السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران عطا الله حنا: تجسّدت الوحدة الوطنية بين الشعب في القدس

نشر بتاريخ: 22/08/2016 ( آخر تحديث: 22/08/2016 الساعة: 14:43 )
المطران عطا الله حنا: تجسّدت الوحدة الوطنية بين الشعب في القدس
القدس- معا- قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس امام عدد من وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية والعالمية بمناسبة الذكرى الـ 47 لاحراق المسجد الاقصى المبارك:" إن هذه الجريمة النكراء ما زالت ماثلة امامنا والنيران ما زالت مشتعلة والاعتداءات متواصلة ومستمرة على المدينة بكل ما تحتويه من مقدسات ومؤسسات وطنية:.

وأفاد المطران: في ذلك اليوم الذي فيه احرق المسجد الاقصى المبارك هب ابناء القدس عن بكرة ابيهم لكي يطفئوا نيران الحقد والعنصرية الهمجية فتوجه المقدسيون مسلمون ومسيحيون، وقاموا بمحاولاتهم لإطفاء هذه النيران فكان المفتي الى جانب البطريرك والشيخ الى جانب المطران والمسلم الى جانب اخيه المسيحي، وقد كانوا معا وسويا يعملون على انقاذ ما يمكن انقاذه من هذا المسجد الذي طالته نيران الحقد والعنصرية".

وأضاف: لقد تجسدت الوحدة الوطنية بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد في ذلك اليوم الحزين في المدينة المقدسة.

وأفاد المطران، اولئك الذين احرقوا هذا المسجد في ذلك الحين هم ذاتهم الذين يواصلون تعدياتهم على مقدساتنا وكرامتنا وحضورنا وتشبثنا وانتماءنا لهذه المدينة المقدسة.

واعتبر أن الذين احرقوا المسجد الاقصى المبارك هم ذاتهم الذين يسعون لابتلاع القدس وتشويه طابعها العربي الروحي التراثي والانساني، هم ذاتهم الذين يسعون لتصفية القضية الفلسطينية بوسائلهم المعهودة والغير المعهودة.

وقال المطران: أعداؤنا يخططون لتصفية قضيتنا الوطنية ويريدوننا ان ننسى القدس وفلسطين وان نشطب من قاموسنا كل ما له علاقة بإنتماءنا لهذه الارض وقضيتها العادلة، وهذا لن يحدث على الاطلاق ولن يستسلم المقدسيون لسياسة الامر الواقع ولن يقبلوا بسياسات الاحتلال التي تسعى لتهميش حضورنا وانتماءنا وبقاءنا في هذه المدينة المقدسة.

وشدّد ستبقى القدس لنا ومهما حاولوا احراقها والنيل من هويتها وتاريخها وتراثها ومهما سعوا لابتلاعها وطمس معالمها فستبقى القدس لأصحابها وليس للمستعمرين المحتلين الذين اتوا لكي يزوروا التاريخ ويشوهوا طابع المدينة المقدسة ويسلبوا الفلسطينيين حقهم في ان يكونوا في مدينتهم وعاصمتهم الروحية والوطنية.

ولفت إلى أن" في هذه الذكرى الاليمة نقول بأن الانقسامات الفلسطينية والتصدعات الداخلية والاحترابات الفصائلية والحزبية، انما تساعد المحتلين على تمرير مشاريعهم في المدينة المقدسة".

وتابع المطران: من يكرس الانقسام ولا يسعى من اجل توحيد الصفوف انما يقدم هدية مجانية لاولئك الذين احرقوا الاقصى في ذلك الحين، وما زالت حرائقهم مشتعلة حتى اليوم.

وأكد: علينا ان نعمل من اجل انهاء الانقسامات الفلسطينية المخجلة والمؤسفة والتي لا يستفيد منها الا الاعداء، وعلينا ان نوحد صفوفنا وان نكون اسرة واحدة في مواجهة ما يخطط لنا ولقدسنا ولقضيتنا الوطنية.

وبيّن المطران: علينا ان نلفظ وان نرفض اي خطاب تكفيري تحريضي فئوي يثير النعرات الطائفية والمذهبية ويحقق ما يتمناه الاحتلال من حالة تفكك وتشرذم وفتن داخلية في المجتمع.

وشدّد: من احب فلسطين وانتمى اليها ومن احب القدس ومقدساتها، عليه ان يعمل من اجل الوحدة والاخوة ونبذ الفتن والتصدعات ايا كان مصدرها.

وأشار المطران إلى أن اولئك الذين احرقوا الاقصى في ذلك الحين هم ذاتهم الذين يحرقون ويدمرون ويذبحون في وطننا العربي، من يسعون لتصفية القضية الفلسطينية وابتلاع القدس هم ذاتهم المتآمرون على وطننا العربي، هم ذاتهم الذين يدمرون في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي ليبيا وفي غيرها من الاماكن.

وأفاد: ان من يسعون لتصفية القضية الفلسطينية هم ذاتهم الذين يسعون لتفكيك الوطن العربي وتدميره خدمة للاعداء الذين لا يريدون الخير للأمة والقضية.

وقال المطران: ان اولئك الذين يدمرون في سوريا وفي غيرها من الاقطار العربية هم ذاتهم المتآمرون على القضية الفلسطينية وان تغيرت وتبدلت الاسماء والالقاب، ولكن العدو واحد وهدفه معروف وهو تصفية وجودنا وتاريخنا وانتماءنا وتعلقنا بهذه الارض المقدسة.

واستطرد:" لن يكون هنالك ربيع عربي حقيقي الا باستعادة فلسطين وعودة القدس الى اصحابها فالربيع العربي يبتدئ من هنا وليس بتدمير الاوطان وتفكيك المجتمعات العربية واثارة الفتن والنعرات المذهبية هنا وهناك".

وأوضح:" ان الربيع العربي الحقيقي لن يكون الا بعودة فلسطين وتحريرها، أما ما نشهده اليوم في وطننا العربي فهو ربيع اعداء الامة العربية المتآمرين عليها وعلى شعوبها وهويتها ووحدة ابنائها".

وبيّن" ان المسيحيين في فلسطين وفي مشرقنا العربي كانوا دوما حملة رسالة حضارية ثقافية انسانية وطنية وكانت لهم اسهاماتهم في الرقي الانساني والحضاري والثقافي لمجتمعاتنا العربية جنبا الى جنب مع اخوتهم المسلمين".

وقال، إن المسيحيين المشرقيين العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيين، لن يتخلوا عن انتماءهم لهذه الامة العربية ولن يتخلوا عن انتماءهم لهذا المشرق العربي الذي هم جزء اساسي من مكوناته، ومن يعتدي على الاقصى لا يعتدي على المسلمين لوحدهم بل يعتدي علينا جميعا، ومن يعتدي على مقدساتنا المسيحية يعتدي على الكل الفلسطيني.

وأكد: لكي نكون اقوياء في مواجهة ما يخطط لنا يجب ان نكون موحدين وان يبقى المسيحيون والمسلمون معا مدافعين عن اوطانهم وعن قضاياهم وعن مقدساتهم.

وشدّد لن يتخلى المسيحيون المشرقيون عن اصالتهم الروحية والانسانية والوطنية فجراحنا وآلامنا ومعاناتنا لا يمكن وصفها بالكلمات ولكننا وبالرغم من كل ذلك لن نتخلى عن انتماءنا لفلسطين ولمشرقنا العربي ومهما تآمروا علينا وخططوا لتصفية وجودنا خدمة للمشاريع المشبوهة التي يعرفها الجميع ستبقى قلوبنا تخفق عشقا لفلسطين وللقدس ولهذا الوطن العربي الذي نفتخر بانتماءنا اليه.

وجدّد ادانة واستنكار لجريمة احراق المسجد الاقصى المبارك وللجرائم المتواصلة بحق شعبنا ولكننا في نفس الوقت ندين ونرفض ونستنكر هذه المؤامرة الاستعمارية التي يتعرض لها مشرقنا العربي وخاصة في سوريا والعراق وفي غيرها من الاماكن.

وشدّد  المطران: نتضامن مع سوريا في محنتها فنزيف فلسطين هو نزيف سوريا ونزيف سوريا هو نزيفنا جميعا ، ونتضامن مع العراق في محنته ومع اليمن وليبيا، ونتضامن مع ضحايا الارهاب في كل مكان من عالمنا فالارهاب حيثما كان واينما وجد يحمل رسالة واحدة وهي الدمار والخراب وثقافة الموت والعنف والدم ، الارهاب هو تشويه للقيم الانسانية وتطاول على المبادىء الاخلاقية فكلنا نرفض الارهاب وندينه ونتمنى ان نكون موحدين في مواجهتنا للمؤامرات التي تستهدف تاريخنا وهويتنا وتراثنا وكل شيء حضاري وانساني في منطقتنا.

ووجه حديثة إلى المسلمين في القدس وفي فلسطين، قائلا: من يتطاول عليكم وعلى مقدساتكم انما يتطاول علينا جميعا فهذه ثقافتنا كفلسطينيين وهي ثقافة يجب ان نحافظ عليها ويجب ان نتميز بها.

واعتبر المطران انه النموذج الفلسطيني المتميز في الوحدة الوطنية والاخاء الديني والذي يجب ان نسعى للحفاظ عليه لكي تبقى فلسطين كما عودتنا دوما حاضنة لقيم التآخي والتلاقي بين الاديان ، انه وطن الوحدة الوطنية والانتماء الصادق لهذه الارض بمقدساتها وتاريخها وهويتها.

وأكد ستبقى القدس لنا والمقدسات لنا والارض لنا وسنبقى اوفياء لهذه البقعة المقدسة من العالم التي اسمها فلسطين التي نسكن فيها بأجسادنا ولكنها ساكنة في قلوبنا وفي ضمائرنا وفي افئدتنا.