نشر بتاريخ: 05/09/2016 ( آخر تحديث: 07/09/2016 الساعة: 15:09 )
بيت لحم -معا - شارك وفد كنسي من الاردن بمراسيم إعلان قداسة الأم تيريزا بحضور قداس حاشد ترأسه البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.
وضم الوفد عددًا من الشخصيات الدينية والإعلامية والمدنية برئاسة المطران سليم الصايغ، ومشاركة الأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، والأب رياض حجازين ، ومعالي الدكتور رجائي المعشر والعائلة، وايفا حبيب، والدكتورة مجد بطارسة، وراهبات الأم تيريزا العاملات في الأردن.
وقال البابا في عظة القداس "من الآن وصاعدًا ستدعى الأم تريزا من كلكتا قديسة، لقد أغدقت الأمُّ تريزا بكلّ سخاء، طيلة وجودها، الرحمةَ الإلهية فكانت حاضرة للجميع عبر استضافة الحياة البشرية والدفاع عنها، أكانت لم تولد بعد أم متروكة أو مستبعدة. وقد التزمت بالدفاع عن الحياة معلنة بلا انقطاع أن "مَن لم يولد بعد هو الأكثر ضعفًا، وصغرًا، وبؤسًا". وقد انحنت على العاجزين، والمتروكين بين أيدي الموت على قارعة الطريق، مدركةً الكرامة التي أعطاها الله لهم؛ وقد أسمعت صوتها لكبار هذا العالم كي يعترفوا بأخطائهم أمام جرائم -أمام جرائم!- الفقر الذي أوجدوه هم أنفسهم. لقد كانت الرحمة بالنسبة لها "الملحَ" الذي ملّح كلّ عمل قامت به، و"النور" الذي أنار عتمةَ الذين لم يعد لديهم حتى الدموع ليبكوا فقرهم ومعاناتهم.
وأضاف البابا في الاحتفال الذي حضره أكثر من 120 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم: "ما زالت رسالة الأم تيريزا في ضواحي المدن والضواحي الوجودية، في أيامنا هذه، شهادةً بليغةً عن قرب الله من أفقر الفقراء. لتساعدنا فاعلة الرحمة هذه التي لا تتعب على فهم أن معيار عملنا الوحيد هو المحبة المجانية، الخالية من أية أيديولوجيات وأية روابط، والتي تسكب على الجميع دون تمييز على أساس اللغة والثقافة والعرق والدين.
وكانت الأم تريزا تحب أن تقول: "قد لا أتكلم لغتهم، ولكني أستطيع أن أبتسم". لنحمل ابتسامتها في قلوبنا ولنمنحها إلى جميع الذين نلتقي بهم في طريقنا، لاسيما إلى الذين يعانون. فنفتح بهذه الطريقة آفاقًا جديدة من الفرح والرجاء أمام الكثير من البائسين والذين يحتاجون إلى استيعاب وحنان".
وعلى هامش الحفل الرئيسي لإعلان القداسة، شارك الأب رفعت بدر بالمؤتمر الصحفي الذي تحدثت به خليفة الأم تيريزا الأخت ماريا اريليه كاروغاتي، وطرح عليها السؤال: "إن الأم تيريزا قد زارت الأردن في تشرين الثاني 1982 لمدة ثلاثة أيام، ومن ثم ذهبت إلى القدس، وبيت لحم، وغزة، ونابلس، فما هي رسالة المصالحة والسلام التي يحملها إعلان "الأم" قديسة لأبناء الأرض المقدسة والشرق الأوسط ولكل من يتألمون بفعل العنف والإرهاب؟. وكذلك قال إننا في آذار هذا العام قد تألمنا معكم عند سماع خبر استشهاد أربعة راهبات مكثن في اليمن. فهل تنوون فتح باب تقديس شهيدات الارهاب اللواتي كنّ يعملن في ملجأ للعجزة والأخوة أصحاب الاعاقات؟
فقالت الراهبة كاروغاتي التي زارت الأردن في آذار نفسه: إننا نصلي مع الأم تيريزا اليوم، ونطلب شفاعتها، لكي يدرك كل إنسان أن كل إنسان كذلك هو أخ وأخت لنا في الإنسانية. أقول للإخوة والأخوات في الشرق الأوسط: "أنتم أخوة، أحبوا بعضكم، اعتنوا ببعضكم البعض، ساعدوا بعضكم البعض. لأننا جميعًا أبناء لأب سماوي واحد. جميعنا أخوة وأخوات قد خلقنا لنُحِب ولنكون محبوبين...". أما بالنسبة للتطويب فقالت هنالك مراحل متعددة، ولا يعتمد الأمر بالدرجة الأولى على الرهبنة، وإنما على قرار من الأبرشية التي تخص الراهبات، وهي اليمن التابعة للإدارة الروحية للأسقف في أبو ظبي.
وكان المركز الكاثوليكي في عمّان، قد استذكر عشية إعلان القداسة للراهبة الألبانية الأصل الزيارة التاريخية التي قامت بها الأم تيريزا إلى الأردن في تشرين ثاني 1982، واستقبلها الملك الحسين بن طلال، رحمه الله، والملكة نور الحسين، في قصر البركة بعمّان.