نشر بتاريخ: 21/08/2016 ( آخر تحديث: 21/08/2016 الساعة: 18:27 )
ريو - معا - موقع الاتحاد الدولي : في جميع الأحوال، كان ملعب ماراكانا سيعيش على إيقاع حدث تاريخي؛ فلا البرازيل ولا ألمانيا سبق لهما أن تُوجا بالذهب خلال مسابقة كرة القدم للرجال في الألعاب الأوليمبية. وكان منتخب السامبا قد فاز بثلاث ميداليات فضية وبرونزيتين، بينما احتلت ألمانيا المركز الثالث في سيول 1988، وذلك كان أفضل إنجاز للمانشافت في تاريخ الأولمبياد.
انتزاع الذهب داخل الديار ضد المنتخب الألماني لن يضمد بشكل كامل الجراح التي خلّفتها هزيمة نصف نهائي كأس العالم (7-1) ببيلو هوريزنتي قبل عامين؛ غير أن التتويج شكل فرصة لكتابة فصل جديد في تاريخ كرة القدم البرازيلية.
يُطل على ملعب ماراكانا التاريخي في ريو دي جانيرو تمثال &
39;؛ وشكلت مباراة النهائي التي جرت ليلة السبت فرصة للمنتخب البرازيلي كي &
39; عن هزيمته في كأس العالم 2014 FIFA ويُجدد العهد بالألقاب والتألق. وأشاعت الجماهير البرازيلية التي ملأت جنبات ماراكانا طاقةً إيجابيةً حتى قبل أن تنطلق المباراة. وردد هؤلاء المشجعون طيلة الفترات الأولى من النهائي أغنيتين؛ الأولى تنتمي للتراث التقليدي المشهور في ريو دي جانيرو، وتحمل عنوان "اليوم يومٌ من أجل السعادة"، أما الثانية فتقول "استجمعوا قواكم، إن كنتم فزتم بكأس العالم خمس مرات".
ومنح نيمار لبلده كل ما كان ينتظره حين سجل ركلة حرة رائعة من على بعد 25 ياردة تقريباً خلال الدقيقة السابعة والعشرين. وما أن لامست كرته العارضة حتى ارتدت وعانقت الشباك الألمانية، لتنطلق فرحة الجماهير البرازيلية ويبزغ أخيراً أمل إحراز الميدالية الذهبية. غير أن كابتن الماكينة الألمانية، ماكس مايير أحبط آمال أصحاب الأرض في الدقيقة التاسعة والخمسين، عندما أصبح أول لاعب يسجل في مرمى السيليساو خلال جميع أطوال البطولة الأوليمبية.
ولم يُحسم أمر الميدالية الذهبية في الوقت الأصلي للمباراة ولا حتى خلال الشوطين الإضافيين؛ لذا كان على الفريقان الاحتكام لركلات الترجيح من أجل تحديد هوية المُتوّج. وكان نيمار هو من تكفّل بتسجيل ركلة الفوز، ليُنهي رحلة البحث البرازيلية عن الذهب الأوليمبي بماراكانا، هذا الملعب الذي يُعدّ قلب كرة القدم وروحها في هذا البلد الجنوب أمريكي. وانطلقت الجماهير الفَرِحة تردد أغنية "عاد البطل".
وفي وقت سابق من اليوم نفسه، اختتم المنتخب النيجيري رحلته الموفقة في ريو 2016، بتحقيق الانتصار ببيلو هوريزونتي على حساب كتيبة هيندوراس العنيدة (3-2)؛ وجاء هذا الفوز بفضل كل من صادق عمر الذي سجل ثنائية وأمينو عمر. وكانت الميدالية البرونزية تنقص خزينة نيجيريا في مسابقة كرة القدم، علماً أنها فازت في 1996 بالذهب وفي 2008 بالفضة.
هدف اليوم
البرازيل 1-0 ألمانيا، نيمار (الدقيقة 27)
نفّذ نيمار ركلة حرة دائرية محكمة وبديعة بنجاح ليُخفف من الضغط الكبير الذي كان سائداً في سماء ريو خلال المراحل الأولى من النهائي؛ فمن مسافة 25 ياردة تقريباً، على الجانب الأيسر للمنتخب البرازيلي، سدّد كابتن السيلساو كرة بقدمه اليمنى بتركيز كبير لم تترك أي حظ لحارس المرمى الألماني تيمو هورن، لتعُم فرحة عارمة بين أوساط الجماهير الغفيرة التي بلغ عددها ما يقارب 80 ألف متفرج.
لحظات للذكرى
نيمار ودموع الفرحة
بعد أن نفذ بثقة كبيرة الركلة الترجيحية التي منحت الفوز لمنتخب بلاده وأهدته أول ميدالية ذهبية في تاريخه الأوليمبي، لم يتمالك نيمار نفسه، حيث أجهش بالبكاء موجهاً وجهه نحو الأرض، مذهولاً لوقع الحدث. وتحولت دموعه إلى فرحة خالصة، حيث قام بجولة الفوز في ماراكانا، محتفلاً بتتويج ذهبيّ طال انتظاره.
قوة تأثير الكابتن
اللاعبون الذين يتسلمون شارة الكابتن مطالبون بتحمل المسؤولية وبمساعدة فريقهم في اللحظات العصيبة؛ وهذا ما فعله بالضبط قائدا المنتخبين البرازيلي والألماني في مباراة الميدالية الذهبية؛ فنيمار ومايير تكفلا بافتتاح التسجيل لفريقيهما في ريو.
ميكيل المزوّد
لعب كابتن &
39;، ميكيل جون أوبي، دوراً حاسماً في الأهداف الثلاثة التي سجلتها نيجيريا أمام هندوراس (3-2) في مباراة الميدالية البرونزية ببيلو هوريزونتي. وكانت مساهمته في الهدف الأول ربما غاية في السلاسة والبساطة؛ فبعد أن انطلق في اتجاه خط مرمى هندوراس، رفع ميكيل رأسه ومرر كرة عرضية في اتجاه عمر صادق الذي أودعها الشباك بسهولة كبيرة معلناً الهدف الأول في المباراة. وسعِد لاعب نادي تشيلسي لأداء دورٍ رياديٍّ رفقة منتخب بلاده، وسيكون بدون شك فرحا لمساهمته في الأهداف النيجيرية الثلاثة التي منحت البرونزية للنسور الخضر.
قصة قائمين
كان الألمان، في ثلاث مناسبات خلال الشوط الأول من النهائي، على مرمى حجر من هز الشباك؛ فجوليان براندت أرسل، خلال لحظات النزال الأولى، تسديدة من مسافة بعيدة ارتطمت بالقائم البرازيلي، بينما أتيحت فرصتان لكل من نيكلاس سولي وسفين بيندر في وقت لاحق من الشوط الأول، إلا أن العارضة كانت لهما بالمرصاد. وكانت العارضة رحيمة بالبرازيليين في تلك الأمسية؛ فتسديدة نيمار الرائعة ارتطمت بها قبل أن ترتد الكرة وتستقر داخل المرمى الألماني