واقعنا الرياضي والامل في التطوير
نشر بتاريخ: 31/08/2016 ( آخر تحديث: 31/08/2016 الساعة: 15:51 )
بقلم : احمد ابو الرب
إن مفهوم الحالة الرياضية في واقعنا الفلسطيني مختلف تماما عن باقي حالات الامم والشعوب في العالم أجمع، والسبب بديهي وهو أن حالتنا الرياضية هي جزء هام من واقعنا التي تتميز بمسيرة النضال والتخلص من الاحتلال والتطلع لنيل الحرية وبناء الدولة وتحقيق الثوابت الوطنية،فمنذ ظهور الحركة الرياضية الفلسطينية بشكلها المنظم بداية القرن العشرين ، كانت الرياضة عامل اساس في مسيرة الشعب الفلسطيني،فكما كانت مدن فلسطين عناوين ازدهار للشرق العربي تجاريا وثقافيا وعلميا ودينيا، كانت الاندية والفرق الرياضية الفلسطينية تشارك وتطرق ابواب الجوار والقارات، وتقتحم الميادين لتقول "نحن فلسطينيون لنا هويتنا وكياننا ومقامنا الذي يتقدم على كثير من من شعوب وامم الشرق العربي والاوسطي والاسلامي وحتى القاري"، وعندما حصلت النكبة وما قبلها وما بعدها، وانتقل الفلسطيني بفعل اثارها الى الشتات، نقل الفلسطيني حلمه بالعودة، ونقل معها روحه التي لم تنكسر والتي كانت من ابهى صورها الحركة الرياضية الى جانب الثوره، وما زال حلم الشعب الفلسطيني في كل امكان تواتجده مرتبطا بروحه الثائرة وهويته وهامته المرفوعة، إما بتضحيات جسام ،وإما بسارية علم، أو نشيد "فدائي" ،وإما بشموخ في ميادين القتال والمنافسة وإثبات الهوية وايصال صوت الحق الىا كل مكان في المعموره.
اليوم، وبعد سلسلة التضحيات، وما وصلنا اليه من بدايات تثبيت مشروعنا الوطني، وما جرى من انعطاف حاد ونهضة كبيره على حالتنا الرياضية بالرغم من قساوة الظروف التي يقف الاحتلال في مقدمة اسبابها، تعيش الحالة الرياضية مرحلة نمو لافت في كل المجالات قياسا لواقعنا، وعلى رأسها لعبة كرة القدم، فالاندية الفلسطينية وبعد سنوات من التمرس على الانتظام المحكم بجداول الدوريات والمباريات اصبح في ثقافة ادارتها ذلك الانضباط منهجا وقانونا معتادا ، واصبحت تلك الادارات تتناغم مع كل فصول المشاركات بدقائق تفصيلاتها، وتحتكم وتسلم لقرارات اللجان الفنية بثقة والتزام عاليين،حتى اضحت مواعيد انطلاق الدوريات مواعيد يحفظها الصغير والكبير على اتساع الوطن ، هذا بالنسبة لارض الوطن، اما بالنسبة للمشاركات الخارجية من منتخبات، فلم تعد المسافات والاماكن وقوة البطولات الدولية والعربية ممنوعة علي منتخباتنا، بل كانت هذه المنتخبات جسدا متميزا في الحضور ، وعلامة فارقة بغض النظر عن النتائج التي كانت في بعض مراحلها فوق التوقعات.
وحتى عندما كان الانقسام اكثر اوجاع الشعب الفلسطيني،والمؤرق الاكبر له، كانت الرياضة حبل الاعتصام الوحيد الذي يجمع الشعب في المحافظات الشمالية والجنوبية والشتات، فالرياضة شكلت ولا تزال تشكل بوتقة الوحده الوطنية الحقيقية، لانها كانت ولا زالت نقطة التقاء الكل الفلسطيني، نابذه من بين ظهرانيها التجاذبات والخلافات والاجندات الخاصة والفئوية الضيقة.
ونحن اليوم ، ونحن نرحل من مرحلة الى مرحلة جديدة، عمادها، تجديد الدماء والعزيمة في الحركة الرياضية الفلسطينية عبر انتخاب مجلس ادارة لاتحاد كرة القدم الفلسطيني، ولاحقا انتخاب ادارات للاتحادات الرياضية المحتلفة المنضوية تحت لواء اللجنة الاولمبية الفلسطينية ،فإننا نتهيأ لمرحلة جديدة من العمل على ارضية التطوير والتعزيز والتقدم والنهوض الاكبر والاعلى لكل مفاصل الحراك الرياضي الفلسطيني،بل تجنب الاخطاء التي ممكن ان تكون قد حصلت هنا وهناك بشكل فرضته طبيعة العمل، والعمل على نشر الالعاب الرياضية بشكل اكثر اتساعا افقيا وعموديا، ووضع الخطط التي تكفل لنا المشاركة القادمة في الاولمبياد القادم بفعالية وبتقدم اكثر مما جرى لغاية الان، كما لنؤكد حرصنا على الحصول على اقل رقم ممكن في التريب الدولي للفيفا بالنسبة لحال منتخبنا الوطني وحالتنا الرياضة بكرة القدم، والتطلع لكفاة مفاصل الرياضية وعوامل نهوضها ومنها الاعلام الرياضي الذي يتوجب تطويره بطريقة تواكب الرياضة الفلسطينية، وتسويقها للداخل والخارج بشكل يتماهي مع جوهر رساله الرياضة..
إن حالنا الرياضي يكبر ويسمو ويتسع كلما حانت حقيقة الانجاز للمشروع الوطن بالدولة والحرية والقدس والعوده، وهذه الثوابت تحتاج منا عدم الوقوف عند نقاط الانجاز التي تتحقق في مسيرتنا بل ابقاء عجلة الدوان مستمره بطاقة الاخلاص والعمل والتفاني والبذل والتضحية حتى نصل لتحقيق الحلم الذي نبدا من عنده مشورا جديدا وعظيما للفلسطيني في كل مجالات الحياة والحضور وعلى راسها الحالة والعطاء الرياضي.
هذه تطلعاتنا، واحلامنا التي نسعى اليها، وسنعمل من اجلها ليل نهار سواء في المواقع المحالية او على مستوى الوطن والشتات، فكلنا جنود في هذه المسيرة التي نؤمن بها وبنهجها وبرسالتها وبحتمية الانتصار بها ومعها..