الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

كفر قاسم تتأهب لإحياء الذكرى الستين للمجزرة الرهيبة

نشر بتاريخ: 31/08/2016 ( آخر تحديث: 05/09/2016 الساعة: 15:03 )
كفر قاسم تتأهب لإحياء الذكرى الستين للمجزرة الرهيبة
المثلث - معا - منذ ستين عاماً وقف قتلة حرس الحدود الإسرائيلي في مدخل كفر قاسم ينتظرون الضحايا من سكان هذا البلد الآمنين … في لحظة ارتفع تسعة وأربعون شهيداً ما بين شاب وشيخ وامرأة وطفل. الكل كان عائداً إلى قريته، إلى بيته، إلى زوجه وأولاده يحمل لقمة الخبز بعد يوم شاق من العمل المضنى ، كما يحمل بين ضلوعه الأمل بحياة أفضل وأكثر "أمنا" واستقراراً لكنهم حُصدوا برصاص الغدر والحقد ، لا لشيء إلا انهم فلسطينيون أصروا على البقاء منغرسين في أرض وطنهم الذي لا وطن لهم سواه بعد نكبة فلسطين، فشكلوا بذلك "عقبة" في طريق مخطط الصهيونية إقامة دولة "نقية" من أي وجود فلسطيني.

في التاسع والعشرين من شهر تشرين اول/أكتوبر من هذا العام 2016، تحيي كفر قاسم ومعها الشعب الفلسطيني واحرار العالم ، الذكرى الستين للمجزرة التي شكلت وما تزال وصمة عار في جبين دولة إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة، التي ترفض حتى الآن الاعتراف بمسؤوليتها القانونية والأخلاقية عن جريمتها النكراء.

استعدادا لهذا الحدث المفصلي (إحياء الذكرى)، وبعد التشاور مع كل القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات الشبابية والنسوية، فقد تَمَّ الإعلان عن إقامة "اللجنة الشعبية لإحياء الذكرى الستين لمجزرة كفر قاسم"، والتي تضم ممثلين عن كل مُكَوِّنات المجتمع القسماوي، حيث عقدت اللجنة حتى الان ثلاثة اجتماعات معمقة وضعت الأسس لانطلاقة العمل على كل المستويات لضمان نجاح غير مسبوق لإحياء ذكرى المجزرة.

هذا وانبثقت عن "اللجنة الشعبية" لجان متخصصة، على رأسها "لجنة التوجيه العليا" والتي تضم في عضويتها أعضاء محليين وقيادات فكرية وسياسية من المجتمعين العربي واليهودي، حيث ستشارك "الشعبية" في وضع الرؤى العامة، وتحديد الرسائل التي ستحملها الذكرى هذا العام على ضوء الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية.

أضافة إلى "التوجيه العليا"، فقد أقيمت ثلاث لجان متخصصه ستعمل كل منها على تغطية مجال هام من المجالات الحيوية ذات العلاقة بذكرى المجزرة: "اللجنة الإعلامية" و"اللجنة التنظيمية" و"اللجنة الثقافية"، حيث تحددت صلاحياتها ومهامها، وبدأت بعقد اجتماعاتها ووضع خططها للخروج بالمنتج الأمثل الذي يليق بذكرى شهدائنا في ذكرى استشهادهم الستين.

في هذه المناسبة توجهت اللجنة في بيانها الأول "إلى كل أهلنا الأعزاء، وإلى مؤسساتنا الرسمية والشعبية، وإلى جماهيرنا العربية، بحشد طاقاتهم، ووضع إمكاناتهم في خدمة ذكرى المجزرة، التي تأتي هذا العام في ظل تدهور خطير للعلاقات بين الدولة ومواطنيها العرب بسبب زيادة استمرار السياسات العنصرية والقهر القومي التي تمارسها الحكومة ضد الجماهير العربية، وانحسار كبير في أفق التسوية مع الشعب الفلسطيني على أثر سياسة الرفض الإسرائيلية الرامية إلى اغتيال فلسطين وطنا وشعبا ومقدسات".

رئيس بلدية كفر قاسم المحامي عادل بدير، أكد أن "هذه الذكرى ستكون مميزة من خلال العديد من الاستعدادات المحلية والقطرية وان هذه اللجنة هي المظلة العليا لكل ما يتعلق بالذكرى ، وسنوفر كل ما تحتاج اللجنة من ميزانيات لتقوم بإحياء هذه الذكرى على الوجه الذي يليق بشهدائنا الأبرار".

من ناحيته، صرح النائب السابق في الكنيست الإسرائيلي عن الحركة الإسلامية، رئيس اللجنة الشعبية لإحياء الذكرى الستين لمجزرة كفر قاسم، إبراهيم صرصور، بأن "في إحياء الذكرى تأكيد من أهلنا في كفر قاسم أولا ، ثم من جماهرنا العربية وشعبنا الفلسطيني، على التمسك بالحقوق الوطنية المشروعة في الحياة الكريمة والآمنة، وفي الأرض وعلى الأرض، وفي الوجود والكرامة والهوية والحقوق المدنية والسياسية الجماعية والفردية، ولتذكير الأجيال والعالم بظلم سياسات اسرائيل لجماهيرنا العربية وشعبنا الفلسطيني". ودعا إلى أوسع مشاركة في فعاليات إحياء ذكرى المجزرة لهذا العام ، على قاعدة الوحدة الشاملة التي لا بديل عنها لمواجهة التحديات والأخطار المحدقة بالمجتمع العربي داخليا وخارجيا.