نشر بتاريخ: 25/08/2016 ( آخر تحديث: 25/08/2016 الساعة: 14:30 )
القدس- معا- شدد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات د. حنا عيسى، على أن المسيحيون يعتبرون جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وقدموا تضحيات جسام في سبيل الدفاع عن فلسطين وأرضها وإحقاق حقوق شعبها، فخطت أسماءهم في قوائم الشهداء والأسرى، وكانوا وما زالوا يتبؤون المناصب السياسية والاجتماعية ليرفعوا فلسطين ويعلو شأنها.
وأشار إلى أن المسيحي كأي فلسطيني يعيش على ارض فلسطين مهد الديانات ومهبط الانبياء، هدم منزله، وشرد ابناؤه، اضافة للكثير من المعيقات من بطالة وسوء للاحوال الاقتصادية، واعتداء على المقدسات ودور العبادة من كنائس وأديرة ورجال دين، ليسطر بصموده ورباطه قصة التحدي والاباء.
وقال عيسى:" إن معاناة المواطن المسيحي من إجراءات الاحتلال التعسفية بمنع وصوله لأماكنه المقدسة في العاصمة المحتلة وخاصة المواطنين المتواجدين في الضفة الغربية و قطاع غزة، سوف تنشيء جيل مسيحي بعيدا عن كنائسه".
وأشار إلى تسارع الهجرة المسيحية من فلسطين جراء اجراءات الاحتلال المتسارعة، فالاحداث على أرض فلسطين تتسارع في سباق مع الزمن حيث تسعى إسرائيل بكل أساليب الترهيب والترغيب لفرض امر واقع جديد في اشارة واضحة من حكومة الاحتلال الى حسم مسألة التوازن الديمغرافي لصالح تهويد المدينه المقدسة لطمس معالمها المسيحية والإسلامية.
وأضاف، "بالرغم من عدم شرعية ما تقوم به إسرائيل الا أنها ماضية في تحقيق اهدافها في ظل غياب حضور رسمي عربي عن ساحة الفعل اليومي في مواجهة اي اجراء من شأنه حسم مسألة الوجود على الارض".
وتابع، " لذلك فإن اي فعل او إجراء إحتلالي على الأرض لحسم مسالة السيادة سيجعل دولة الاحتلال تقوم بأي فعل مشين للضغط على المواطنين، وهذا ما حصل بالفعل مع المواطن المسيحي في فلسطين من خلال الاجراءات الطاردة التي تقوم بها دولة الاحتلال من منع اعطاء التصاريح وتضيق الخناق عليهم ومنع اعطاء لم الشمل للمواطنين".
ولفت، "هناك هجرة للعقول المسيحية الى الدول الغربية، فالكثير من مسيحيو فلسطين هاجروا الى الدول الغربية بشكل خاص والعربية بشكل عام، وكان السبب الرئيسي لهجرتهم أكثر الى الدول الغربية هو الحروب والنزاع الطائفي التي تشهدها الدول العربية والتي ازدادت حدتها في السنين القليلة الأخيرة، الأمر الذي يدفع بهم للهجرة الى الدول الغربية من جهة، ناهيكم عن عوامل الجذب التي تبثها الدول الأوروبية والتي من شأنها تشجيع المسيحي الفلسطيني للهجرة بعيدا عن الظروف التي يعيشها بفلسطين".
وأوضح، "حل المشاكل التي تواجه المواطن المسيحي في فلسطين يكون بتعزيز الحفاظ على الإرث المسيحي، من خلال تنظيم الزيارات الدورية للمقدسات المسيحية في البلاد، والعمل على توجيه دعوة لكافة الطوائف المسيحية بالبلاد العربية بتكثيف زيارتهم الى المقدسات المسيحية في فلسطين، والعمل على دعم الدور الثقافي والصحفي والفكري للمسيحين وخاصة أنهم أول من بادر الى تأسيس الصُحف والمطابع، وكان لهم دور تاريخي في بلورة الفكر القومي العربي".
ونوه الدكتور عيسى، وهو استاذ وخبير في القانون الدولي، "كما يتوجب تعزيز تواجد المواطنين الفلسطينيين المسيحيين في اراضيهم وتدعيم صمودهم وبقائهم ماديا ومعنويا، ذلك لأننا ندرك تماما بان التنوع والتعددية أهم مقومات المجتمع الفلسطيني، ويتوجب الأنصاف في المناهج التعيلمية وكل مكونات المجتمع نظرا لما قدمه المسيحيون على الصعيد الوطني والثقافي والفكري والاقتصادي في فلسطين".