.

السفير الشوبكي اعترف بأن انقسام الموقف الفلسطيني أضعف موقف المفاوضين الفلسطينيين امام اسرائيل ودعا الى العودة الى العقل والتراجع عن الانقلاب في غزة، وفيما يلي وقائع الحوار

: هل تتوقعون نجاح مؤتمر أنابوليس الذي سيعقد اليوم؟
- مقياس النجاح والفشل للمؤتمر متعلقة بحجم التوقعات المعولة عليه ولكن الحقيقة من الصعب على مثل هذا المؤتمر أن يؤدي إلى إنهاء صراع عمره أكثر من مئة عام فيه كل هذا التعقيد وفي ظل ميزان قوى مختل لا يمكن توقع الوصول إلى اتفاق ينهي الصراع ويؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس ويحل قضية اللاجئين. ولكن إذا نظر إلى المؤتمر من خلال الاستعدادات له وجدول أعماله والتوقعات الموضوعية، فإن الدعوة اليه جاءت بداية تحت سقف إجتماع دولي ونتيجة لجهود عربية ودولية فقد تطور هذا المفهوم من اجتماع إلى مؤتمر دولي تحضره أكثر من 47 دولة ومنظمة دولية، وهنا نستطيع القول إننا أمام محفل دولي يضع أمامنا فرصة لتجنيد رأي عام عالمي ضاغط يلزم إسرائيل باحترام قرارات الشرعية الدولية والتي وضعت نفسها دائماً فوق القانون الدولي. ثانياً أن هناك إجماعا وتنسيقا عربيا ووحدة موقف عربي والذي تم التعبير عنه في اجتماع وزراء الخارجية العرب وهذا يدعم المطالب العربية والفلسطينية، ثالثاً نحن نعتقد أن المؤتمر فرصة يجب أن تستثمر لإنهاء الحصار الدولي الذي فرض على الفلسطينيين منذ العام 2000م وتضاعف بعد أحداث 11سبتمبر،وما زال مكثفا بشكل خاص في غزة، رابعاً المؤتمر سيخرج عنه هيئة متابعة للعودة إلى مفاوضات جادة خلال الفترة المتبقية للرئيس بوش. بإختصار نحن لا نعلق الكثير من الآمال على هذا المؤتمر ولكن نرى فيه فرصة لطرح موقفنا وتصورنا للسلام العادل على هذا المحفل.

الموضوعات المعلقة على ضوء عدم إحراز تقدم في المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني حول البيان الختامي.. ما هي الموضوعات التي ما زالت معلقة بين الجانبين؟

- رغم عقد عدد من الاجتماعات الفلسطينية الإسرائيلية في الفترة الأخيرة وبتشجيع أمريكي لم ينجح الطرفان في التوصل الى الاتفاق على صياغة إطار عمل وقد كان البحث منصبا على ثلاثة عناوين أساسية هي: أولا- تنفيذ الالتزامات المنصوص عنها في المرحلة الأولى من خارطة. وثانيا- صياغة الورقة التي من المفروض ان تقدم للمؤتمر والتي تتناول جميع القضايا الأساسية القدس والحدود واللاجئين والمستوطنات ... الخ. ثالثا- موضوع الجدول الزمني للتفاوض، و في الحقيقة كان الخلاف في معظم المواضيع. وخاصة أن إسرائيل طرحت عقبة جديدة وهي فكرة الإعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية وهذا الأمر مرفوض فلسطينيا وعربيا ودوليا.

محاولات إسرائيل المتكررة لخفض التوقعات من نتائج المؤتمر ... هل تعكس رغبة إسرائيل أم قرارها حيال مؤتمر السلام؟

- نعم إسرائيل لا ترغب في المؤتمر أصلا لأن الجانب الإسرائيلي غير مستعد لدفع استحقاقات عملية السلام والإستراتيجية الإسرائيلية قائمة على عزل هذا الملف والإنفراد به داخليا لأنها تريد أن تبقي القضية الفلسطينية وكأنها شأن إسرائيلي داخلي وفي هذه الحالة ترغب إسرائيل في ممارسة ضغوط على الفلسطينيين من خلال ميزان القوى المختل لصالحها والهروب من أي ضغط دولي يفرض عليها حلا وفق مرجعيات قانونية دولية لهذا إسرائيل كانت تريد اجتماعا مصغرا تستطيع فيه أن تأخذ التطبيع من العرب دون التسليم باستحقاقات السلام كما ورد في المبادرة العربية للسلام والتي استندت إلى الشرعية الدولية وقراراتها. و لهذا سعت إسرائيل بكل جهد لإفشال المؤتمر سلفا ولتجعل منه اجتماعا للعلاقات العامة ليس إلا.

اميركا جادة هل تعتقد ان الولايات المتحدة جادة هذه المرة في حل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة ... وهل هناك ضمانات بذلك؟

- الولايات المتحدة وعبر وزيرة خارجيتها وحتى الرئيس بوش عبر إتصاله مع كل الأطراف فلسطينيا وعربيا اكدا جدية ورغبة في الوصول إلى سلام قبل نهاية مدة ولايته ونحن نتذكر أن بوش هو أول رئيس أمريكي طرح رؤية دولة فلسطينية مستقلة والتزم بذلك. و أعتقد أن هناك عددا من التطمينات الأمريكية أرسلت للمملكة بخصوص تأكيد حرص الرئيس بوش والإدارة على إنجاز حل سياسي للمشكلة الفلسطينية على أساس الدولتين والإنسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة العام 67 بما فيها الجولان. ومع ذلك نؤكد أن أي مفاوضات حل سياسي يجب أن تستند إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وثانيا المبادرة العربية وخطة خارطة الطريق التي اعتمدتها الأمم المتحدة في قرار مجلس الأمن رقم 1515.

ما هو مصير القدس واللاجئين والحدود والمياه في مفاوضات أنا بوليس؟

- كل هذه المرجعيات تتحدث عن إنهاء الاحتلال عام 67 بما فيها القدس الشرقية، أما موضوع اللاجئين فاعتقد ان الأمر واضح في القرار الدولي رقم 194، كما ان المبادرة العربية تنص على حل عادل ومتفق عليه وفق هذا القرار.وهنا أريد القول ربما ميزان القوى عاجز عن إلزام إسرائيل بدفع استحقاقات السلام بالانسحاب الكامل وحل قضية اللاجئين فإن قضية عمرها أكثر من مئة عام ليس بالضرورة أن يتم حلها في مؤتمر أو جلسة أو حتى في سنة إذا عجزنا عن أن نفرض على إسرائيل حل الحد الأدنى الذي وافقنا عليه كفلسطينيين ووافق عليه العرب حينئذ سيستمر الصراع ولن نسمح لهم فرض شروطهم ولن يجدوا فلسطينيا واحدا ولا عربيا واحدا يوافق على حل أقل مما جاء في المبادرة العربية للسلام.

قالت وزيرة الخارجية الأمريكية أن مؤتمر أنابوليس سينجح في إطلاق المفاوضات ... ماذا يعني ذلك؟ وهل هذا أعتراف أمريكي مسبق بفشل المؤتمر في حل القضايا الجوهرية؟ -

نعم المتوقع من المؤتمر هو إطلاق مفاوضات مكثفة وفق جدول زمني محدد وفق مرجعيات أساسية نصت عليها خطابات الدعوة وهي الأرض مقابل السلام، ورؤية الرئيس بوش ومبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وسيشكل المؤتمر لجنة متابعة تمثل فيها اللجنة الرباعية الدولية ولجنة المتابعة العربية وأيضاً سيكون هناك محطات أخرى للتفاوض ومؤتمرات دولية تعقد كل 3-4 أشهر.

دعم عربي قوي التمثيل العربي رفيع المستوى على مستوى وزراء الخارجية ماذا يعني؟ وكيف يدعم الموقف الفلسطيني ؟

- الحضور العربي على مستوى وزراء الخارجية في هذا المؤتمر الدولي الذي تحضره أكثر من 47 دولة ومنظمة دولية يعطي دعما قويا لأهمية احترام قرارات الشرعية الدولية والتي تتحدث عن الصراع العربي الإسرائيلي وكذلك يرجح كفة الميزان لصالح الموقف العربي والفلسطيني ويؤدي إلى تجنيد تأييد دولي في مواجهة الموقف الإسرائيلي المتعسف والمدعوم أمريكيا. تصريحات سمو الأمير سعود الفيصل التي جاءت في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب الجمعة الماضي في القاهرة أكدت أن العرب لن يذهبوا لمصافحة المسؤولين الاسرائيليين بل لطرح القضايا الجوهرية ...

كيف تنظرون إلى ما قاله سموه؟ وماذا يعني لكم ذلك؟

- ان الموقف السعودي واضح وجلي في دعم القضية الفلسطينية القضية العربية الأولى، كما قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وكذلك أذكر بما قاله عشية جولته الأوروبية، "نحن أصحاب حق نريد حقوقنا"، وكذلك نذكر بأن الموقف السعودي الرافض للذهاب بأي ثمن قد بدل طريق المؤتمر وبالتالي لن يحظى الإسرائيليون بأي تطبيع عربي قبل إنهاء الاحتلال فعليا وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين وفق الشرعية الدولية ولن يكون المؤتمر لا مصافحة ولا مجاملة بل تركيز البحث والمداولات والمفاوضات الجادة على القضايا الأساسية.

الجامعة العربية رفضت منح إسرائيل التطبيع المجاني.. ما هو المطلوب من إسرائيل الآن حتى يتم تحقيق السلام الحقيقي؟

- المطلوب من إسرائيل الموافقة على المبادرة العربية بالانسحاب الشامل من الأراضي العربية والفلسطينية والاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشريف وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194.

الخلافات بين فتح وحماس.. هل ستؤثر على نتائج المؤتمر؟ وكيف ستتعامل حماس مع النتائج ومن سيضمن التزام الجانب الفلسطيني بتنفيذ النتائج التي قد يصل اليها المؤتمر؟

- نعم انقسام الموقف الفلسطيني يضعف موقفنا، نأمل العودة إلى العقل والتراجع عن الانقلاب في غزة والالتزام بالشرعية التي تمثلها منظمة التحرير ورئيسها الرئيس محمود عباس ومؤسسات السلطة الشرعية والعودة إلى الالتزام بإتفاق مكة المكرمة حتى توحيد الموقف الفلسطيني وتفويت الفرصة على إسرائيل من استثمار حالة الانشطار والانقسام.

هل تعول السلطة الفلسطينية على المؤتمر رغم فشل المؤتمرات السابقة منذ أوسلو ومدريد وحتى الآن؟ وما هو الجديد الذي تتوقعونه في هذا المؤتمر مقارنة بالمؤتمرات السابقة؟

- مرة أخرى لا نعول كثيرا على المؤتمر ونحن نرى فيه الآن محفلا دوليا لتجنيد دعم مفاوضات جادة ومكثفة وبمتابعة دولية خصوصا في اللجنة الرباعية حتى نصل إلى اتفاقية تنهي الاحتلال الإسرائيلي.

هل تستطيع الإدارة الأمريكية تحقيق السلام خلال الفترة القصيرة المتبقية من ولاية الرئيس بوش؟

- نعم الإدارة الأمريكية تستطيع لو تحررت من مراكز الضغط الصهيونية وكذلك من تأثير المحافظين الجدد.