الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس تنفي تهديد الرئيس عباس بضرب الحركة وترحب بالوساطات العربية

نشر بتاريخ: 27/09/2005 ( آخر تحديث: 27/09/2005 الساعة: 16:40 )
غزة- معا- نفى سعيد صيام القيادي البارز في حركة حماس الأحاديث التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام حول تهديدات نسبت للرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرب حماس في حال لم توقف عملياتها من داخل القطاع، قيل أنه أبلغها لمدير المكتب السياسي للحركة في لبنان خالد مشعل.

وردا على سؤال لوكالة "معا" حول موقف حماس من زيارة العاهل الأردني المرتقبة إلى الأراضي الفلسطينية، وحقيقة الدور الذي لعبته مصر لخروج الحركة بقرارها الأخير بالتوقف عن اطلاق الصواريخ من داخل القطاع؟, قال صيام: "نرحب بكل زيارات الأشقاء العرب إلى فلسطين على قاعدة دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه".

ووصف صيام العلاقة الفلسطينية الأردنية بالتاريخية، مشيراً إلى أن جزء كبيرا من الشعب الفلسطيني متواجد في الأراضي الأردنية، مطالباً الأردن وحكومات الدول العربية صاحبة التأثير في المنطقة إلى الضغط على حكومة الاحتلال لتحقيق الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وردعها عن الغطرسة والاعتداءات اليومية ضده.

وعما إذا كانت الزيارة المرتقبة للعاهل الأردني إلى المنطقة تأتي في إطار الوساطة قال صيام لـ "معا": "لا أدري في أي سياق تأتي هذه الوساطة ولكن نتمنى أن يكون الأشقاء العرب رؤساء وملوك ووزراء إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته".

وعن حقيقة ما تناقلته وسائل الإعلام حول طبيعة الدور المصري في قرار الحركة الملتزم بالتهدئة والذي أعلنه د. محمود الزهار مؤخراً قال: "إن الحوارات متواصلة بين الحركة ومصر سواء في القاهرة أو الوفد المتواجد على الساحة الفلسطينية وأن هذه الاتصالات لم تنقطع، على قاعدة ان مصر تلعب دوراً في حماية الشعب الفلسطيني وقطع الطريق على الاحتلال في عدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني".

وأضاف صيام: "هناك الكثير من النقاط التي تم التشاور فيها، وليس لدى الحركة بأس قط في الاستجابة لمقترحات مصر حينما ترى أنها تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني" متابعاً أن الحركة اتخذت قرارها ضمن مؤسساتها الشورية واتخذت هذا القرار لحماية الشعب الفلسطيني وقطع الطريق على الاحتلال.

وأكد القيادي في حماس على ان قرار الحركة لم يعلن في المؤتمر الصحافي إلا بعد إعلام الجانب المصري به، واتصال هاتفي قام به القياديون في الحركة مع الوفد المصري المتواجد في غزة.

وعبر صيام عن استغرابه من بعض ما تناولته وسائل الإعلام حول ما قيل إنه تهديدات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اتصال مع مدير المكتب السياسي لحركة حماس وقال: "هذه أحاديث غريبة ومغرضة ولا أساس لها من الصحة وليس أبداً من عادة الرئيس التحدث مع خالد مشعل بهذه اللغة, وبالعكس تربطه به علاقة احترام وتفاهم ولم يحدث على الإطلاق مثل هذا الاتصال", نافياً بشكل قاطع ما قيل عنه تهديدات من قبل السلطة بضرب حماس، مؤكداً أن ذلك ليس في نية الرئيس عباس الذي لا يقبل ولا الشعب الفلسطيني بأن تصل الساحة الفلسطينية الداخلية إلى هذا الحد، مشيراً إلى ان الرئيس يحترم الحركة التي تربطها مع السلطة علاقة احترام وحوار بدأه الرئيس بنفسه، قائلاً: "إن الساحة الفلسطينية تتسع للحوار وان حركتنا تحترم الرئيس رغم أنها تختلف معه في بعض المواقف السياسية".

ودافع صيام عن قرار حماس الأخير بوقف ضرباتها من قطاع غزة قائلاً: إن الحركة ليست عدمية " تضرب رأسها بالجدار" وأنها لا تحدد مواقفها بناء على آراء المحللين بل تحددها بناء على مصلحة الشعب الفلسطيني التي تنظر لها بصورة عالية وتقرر في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن بعض المحللين السياسيين وصفوا موقف الحركة بالشجاع والذكي والمسؤول، منوهاً إلى ان هذا ما عودت الحركة الناس عليه.

وحول ما قيل من ان قرار حماس جاء خضوعاً للضغط الإسرائيلي العسكري قال:" ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الحركة لضغوط عسكرية وهذه الضغوط ليست أكبر من اغتيال قادة الحركة وعلى رأسهم الشيخ الشهيد احمد ياسين"، متابعاً:" هذا كلام غير مقبول ونحن في الحركة لا نستمع لمثل هذه الأقاويل بل نستمع لصوت العقل ومصلحة الشعب الفلسطيني".

ومن ناحية ثانية أعرب القيادي في حماس عن عدم ثقة الحركة بما يقوم به جهاز الأمن الوقائي الذي نشر مؤخراً بيانا اتهم فيه عناصر من الحركة بتصوير مقر الجهاز وهروبهم بعد إطلاق النار باتجاههم من الجهاز قائلاً:" لا نثق بممارسة ولا إعلام جهاز الأمن الوقائي وليس بعيداً عنه أن يلفق أي قضية أمنية لأبناء الحركة" مستنكراً دور الجهاز في منع حصول أياً من أبناء الحركة على فرصة عمل في القطاع الحكومي بما يسمى " السلامة الأمنية" على حد قوله، مضيفاًً:" أؤكد أن هناك مؤامرة تحاك ضد الحركة لتشويه صورتها وعزلها عن جمهورها وإظهارها متسببة في معاناة ومأساة كثير من شعبنا، ونحن نفطن لهذه القضية".

وأضاف:" جهاز الامن الوقائي لم يلتزم بالمرسوم الرئاسي الصادر عن الرئيس والذي يعطي الحق لكافة أبناء الشعب الفلسطيني بالوظيفة العامة حسب الكفاءة وليس حسب التنظيم السياسي التابع له".

وقال :" لا يخفى على أحد الحملة الشعواء التي تشن على حركة حماس وخاصة بعد هزيمة الاحتلال الإسرائيلي في غزة وظهور الحركة كلاعب رئيسي وتأثيرها في المعدلة الإقليمية والدولية".