د. مصطفى البرغوثي: اسرائيل شنت 1266 هجوما على شعبنا منذ 16 حزيران منها 695 في الضفة و571 في القطاع
نشر بتاريخ: 28/11/2007 ( آخر تحديث: 28/11/2007 الساعة: 15:11 )
رام الله- معا- اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان حالة اللامبالاة التي يبديها شعبنا تجاه اجتماع انابوليس ناجم من احساسه بانعدام الامل بان يسفر عن أي تغيير حقيقي في معاناته وبان التفاوض دون كفاح يحمل خطر الخضوع للاخرين وانه في احسن الاحوال لايؤدي الا الى المراوحة في المكان دون نتائج تذكر وان تجربة 14 عاما على اوسلو كافية لتاكيد ذلك.
ودعا البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله الى ضرورة وقف زحف الرواية الاسرائيلية التي تسللت الى الوعي الاعلامي العالمي وتحاول التسلل الى الوعي العربي وان تدخل في العقل الفلسطيني ووقف التراجع الفلسطيني والعربي امام تلك الرواية .
مؤتمر انابوليس
واضاف البرغوثي ان اسرائيل نجحت فيما يتعلق بمؤتمر انابوليس في تحقيق ما تريد من خلال اربع مراحل ، الاولى : انها التفت على فكرة عقد مؤتمر دولي حقيقي لحل القضية الفلسطينية على اساس قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وعلى المبادرة العربية عبر طرح اجتماع انابوليس الذي تحول من مؤتمر الى مجرد اجتماع وتحت اشراف اميركي وليس دوليا دون ان يقدم مرجعية للمفاوضات وشمولية للحل او جدول زمني لانهاء الاحتلال والصراع ، فيما تمثلت المرحلة الثانية وبعد اعلان الجانب الفلسطيني عن مشاركته في انابوليس انطلاقا من انه سيكون هناك معالجة لقضايا الحل النهائي ومطالبة بتجميد الاستيطان فورا وجدول زمني واضح لانهاء المفاوضات ادى التعنت الاسرائيلي وغياب ضغط دولي على اسرائيل الى تحول الامر من حل قضايا الوضع النهائي الى تطبيق خارطة الطريق وبالتالي تذهب الان الاطراف الى انابوليس دون جدول زمني ودون مناقشة قضايا الحل النهائي ودون تجميد الاستيطان ليتحول المؤتمر الى اجتماع احتفالي .
واشار البرغوثي الى ان المرحلة الثالثة تمثلت في فشل التوصل الى وثيقة مشتركة تتضمن المواقف بشان قضايا الحل النهائي واصبح الامر مجرد اعلان عن البدئ بمفاوضات بين الجانبين في حين نجحت اسرائيل في المرحلة الرابعة في جعل الامن شرطا للدخول في مفاوضات حول حل القضايا السياسية وهذا يحقق هدفين لاسرائيل الاول : هو تحميل الفلسطينيين مسؤولية كل فشل سيحدث وثانيا: تحويل القضية من مسالة احتلال اسرائيلي للاراضي الفلسطينية واضطهاد ونظام ابارتهايد الى مسالة امنية تصور اسرائيل الضحية ووضع الفلسطينيين امام مهمة مستحيلة الانجاز بمطالبة الشعب المحتل بتوفير الامن لمن يحتله وهذا امر مستحيل في ظل عدم توفر السيادة الحقيقية للسلطة الفلسطينية .
وقال البرغوثي ان ما نشرته اليوم صحيفة هارتس حول معالم وثيقة يجري اعدادها توضح ان اسرائيل ترفض ذكر تجميد الاستيطان وقرار لاهاي ووقف بناء الجدار ورفع الحصار عن غزة وترفض ذكر ما تضمنته الاتفاقات السابقة مثل اوسلو رغم علاتها وترفض المبادرة العربية كاساس للمفاوضات وتصر على الاعتراف بيهودية الدولة العبرية وان يسحب الاميركيون المقترحات الخمسة التي قدموها كحل وسط.
الدولة ذات الحدود المؤقتة
واكد البرغوثي ان انابوليس سيكون لقاء احتفاليا وان هدف اسرائيل هو تحقيق هدفها بكسب الوقت وفرض الحل المنفرد الذي يتضمن خارطة جدار الفصل العنصري والدولة ذات الحدود المؤقتة.
واضاف ان معالم الحل بدات ببناء المستوطنات واقامة الحاجز وبناء الجدار والان تريد اسرائيل ان تجعل من الجدار بمراحله الثلاثة واقتطاع القدس الاغوار من الضفة الغربية هو حدود الدولة المؤقتة مشيرا الى تصريحات باراك الاخيرة التي قال فيها دعونا نترك كل مفاوضات الحل النهائي ولنركز على انشاء الدولة ذات الحدود المؤقتة .
واوضح البرغوثي ان مشروع الدولة المؤقتة بدون القدس والاغوار وضم المستوطنات ليس جديدا وانما انعكاس لمشروع الون عام 68 الذي ظل يشكل ارضية للموقف الاسرائيلي بصورة ثابتة رغم اختلاف وتنوع الحكومات.
اشتراط المشاركة في انابوليس
ودعا البرغوثي الجانب الفلسطيني الى اشتراط مشاركته في اجتماع انابوليس بوقف شامل للاستيطان بما في ذلك النمو الطبيعي للمستوطنات ووقف البناء في الجدار العنصري فورا ورفع الحصار والتراجع عن اعلان غزة منطقة معادية ومعالجة فورية لقضايا الحل الدائم.
كما دعا البرغوثي منظمة التحرير الى حمل قرار لاهاي الى الامم المتحدة لفرض عقوبات على اسرائيل لعدم تنفيذها القرار كما فعلت جنوب افريقيا ابان النظام العنصري مؤكدا ان مفاوضات بدون نهج واجراءات كفاحية لن تؤدي الى نتائج.
المشاريع الاقتصادية الاربعة
وقال البرغوثي ان المشاريع الاقتصادية التي تحدث عنها توني بليير مبعوث اللجنة الرباعية لايمكن لها النجاح في ظل الحصار والحواجز مشيرا الى ان مشروع تاهيل شبكة المجاري في بيت لاهيا هدفه هو منع تسرب مياه المجاري الى المياه الجوفية في اسرائيل وهذا هو السبب الوحيد لموافقة اسرائيل على اقامة المشروع في الوقت الذي تمنع فيه دخول الاغذية ومواد البناء والمواد الخام للقطاع .
وقلل البرغوثي من اهمية اقامة منطقتين صناعيتين في اريحا والخليل في وقت لايستطيع فيه المزارع في الاغوار ايصال منتوجاته الى نابلس وكذلك الحال بالنسبة للصناعات في الخليل في ظل وجود 561 حاجزا عسكريا مؤكدا ان الاجراء الحقيقي لاطلاق تنمية حقيقية هو رفع الحواجز والحصار ووقف بناء الجدارالعنصري.
الاوضاع الانسانية والاقتصادية الكارثية في الاراضي الفلسطينية
واكد البرغوثي ان الوضع في غزة يواجه كارثة انسانية بعد اغلاق القطاع كاملا في 15/6 /2007 واعلانه في 19/9 منطقة معادية وتقليص الوقود والكهرباء في 28/10 وفرض عقوبات جماعية في 22/11 مما ادى الى تدمير الاقتصاد الوطني اذ ان 85% من مصانع غزة اغلقت فيما توقف 95% من مشارع البناء الى جانب الحاق خسائر بالتصدير الزراعي بلغت 16 مليون دولار منذ حزيران 2007 اضافة الى ان 70 الف عامل فقدوا وظائفهم يعيلون 450 الف شخص.
واشار البرغوثي الى ان 87% من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر وان 85% يعتمدون على المساعدات الغذائية وان تزويد القطاع بالوقود انخفض الى 47% من الديزل والبنزين الصناعي 9% مما يؤثر سلبا على عمل المشافي وتنقية مياه الشرب والتخلص من النفايات وتنقية مياه المجاري.
وفاة عشرة مرضى جراء الحصار
وقال البرغوثي انه منذ شهر اب الماضي توفي عشرة مواطنين جراء منعهم من مغادرة القطاع من اجل العلاج في الخارج رغم عدم وجود علاج لهم الا في الخارج .
واستشهد البرغوثي بقول احد المرضى يدعى نائل الكردي في لقاء صحفي يوم 6/11 :"انهم لايستطيعون تقديم العلاج لي ،وان كل ما املكه هو ان اجلس في غزة وانتظر الموت" مؤكدا ان المواطن المذكور توفي معتلا يوم 17/11 بسبب منعه من الخروج للعلاج.
واضاف ان شعبنا غير متفائل من انابوليس عندما لايتمكن حتى المريض من الحصول على العلاج في الخارج ، وتساءل عندما لايستطيع أي طرف فلسطيني او عربي دفع اسرائيل الى رفع الحصار قبل التوجه الى الاجتماع فكيف يمكن لذلك الاجتماع ان يؤدي الى حل قضايا الوضع النهائي.
حجم العدوان الاسرائيلي
واشار البرغوثي الى ان اسرائيل شنت 1266 هجوما على شعبنا منذ 16 حزيران منها 695 في الضفة و571 في القطاع.
وقال ان عدد الشهداء الذين قتلوا منذ 16 حزيران الماضي حتى اليوم بلغ 190 مواطنا منهم 39 في الضفة 151 في القطاع بينهم 21 طفلا.
واضاف انه منذ 17 تموز والاعلان عن اجتماع انابوليس سقط 148 شهيدا بينهم 28 في الضفة و 120 في غزة بينهم 16 طفلا في حين بلغ عدد الجرحى 736 منهم 381 في الضفة 355 في غزة بينهم 115 طفلا.
واوضح ان عدد القتلى الاسرائيليين خلال الفترة ذاتها بلغ اربعة بينهم ثلاثة جنود قتلوا خلال اجتياحات للجيش الاسرائيلي الى جانب مستوطن واحد بشكل يشير الى ان امن الفلسطينيين هو المهدد وليس الامن الاسرائيلي كما تدعي اسرائيل مشيرا الى نسبة عدد القتلى من الجانبين كانت بلغت في الفترة بين اعوام( 2000-2005) 4 فلسطينيين مقابل كل اسرائيلي في حين وصلت في عام 2006 الى 30 فلسطيني مقابل اسرائيلي واحد ،بينما اليوم فقد وصلت النسبة الى 48 فلسطيني مقابل واحد.
الاسرى وسياسة الباب الدوار
وقال البرغوثي ان عدد الفلسطينيين الذين اعتقلوا منذ كانون الثاني وحتى تموز بلغ 3743 معتقلا في وقت افرجت اسرائيل في 21 تموز عن 256 اسيرا ، بينما بلغ عدد من اعتقلتهم اسرائيل منذ اخر عملية افراج 1581 اسير جديد ، في وقت يتم فيه الحديث عن قائمة من 432 اسيرا سيفرج عنهم الاحد المقبل دون ان تتضمن تلك القائمة اسرى قدامى او مرضى او من النواب البالغ عددهم 46.
واضاف ان من تم اعتقاله منذ 17 تموز حتى 20 تشرين ثاني بلغ 1651 معتقلا بينهم 1541 في الضفة و110 في غزة بشكل يشير الى ان عدد من يتم اعتقالهم هو اضعاف عدد من يتم الافراج عنهم مذكرا بوجود 11 الف اسير في سجون الاحتلال بينهم اسرى امضوا ثلاثين عاما.
الحواجز العسكرية والاستيطان
واشار النائب البرغوثي الى حجم المعاناة التي خلقتها الحواجز الاسرائيلية والتي بلغ عددها في اكتوبر الماضي 261 حاجزا ثابتا و276 حاجزا طيارا مما يفند الاكاذيب الاسرائيلية التي اطلقها باراك بازالة 24 حاجزا الاسبوع الماضي مؤكدا ان ما ازيل هو حاجزان فقط وان المتبقية لم تكن موجودة اصلا على الارض.
واضاف ان اسرائيل ليست بحاجة لبناء مستوطنات جديدة في ظل وجود 121 مستوطنة في الضفة و12 مستوطنة في القدس ان حديث اولمرت عن عدم بناء مستوطنات جديدة دون الحديث عن تجميد النشاطات الاستيطانية في المستوطنات القائمة هو ذر للرماد في العيون مشيرا بالصور الى مشروع جديد لبناء وحدات استيطانية تم الاعلان عنه في 14 نوفمبر الجاري في معاليه ادوميم.
واختتم البرغوثي مؤتمره الصحفي بالتاكيد على عدم وجود شريك حقيقي في السلام في اسرائيل واهمية التمسك بالاشتراطات الفلسطينية قبل انابوليس وفي مقدمتها وقف شامل للاستيطان وجدار الفصل العنصري.