الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ضمن مشروع الدعم النفسي الاجتماعي- منتدى الفنانين الصغار يتوجه للأطفال بالدراما وريشة الفنان

نشر بتاريخ: 28/11/2007 ( آخر تحديث: 28/11/2007 الساعة: 17:32 )
رام الله- معا- ألفان وخمسمائة طفل وطفلة تتراوح أعمارهم بين ثمانية وستة عشرة عاماً، منحوا الفرصة ليحلقوا في أجواء إيجابية، يعبرون فيها عن مشاعرهم وأفكارهم، فتتعزز ثقتهم بأنفسهم يوماً بعد يوم، من خلال ورشات الرسم والفنون التشكيلية والدراما والمسرح، ضمن مشروع الدعم النفسي الاجتماعي الذي ينفذه منتدى الفنانين الصغار، وتحتضنه مؤسسة أنيرا، وتموله الوكالة الكندية للتنمية الدولية.
المشروع الذي بدأ في الأول من تموز ويستمر إلى حزيران 2008، ينفذ في ثمانية مراكز في رام الله، وعشرون مركزاً في الخليل، وخمسة مراكز في سلفيت وعشرة في طولكرم.

بدورها منيرة زريقي، ممثلة، ومدربة الدراما في منتدى الفنانين الصغار، ومنسقة المشروع تحدثت عن أهداف المشروع قائلة: "نحاول مساعدة الطفل على تحقيق التوازن النفسي والتواصل مع الآخرين، وكسر حاجز الخوف والخجل من خلال الألوان والأشغال اليدوية ليعبر عما بداخله، من خلال تمارين وألعاب خاصة بالتنفس والارتجال واللعب الدرامي".

وأضافت "نريد أن نصل لنكون قادرين على إدخال الفرح إلى نفسية الطفل الذي يتعرض إلى القمع أو الكبت والضغوط المتنوعة، لذا نحاول منح الطفل المساحة الكافية ليعبر فيها عن نفسه، ونساعده ليتعرف على ذاته وقدراته".

ونوهت إلى أنه في ورشة الدراما على سبيل المثال يتم عمل تمارين استرخاء لتساعد الطفل على اكتشاف ذاته، وتمارين تركيز لتساعده أيضاً على التأمل واكتشاف حواسه بشكلها الحقيقي، وتمارين اللعب الدرامي التي يأخذ فيها دور أستاذه أو والده وبالتالي يكتشف شخصيات من جوانب مختلفة.

وعبرت منيرة زريقي عن طموحها الشديد للوصول إلى مرحلة دعم الطفل نفسياً حين يتم اكتشاف مشكلة ما لديه، من خلال توفير مرشد أو أخصائي يساعد هؤلاء الأطفال بموافقة دويهم، وهو موضوع لا يزال قيد الدراسة.

وحول كيف يمكن ضمان نجاح المشروع قالت زريقي أن المدربين يحصلون طوال فترة المشروع على تدريب متواصل في الجوانب النفسية والاجتماعية، كما تقوم مؤسسة أنيرا، على فترات متقطعة، بتوزيع استمارات على الأطفال لقياس تأثير الورشات على شخصيتهم وتفكيرهم، وإجراء تقييم شهري من قبل المدربين من خلال جلسة ودية حوارية يتحدث فيها الأطفال عن التغييرات التي حدثت لهم.
واستحضرت زريقي أمثلة على أطفال تحدثوا عما كانوا يعانون منه قبل مشاركتهم في ورشات العمل كالقلق وقلة النوم، وكيف ساعدتهم تمارين التنفس مثلاً على النوم، والتخلص من الارتباك في التعبير عن أفكارهم. وتذكر أنها تستطيع أن تشاهد التغيير في شخصيات الأطفال قائلة: "هناك فتيان لم تكن لديهم الرغبة أو القدرة على التواجد في ورشة تشارك فيها فتيات، وهم الآن تقبلوا الموضوع بل ويتحاورون مع الفتيات، وأيضاً الطفل الذي لم يكن يخرج من البيت للمشاركة في أي نشاط، أدرك الآن أهمية مشاركته وتعلم أن يخرج ويستفيد.

ومن عمق تجربتها كممثلة ومدربة دراما روت لنا قصة تمرين يسمى دكان السحر موضحة "التمرين عبارة عن دكان تتم فيه عملية البيع والشراء، ويطلب من كل طفل أن يبيع ويشتري صفة أو شعور، وفي إحدى الورش كان هناك فتاة قالت أنها مقتنعة بشخصيتها ولا تحتاج لتشتري شيء، فطلبت منها أن تأخذ وقتها لتفهم التمرين، فلا يوجد شخص كامل، وحين جاء دورها كانت من أصدق الناس فقد باعتني الغرور واشترت القدرة على الاسترخاء والتأمل".

ومن بين الأمثلة التي تذكرها أيضاً طفل باع السرقة وهو ما اعتبرته مميزاً فقالت: "أن يبيع طفل السرقة أمام عشرين طفلاً في الورشة هو مؤشر على وضعه النفسي. نحن مهمتنا أن نعطيهم مفاتيح ليعملوا على أنفسهم".

والجدير بالذكر أن المنتدى نفذ مجموعة من المشاريع المشابهة التي تستهدف الصحة النفسية للأطفال، وخاصة في القرى التي تتعرض بشكل مستمر لاعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين، وقد تم في الآونة الأخيرة الانتهاء من مشروع مماثل في قرية "بلعين" استمر مدة ستة شهور، وسيتم البدء في مطلع العام 2008 بمشروع جديد في قريتي بدرس وبيت سيرا، وهما من القرى الأكثر تضررا جراء بناء جدار الفصل العنصري غرب محافظة رام الله.