السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز رام الله للدراسات ينظم لقاء حول الآخر في الفكر العربي

نشر بتاريخ: 21/08/2016 ( آخر تحديث: 21/08/2016 الساعة: 21:00 )
غزة- معا- نظم مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان بغزة اليوم لقاء حول " في الفكر العربي " وذلك في قاعة مؤسسة فلسطينيات بغزة ، بمشاركة العديد من النخب الثقافية والأكاديمية وطلبة الجامعات.

افتتح اللقاء الأستاذ طلال أبو ركبة مدير تحرير مجلة تسامح والذي أوضح أن الهدف من هذا اللقاء هو مواجهة خطاب الكراهية المتفشي في الحالة العربية تجاه الآخر عقب الربيع العربي ، وتسليط الضوء على حالة الانقسام والتشظي التي ضربت بعمق مرتكزات الهوية العربية الجامعة ، وصعود الهويات القاتلة على أسس عرقية ومذهبية وطائفية وسياسية في العالم العربي ، موضحاً أن مفتاح الحل السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو تعميم ونشر قيم التسامح القائمة على قبول وتقدير الآخر المختلف ، وإلا فإن المنطقة العربية مقبلة على تقسيم طائفي ومذهبي سيلغي معه مفهوم الهوية الجامعة لصالح هويات فرعية ستمزق أي أمل عربي بالنهوض .

بدروه أكد الكاتب شفيق التلولي بأن هناك محاولة لدعشنة المنطقة العربية وسحبها باتجاه التطرف القائم على رفض الآخر ، وأنه بات مطلوباً تجديد الخطاب الثقافي على المستوى العربي والفلسطيني وأن يشمل في مكوناته تأصيل حقيقي لمتلازمتي الحداثة والأصالة بعيداً عن التقليد التحريف ، مع ضرورة تجديد الخطاب الديني، وأن يأخذ الاعلام دوره الحقيقي في تعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك .

أما الباحث التنموي غسان أبو حطب فأكد في مداخلته على أنه تاريخياً في الحالة العربية كان يتم استدعاء ثنائية الآنا والآخر في ضوء الاحداث الكبرى ، وقد تم استدعائها في ضوء الربيع العربي بحيث يكون الصراع في المنطقة صراع هويات ، ونوه إلي أن هناك حالة وفاة لفكرة الهوية الجامعة نتيجة تشظي الآنا العربية على أسس قبلية وجهوية وعرقية ومذهبية ، وبات ملحاً الحاجة لمشروع نهضوي تنويري يقوم على قيم المواطنة والديمقراطية للخروج من هذا المأزق الكبير .
بدورها أكدت عبير ثابت أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بأن الخطاب في المنطقة العربية يرسخ رفض الآخر وعدم قبوله ، وأن هناك عدم اتفاق اكاديمي أو سياسي على خطاب قبول الآخر ، وان التشويه الحاصل هو نتاج العولمة وقيمها وأنه لا بد من وجود خط فاصل ما بين الحداثة والأصالة بعيدا عن ثنائية التبعية الكاملة والعداء الكامل .

وفي نهاية اللقاء أكد المشاركون في مداخلتهم على ضرورة تبني خطاب ثقافي يقوم على قيم التسامح والتعددية والتنوع باعتبارهما الحل السحري للخروج من حالة الانقسام والتشظي التي باتت تضرب جذوراً في الواقع والفكر العربي .